بقلم الباحث التاريخى الشريف / أحمد ُحزين شقير الُبصيلى
أصدر البنك المركزي قرارًا بإقالة رئيس مجلس إدارة البنك التجارى الدولى أكبر بنك خاص بالسوق المحلية على خلفية تقرير للتفتيش الميدانى أسفر كما جاء في التقرير عن وجود مخالفات جسيمة لأحكام قانون البنك المركزى والجهاز المصرفى والتعليمات الرقابية والقرارات الصادرة عن البنك المركزى والأعراف والممارسات المصرفية السليمة بالإضافة إلى الضعف الشديد لإجراءات الرقابة على منح ومتابعة الائتمان ومصداقيتها وإهدار جميع الأسس المصرفية من أساسها وقال التقرير أيضًا: وجود أوجه قصور حادة في بيئة الرقابة الداخلية ما نتجت عنه خسائر مالية ضخمة .
فى الحقيقة هناك مقولة مشهورة بين الباحثين في التاريخ وهي لا تاريخ بلا مصادر
اذ لا يمكن للباحث التاريخى ان يكتب دون الرجوع إلى المصادر ليستقي منها المادة الأولية التي تزوده بالنصوص الكفيلة بكتابة متن البحث فعملية كتابة التاريخ تقوم على المصادر ولذلك أضع بين أيديكم فى إنفراد تاريخى وثيقة بإمضاء أول محافظ بنك مركزى بمصر هو السير الانجليزى إلوين بالمر الذى كان أول من قام بالتوقيع على العملة بمصر حيث تولى من الفترة الزمنية من 17 أغسطس 1898م الى 30 يناير 1906 م وسوف اضع لكم صورة من توقيعه على جنية مصرى.
فما هى حكاية العملة بمصر
في عهد الخديوي محمد توفيق تحت الاحتلال الانجليزي صدر في عام 1885 قرار توحيد العملة في مصر بموجب ديكريتو قانون” صادر في 1839 قام بتقسيم الجنيه إلى 100 قرش وأن يكون الجنيه والنصف جنيه من الذهب أما العشرون قرش والعشرة قروش والخمسة قروش فتكون من معدن الفضة .
أما في عصر الخديوي عباس حلمي الثاني أهم حدث فى أن يكون لمصر عملة وطنية ويخرج الجنيه المصرى للوجود بعد أن كان بمصر عملات من جميع أنحاء العالم فيوكل للمسيو رفائيل سوارس مهمة إنشاء البنك الأهلى والذى منحه امتياز إصدار أوراق النقد المصرى لمدة خمسين سنة ويصبح البنك الأهلى بنك الحكومة المصرية.
وبتاريخ 25 يونيو 1898 تم إنشاء البنك الأهلى وقامت الحكومة بمنحه امتياز إصدار البنكنوت الورقي فقام بإصدار الجنيهات المصرية الورقية .
وكان إعلان ميلاد الجنية المصرى : 5 يناير 1899.
وقد قضى نظام البنك أن يحتفظ بـ 50% من الرصيد الذهبى المقابل لقيمة النقود التى يصدرها بمركز البنك بالقاهرة وأن يتم حفظ النصف الآخر فى فرع البنك بلندن وكان السير الإنجليزى (إلوين بالمر) هو أول محافظ للبنك الأهلى المصرى فى عام 1898.
ولما كانت الأوراق المالية قابلة للتحويل للذهب كان لزاما على البنك الأهلى الاحتفاظ بكمية من العملة الذهبية لكى يستطيع محافظ البنك الوفاء بتعهده الذى كان مطبوعا على الجنيه:
(أتعهد بأن أدفع لدى الطلب مبلغ جنيه واحد مصرى لحامله).
والصورة عينة من أول جنيه مصري صدر في 5 يناير 1899 بعد أقل من أسبوع من إصدار الخمسين قرش و عرف بإسم جنيه الجملين و كان الجنيه الذهب يساوي 97.5 قرش و كان الموظفين بيفضلوا الجنيه الورق عن الجنيه الذهب
وكان لصعيد مصر نصيب من مراسلات السير إلوين بالمر فقد جاء بوثيقة نظارة الحسابات المصرية رقم 499بإدارة المعاشات بعنوان إرسال الدوسية الخاص بمحمد أفندى عباس
حيث جاء بالوثيقة ( حيث تقدم طلب عن المعاش من حضره محمد افندى عباس الذى كان رئيس مجلس قنا وقوص قوبل بسرعة التنبيه ارسال الدوسية الخاص مع كشف عن مدة خدمته يكون شاملا اساس قيده ومقدار ماهيته وطالبت المراسلة إرفاق عريضة الصادرة وخلو طرفه.
والوثيقة عليها امضاء وختم السير الإنجليزى إلوين بالمر