بقلم : تامر إدريس
إنسانية لا براجماتية ….
الحياة سجال؛ ضروب وعلَّات، آمال وآلام، ربتةٌ ولطمة، لا يأمنها إلا غافلٌ، ولا يركن إليها إلا كالٌّ. كانت ولا تزال معهودة بالفوات؛ مواقف تصنع الرجال، وسقطات تذهب بالشمائل العظام، شخص بدنيا ودنيا بها غير شخص.
“إنسان” ليست محض مفردة؛ أن تكون رجلا لا يعني بالضرورة أن تكون إنسانا، الإنسانية من الأنس أو الإيناس، أن يراك الآخر وجهة ومقصدا يهدئ من روعته، ويقوّي من عزيمته، ويدفعه نحو الأفضل، يسكن بفضلك خاطره، وتشرق بفضلك روحه من جديد.
الإنسانية تناسٍ للذات، وتحييد للأنا، فلا أنت ولا أنا بل نا ونحن، تذوب الفوارق، وتتعاظم القواسم، وتبعث الهمَّة في البنيان فيشمخ في الأفق، ويحيا من بين الرُّكام فلا يهين.
كن إنسانا لا شخصا، قيمة لا رقما، كيانا لا مادة، قالبا يحويهم، وقلبا ينبض لهم كل حين.
اصنع من الجحيم فردوسا، ومن الصرخات ضحكاتٍ، ومن النكران وفاءً، كن أنت بلا زينة، كن كما ينبغي لك أن تكون لا كما هم لك يريدون، لتصدر الأنات لحنًا عذبا سائغًا، تعزفه الشفاه فتطرب له الآذان.
ما أجملك حين يناديك الخليل: أي فلان! فتجيبه بحنو ودلال بقولك: لبيك يا أنا!..