إسرائيل تهدد و«جوبايدن»يعلن موقفه بشأن ضرب المنشآت النووية الإيرانية
بقلم : نبيل أبوالياسين
إن إسرائيل مستمرة في تهديد الإستقرار في المنطقه، و«بايدن» يعلن موقفه بشأن ضرب المنشآت النووية الإيرانية، حيثُ قال: الرئيس الأمريكي “جوبايدن” إنه لا يؤيد هجوماً إسرائيلياً على المواقع النووية الإيرانية!، للرد على هجوم إيران الصاروخية الباليستية، مساء يوم الثلاثاء الماضي، ورد “بايدن” على الصحافيين عندما سُئل عن إحتمال شن إسرائيل هجوماً إنتقامياً على مواقع مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني فكان الجواب هو “لا”، وأشار”بايدن” إلى أن الولايات المتحدة ستناقش مع الإسرائيليين كيف يمكنهم الرد على الهجوم الإيراني.
وأن الغيبة العربية والإسلامية شجعت “نتنياهو”على التغول في غزة و لبنان ولن يكتفي بهذا إذا تُرك؟، والمعادلة الآن أوضح من أي وقت مضىُ، فإذا لم تتوحد دول المنطقة اليوم لوقف غطرسة الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة التي تنطلق مثل الوحش الكاسر في المنطقة، فإن الحرب ستطال غداً كلّ دولة ومدينة عربية، وليس بيروت وغزّة فحسب، فالجميع الآن في سفينة واحدة ولن ينجو أحدٌ وحدَه إلا بالتكاتف ولجم هذا الإحتلال النازي.
وتصر حكومة “نتنياهو” اليمينية المتطرفة على أن غزوهم البري لجنوب لبنان سيكون محدود النطاق والمدة!؟،ولكن المسؤولين الإسرائيليين في السابق قالوا ذلك مرات عديدة من قبل في عام 1982 وفي عام 2006، وقد تصاعدت تلك الغزوات إلى صراعات أوسع نطاقاً وأكثر دموية وأطول أمداً، والحروب السابقة تلوح في الأفق بشأن العملية البرية الإسرائيلية المزعومة في لبنان، ولسان حال “نتنياهو ” الذي يلهث ويبحث عن نصر يذكر يقول؛ إنه يمكن أن يحدث ذلك مرة أخرىّ”إحتلال الجنوب اللبناني”، عندما ستكون النتيجة الأكثر دراماتيكية المحتملة لهذا الغزو البري هي إذا أُقنعت”إيران” بتغيير المسار والمشاركة المباشرة لإنقاذ المقاومة في لبنان والعراق وسوريا واليمن التي بنتها لعقود !؟.
والصورة الكبيرة لعدة أشهر كانت في المناوشات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية تحت عتبة الحرب بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ولكن قبل أسبوعين قررت الحكومة الإسرائيلية التصعيد بسلسلة من الهجمات التي قتلت أكثر من “1000” شخص في لبنان، ووجهت لحزب الله أكبر ضربة له منذ سنوات، وبدأت بهجمات سرية فجرت فيها أجهزة النداء وأجهزة الإتصال اللاسلكي عن بعد في أكبر عملية إرهابية في التاريخ الحديث، وتركوا الآلاف من الكثير من اللبنانيين قتلىّ وجرحى، وأضروا بأنظمة الإتصالات الداخلية لحزب الله، وخلقوا جنون العظمة غير المسبوق في صفوفها.
ومسؤولين إيرانيين تحدوا “نتنياهو” وطالبوه بتصوير آثار الهجوم والأخير يمنع التصوير، وقال: أحدهم لإحدى الفضائيات على الهواء مباشرةً نتحدى إسرائيل أن تسمح لوسائل الإعلام بتصوير آثار ضرباتنا على منشآتهم العسكرية، ولكن إعتادة الحكومة
الإسرائيلية اليمينية المتطرفة على تضليل المجتمع الإسرائيلي ، وتُظهر الصورة على وسائل الإعلام الإسرائيلية مغايرة تماماً للحقيقة، ونجح “نتنياهو” في أن يجعل اليهود والإسرائيليين ينعمون بالأمن والآمان في كل دول العالم ما عدا إسرائيل!، فهو المكان الوحيد الذي لا أمان فيه لهم “إسرائيل”وهذا هو أعظم إنجازاته!.
وإعترف الرئيس الإيراني على الملأ عقب الهجوم الإيراني الآخير على إسرائيل ، لقد خدعتنا أمريكا
والغرب كذبوا علينا عندما وعدوا بوقف إطلاق النار مقابل عدم الإنتقام لـ”إسماعيل هنية”!؟، وقال الرئيس الإيراني”مسعود بزشكيان ” إن الأمريكيين والأوروبيين وعدوا طهران بإعلان وقف إطلاق النار في غزة إذا لم ترد على إغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس”إسماعيل هنية”، وإنهم لم يفوا بذلك، وبحسب التلفزيون الرسمي الإيراني، فإن “بزشكيان” أدلى بهذا التصريحات في إجتماع مجلس الوزراء الذي عقد منذ عدة أيام،
وتطرق الرئيس الإيراني إلى عدوان إسرائيل على قطاع غزة ولبنان، وإلى الدعم الذي تتلقاه من أمريكا والدول الغربية.
مشدداً: على أن جرائم الإحتلال الصهيوني غير مقبولة، ولن تبقىّ دون رد، وأكد”بزشكيان” أن إدعاءات الإدارة الأمريكية، والدول الأوروبية الذين وعدوا بفرض بوقف إطلاق النار مقابل عدم الرد الإيراني على إغتيال “هنية”محض أكاذيب
وإعطاء الفرصة لهؤلاء المجرمين لن يفعل شيئاً سوى تشجيعهم للإحتلال الإسرائيلي على إرتكاب المزيد من الجرائم، وبعد فضح قادة الدول الغربية أمام العالم بأسرة، ولاسيما؛ مجموعة السبع الذي ينجرون وراء الولايات المتحدة الأمريكية في دعم وتشجيع “نتنياهو” لإرتكابه أبشع جريمة حرب في تاريخ الحروب .
وهنا أقول؛ في مقالي هذا أن أمريكا بقيادة “جوبايدن” وبمشاركة الدول الغربية مستمره في خداع العالم تحت ما أسماه بالمفاوضات، وليس في هذه العدوان البربري على قطاع غزة ،وإنما الخداع مستمر منذُ إتفاقيات أوسلو قبل ثلاثين عاماً، وأثارت تصريحات الرئيس الإيراني بشأن الخداع الأمريكي الغربي التي فضحتهم أمام جميع شعوب العالم جدلاً واسعاً في إيران، ما أدىّ إلى إحتشاد عدد كثير من المتظاهرين أمام مبنى المجلس الأعلى للأمن القومي ليلاً، وطالبت السلطات بالرد على هذه التصريحات!؟،
وكانت إيران قررت الرد على إسرائيل بعد إغتيال هنية في العاصمة طهران، في 31 يوليو الماضي، وأثناء ذلك ترددت إدعاءات بأن إيران ستتخلى عن نيتها الهجوم مقابل وقف دائم لإطلاق الناز في غزة.
والإدارة الأمريكية مازالت تخدع العالم ومستمره في نفاقها السياسي، فالآمر الذي يثير الإستغراب والتعجب ! أنه تفرض إدارة “جوبايدن” عقوبات إضافية على المستوطنين بسبب العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، لكنها لم تفرض عقوبات على أيٍ من المسؤولين الإسرائيليين الذين يشجعون إستمرار عنف المستوطنين، ووفق وكالة الأنباء الأمريكية “أسوشيتد برس” فرضت الولايات المتحدة عدة عقوبات على شباب هيلتوب، وهي مجموعة من المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية المحتلة الذين يهاجمون الفلسطينيين وممتلكاتهم.
بالإضافة إلى ذلك، فرضت وزارة الخارجية عقوبات دبلوماسية على رجلين من المستوطنين الإسرائيليين “إيتان يارديني”، لصلتهُ بالعنف الذي يستهدف المدنيين في الضفة الغربية و”أفيخاي سويسا”، زعيم هاشومر يوش، وهي مجموعة معاقب عليها تجلب المتطوعين الشباب إلى مزارع المستوطنين في جميع أنحاء الإقليم، بما في ذلك البؤر الإستيطانية الصغيرة التي تقول: منظمات حقوق الإنسان إنها المحركات الرئيسية لعنف المستوطنين في جميع أنحاء الإقليم، وتأتي هذه العقوبات التي تعرض المذكورين لتجميد الأصول وحظر السفر والتأشيرات، في الوقت الذي إنفجر فيه العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس، في أعقاب عملية”طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر الماضي.
وألفت: في مقالي إلى أن فشل المجتمع الدولي في وقف الحرب على غزة كان بمثابة الضوء الأخضر لتوسيع رقعة الصراع دون أدنىّ درجة من درجات المسؤولية من قبل المعتدين، لذا: يتوجب على جميع الدول العربية والإسلامية الوقوف الكامل إلى جانب لبنان وشعبه الشقيق ضد الإعتداءات الوحشية التي يتعرض لها الآن من قبل الإحتلال النازي حتى لاتتكرر الأحداث في غزة لـ”لبنان”، كما أوجه بسرعة التحرك وتوفير كافة الموارد اللازمة لتقديم الدعم الإنساني والإغاثي لجميع النازحين والمتضررين من هذا العدوان الصهيوني الإرهابي على اللبنانيين.
كما ألفت؛ إلى أمر في غاية الخطورة فقد شاهد شعوب العالم بأكمله بأنه ينتشر مؤخراً شعورٌ لديهم بأن الشعوب التي تتعرض للقمع تواجه مصيرها وحدها، وكأن الساحة الدولية تخضع لنظام الغاب وأصبحت نادي للإجرام الدولي، وما على دول المنطقه المعرّضة لتهديد حقيقي الآن إلا أن تتدبر أمرها عبر تحالفاتها وعلاقاتها، وذلك في غياب النظام العالمي لتنفيذ أحكام القانون الدولي والإتفاقيات والمواثيق الملزمة،
وأصبح الوضع في الشرق الأوسط يتطلب بشكل عاجل وفوري إجراءات متضافرة من جميع دول المنطقة لإيجاد حل مستدام، وتتطلب هذه الحلول إنهاء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في لبنان وفي سوريا وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.
وختاماً: فإن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية واضحه للجميع، وأن إسرائيل تقوم بتحويل قطاع غزة إلى مكان غير صالح للسكن على مرأ ومسمع من العالم بأسره، وأن الإحتلال النازي يستغل العجز الدولي لتوسيع الإستيطان بالضفة الغربية، وترىّ حكومة “نتنياهو ” الفرصة متاحة لتطبيق مخططها في لبنان، لذا؛ أدعوا؛ في مقالي هذا جميع دول المنطقة إلى العمل الجاد والمشترك لوقف الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان، ورفضها للغارات والعمليات العسكرية ضدها، وعلى الجميع أن يؤمن بأهمية تكثيف العمل على إحتواء التصعيد والتوتر عبر الإحتكام للحوار العقلاني وقواعد القانون الدولي.
لأنه لن يتحقق الأمن والإستقرار في المنطقة العربية بأكملها دون تحقيق السلام العادل والشامل لفلسطين ولبنان، وهذا لن يتحقق في المنطقة إلا بقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، محذراً الجميع من خطورة الوضع الحالي على شعوب المنطقة والعالم بأكمله، وعدم تجاهل هذا الخطر حتى لا يفيق الجميع على مشروع صهيوني كبير كان من الصعب تنفيذه إلا بعد محاولة المستمره لإزاحة المقاومة في ولبنان والعراق واليمن وسوريا، وغيرهم ممن يتعاطف او يساند غزة بكل ما لهم وعليهم، من المشهد للإستفراد بالمقاومة الفلسطينية والسعي للقضاء عليها.