إحتفال الكنيسه القبطية الإرثوذكسيه باليوبيل الذهبي لرحيل البابا كيرلس السادس بطريرك الكرازة المرقسية المتنيح
بقلم إيڤيلين موريس
أحتفلت الكنيسة القبطيه الإرثوذكسيه أمس بمرور خمسون عاما علي رحيل رجل الصلاه، شفيع الطلبه مثلث الرحمات قداسة البابا كيرلس السادس .
ولد عازر “البابا كيرلس ” ببلدة طوخ النصارى بدمنهور في الجمعة 2 أغسطس سنة 1902، وقد ظهرت عليه منذ الطفولة حبه للكهنوت ورجاله،
كان عازر مُفْلِحًا في جميع طرقه والرب معه؛ لأنه بِقَدر ما كان ينجح روحيًا كان ينجح علميًا.
حصل على البكالوريا، وعمل في إحدى شركات الملاحة بالإسكندرية فكان مثال للأمانة والإخلاص
قَدَّم استقالته من العمل في يوليو سنة 1927 حاول صاحب العمل إستبقاءه برفع مرتبه ولكن عازر كان قد أختار طريقا آخر وهي طريق الرهبنه فأوفد البابا معه راهبًا فاضلًا؛ وهو القس بشارة البرموسي فأصطحبه إلى الدير وعند وصولهم فوجئوا بإضاءة الأنوار ودق الأجراس وفتح قصر الضيافة وخروج الرهبان وعلى رأسهم القمص شنوده البرموسي، أمين الدير لاستقباله، ظنًا منهم أنه زائر كبير! ،وعندما تحققوا الأمر قبلوه على أول درجة في سلك الرهبنة فورًا مستبشرين بمقدمه، إذ لم يسبق أن قوبِل راهب في تاريخ الدير بمثل هذه الحفاوة واعْتُبِرَت هذه الحادثة نبوة لتقدمه في سلك الرهبنة وتبوئه مركزًا ساميًا في الكنيسة.
إختياره للباباويه:
جاءت قصة تبوء قداسة البابا للبطريركيه بطريقة معجزيه عجيبة فقد كان ترتيبه بين المرشحين السادس، وكان على لجنة الترشيح حسب لائحة السبت 2 نوفمبر 1957 أن تقدم الخمسة رهبان المرشحين الأوائل للشعب، وفي اللحظة الأخيرة للتقدم بالخمسة الأوائل، أجمع الرأي على تنحي الخامس، وتقدم السادس ليصبح الخامس، ثم أجريت عملية الإختيار للشعب لثلاثة منهم فكان آخرهم ترتيبا في أصوات المنتخبين وبقى إجراء القرعة الهيكلية في الأحد 19 إبريل 1959 ولم يخطر ببال أحد أن يكون إنجيل القداس في ذلك اليوم يتنبأ عنه إذ يقول هكذا “يكون الآخرون أولين والأولون يصيرون آخرين” وكانت هذه هي نتيجة القرعة.
ودقت أجراس الكنائس معلنة فرحة السماء وأتوا بالقمص مينا البرموسي المتوحد ليكون البابا كيرلس السادس بابا الإسكندرية المائة والسادس عشر من خلفاء مارمرقس الرسول، وعند ذاك أيقن الشعب أن عناية الله تدخلت في الإنتخابات.
تنيح البابا في 9 مارس عام 1971، ونقل جثمانه في إحتفال مهيب لدير الشهيد مارمينا العجايبى، وفقا لوصيته، بعد 43 عاماً على رحيله .وقد منحه المجمع المقدس للكنيسة برئاسة البابا تواضروس الثاني لقب «قديس»، ليأتي الإعتراف به كرجل الصلاة، وصديق الطلبة، والرجل الوطني وأصبحت تبني الكنائس علي إسمه.
من مواقفه التي لن ينساها التاريخ القبطي، إعادة جسد القديس «مارمرقس» الرسول إلي القاهرة وهو أحد تلاميذ السيد المسيح وكاتب إنجيل مرقس ومؤسس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والذي بشر وكرز بالمسيحية في مصر.
ومن الجدير بالذكر أنه قد قامت مصلحة سك العملة المصرية منذ ايام بطرح ميداليات معدنية تذكارية، لثلاث بطاركة بالكنيسة المصرية، مشاركة منها ومن الدولة باحتفالات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية،ومنها ميدالية البابا كيرلس السادس، بمناسبة مرور 50 عاما، والتي تحمل من الأمام وجهه ومن الخلف مجسم الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية.
الميداليات من معدن النيكل الأبيض بطلاء كثيف من الفضة عيار 800.
وقد ترأس البابا تواضروس أمس قداس الاحتفال باليوبيل الذهبي في دير مارمينا العامر بمريوط