إفهم صح
بقلم نشأت فل صمؤيل
أيها القراء الأعزاء
أرجو الانتباه لأن هناك أمورًا كثيرة في هذه الحياة تستدعي الاهتمام والمراجعة. الإنسان
هو كيان نفسي واجتماعي متشابه مع الآخرين، وشخصيته هي مزيج متنوع من أنماط الاستجابة والعواطف والسلوكيات.
هذه الشخصية تختلف من شخص إلى آخر وتتأثر بعوامل جينية وقيم ومعتقدات.
إن جوهر الإنسان هو الخير، ولذلك فهو في أغلب الأحيان يناضل ويكافح من أجل الوصول إلى الصلاح والإصلاح. ومع ذلك
قد يخطئ التقدير في بعض الأمور الحياتية ويبني على هذا الخطأ أخطاء أخرى دون أن يشعر
ويظل يسير في الطريق الخطأ معتقدًا أنه يسير في الصواب
وذلك بسبب عقل تائه مع قلب نقي ونية حسنة.
لذا، أدعو في هذه المقالة إلى التأمل الدائم والمستمر في التفاصيل التي قد تحمل بين خباياها حقائق كامنة تنتظر أن تظهر.
كما أنادي بتغيير الفكر وتنشيطه واسترجاعه بشكل منتظم وأعمق، لأن الأفكار قد تتأسس في أجواء خاصة تقودنا إلى مفاهيم خاطئة ندافع عنها دون مراجعة
فنبتعد عن الحقيقة التي نأملها ولكن نجهلها دون وعي أو قصد.
علينا أن نسأل أنفسنا بانتظام: “هل أنا على صواب؟ أليس من الممكن أن أكون مخطئًا أو (فاهم غلط)؟”
وأستعين هنا بمقولة الإمام الشافعي: “رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.
” إذن، علينا المراجعة المستمرة والتقييم الدائم والتقويم اللازم لكي نهتدي إلى الصواب.
هناك العديد من الأمثلة التي تكشف مآسي الكثيرين الذين لا يأبون ولا ينتبهون إلى المراجعة في التفكير بشكل أعمق، ومن هذه الأمثلة:
– إساءة التقدير في بعض الأشخاص والأصدقاء.
– إثارة مشكلات أسرية وعائلية بلا داعي.
– التمسك بعادات سلبية خاطئة.
– تجاهل نصائح إيجابية صائبة.
– عدم التخلي عن قناعات وموروثات لا فائدة لها.
– عدم التمسك بالأصالة والمعاصرة وأن نصبح امتدادًا طيبًا.
هذه بعض الأمثلة التي توضح ما أعنيه، ولكن هناك المزيد. أخيرًا، يجب على المرء أن يمنح نفسه معرفة أعمق عن قيمه وأفكاره
وأن يواجه نفسه دائمًا بالتقييم والتقويم. يجب أن يسأل نفسه باستمرار: “هل من الممكن
أن أكون فاهم غلط؟”
إن اتباع هذا السلوك قد يحدث تغييرًا عظيمًا في مسارات حياة الإنسان وحياة الآخرين، لكي نفهم الأمور بشكل صحيح.