أهم نصائح للمرأة في العمل التطوعي.
كتبت/ولاء مصطفى
يُعد العمل التطوعي للمرأة ركيزة أساسية في بناء وتنمية المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين لأي مجتمع، وهو ممارسة إنسانية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بكل معاني الخير والعمل الصالح عند كل المجموعات البشرية منذ الأزل، ولها دورها الهام في عملية التغيير الاجتماعي خاصة أن المرأة منذ قديم الأزل لها دور فعال ومؤثر في العمل المجتمع بكافة مجالاته.
في السطور التالية ، نناقش مع سفيرة العمل التطوعي زينب السيد الشهيرة بـ “أم سعيد” أهمية العمل التطوعي للمرأة وتداعياته في مجتمعنا، ودوره في التنمية الاجتماعية، وتضع يدها على معوقاته وطرق الإدارة المثلى لعملياته ،وتطرح الحلول والمقترحات للوصول به إلى النجاح المنشود.
تقول السفيرة زينب السيد ، أن العمل الاجتماعي التطوعي للمرأة من وجهة نظرها هو مساهمتهن في أعمال الرعاية والتنمية الاجتماعية سواء بالرأي أو بالعمل أو بالتمويل أو بغير ذلك من الأشكال.
وتضيف أن من خصائص العمل الاجتماعي أن تقوم علي أساس تعاون المرأة مع الأفراد في سبيل تلبية إحتياجات مجتمعهم، وهذا يقود إلى نقطة جوهرية مفادها أن العمل الاجتماعي يأتي بناء على فهم لاحتياجات المجتمع، مع الإشارة إلى أن مساهمة الأفراد في العمل الإجتماعي تأتي بوصفهم إما موظفون أو متطوعون “وهو مجال موضوعنا”، والتطوع هو الجهد الذي يقوم به الفرد باختياره لتقديم خدمة للمجتمع دون توقع لأجر مادي مقابل هذا الجهد.
وترى السفيرة زينب السيد ، أن العمل التطوعي للمرأة يختلف في حجمه وشكله واتجاهاته ودوافعه من مجتمع إلى آخر، ومن فترة زمنية إلى أخرى، فمن حيث الحجم يقل في فترات الاستقرار والهدوء، ويزيد في أوقات الكوارث والنكبات والحروب، ومن حيث الشكل فقد يكون جهداً يدوياً وعضلياً أو مهنياً أو تبرعاً بالمال أو غير ذلك، ومن حيث الاتجاه فقد يكون تلقائياً أو موجهاً من قبل الدولة في أنشطة اجتماعية أو تعليمية أو تنموية، ومن حيث دوافعه فقد تكون دوافع نفسية أو اجتماعية أو سياسية.
وعن دوافع العمل التطوعي تقول السفيرة زينب السيد أستشاري العلاقات الأسرية بدولة الأمارات ، أن الدوافع الخاصة بالتطوع تتعدد، فمنها ما هو شعوري، ومنها ما هو لا شعوري، وهذه الدوافع تتشابك، وينتج عنها في النهاية هذا الالتزام الذي يدفع المتطوع إلى العمل، فقد يكون الدافع الرغبة في الشعور بالراحة النفسية، والرغبة في اكتساب الأصدقاء أو الجماعة المرجعية التي ينتمي إليها، وقد يدفع الشخص للتطوع، مجرد حب الظهور أو وجود وقت فراغ لديه، أو يتطوع الشخص مدفوعا بفلسفة عامة ومرغوبة.
وتري زينب السيد ، أن دوافع التطوع في الدول المتقدمة تختلف عنها في الدول النامية، طبقا لظروف كل مجتمع، ففي المجتمعات المتقدمة تتم المشاركة التطوعية لدوافع اجتماعية تتمثل في الوعي الاجتماعي، والنجاح في التعامل مع الآخرين، والرغبة في الحصول علي مكانة اجتماعية، والحاجة إلى الاتصال بمجالات العمل والحياة المهنية، بينما في المجتمعات الناميه فالدوافع الأساسية للمشاركة التطوعية فتكمن في اتجاهين رئيسين يرتبط أولهما بمدى ما يحققه المشروع من فائدة مباشرة للمتطوع، ويرتبط ثانيهما بقيم دينية أو ثقافية معينة، فإلى جانب أن الدوافع تختلف مع مستوى الأفراد حسب المستوى العلمي والاقتصادي وحسب العمر الزمني والحالة الاجتماعية، والوضع الاجتماعي فان هذا الاتجاه يؤكد علي أن الجذب لعملية المشاركة التطوعية يرتكز علي جوانب دينية أو ثقافية ما تهمم وتؤثر علي المشارك.
وتضيف : إن العمل التطوعي يشمل عدة برامج ومجالات وهي (برامج التعليم والتدريب والتأهيل) وتشمل إعداد مربيات الأطفال واستعمال الحاسب الآلي والنسخ على الآلة الكاتبة وتعليم التفصيل والخياطة ومكافحة الأمية والسكرتارية والفنون التشكيلية والتطريز وتدريب بعض أفراد الأسر التي ترعاها الجمعية على بعض الحرف والمهن، ثم (برا مج الرعاية الصحية) وتتمثل في المستوصفات والعيادات الطبية وإجراء عمليات القلب وعيادات مكافحة التدخين والصيدليات ومراكز العلاج الطبيعي ودورات الإسعاف الأولى وخدمة نزلاء المستشفيات ودعم لجان أصدقاء المرضى وتأمين السكن الصحي للمرضى ومرافقيهم. بالإضافة إلى التوعية الصحية والمشاركة في أسبوع النظافة والمناسبات الصحية الأخرى.
وتضيف السيد مجالات أخرى للعمل التطوعي منها (رعاية المعاقين وكبار السن) وتتمثل “بمراكز ودور إيوائية – مراكز تعليم خاص- تعليم وتفصيل الخياطة – مشاغل خاصة لتأهيل المعاقات – بالإضافة إلى تأمين الأجهزة الطبية لبعض المعاقين”، وكذلك برنامج (الإسكان الخيري وتحسين المسكن) و تتمثل “بشراء وتأمين وتحسين المساكن”، أما (البرامج الثقافية) فتتمثل “بتحفيظ القرآن الكريم – مكتبات عامة – إقامة ندوات ومحاضرات دينية وثقافية – نشر وطبع الكتب ونشرات التوعية واللوحات الإرشادية).
وتحدد السفيرة زينب السيد عدداً من المعوقات التي تعترض مشاركة الشباب في الأعمال التطوعيه الاجتماعية منها الظروف الاقتصادية السائدة وضعف الموارد المالية للمنظمات التطوعية، بالإضافة إلى بعض الأنماط الثقافية السائدة في المجتمع “كالتقليل من شأن الشباب والتمييز بين الرجل والمرأة”، وضعف الوعي بمفهوم وفوائد المشاركة في العمل الاجتماعي التطوعي، وكذلك قلة التعريف بالبرامج والنشاطات التطوعية التي تنفذها المؤسسات الحكومية والأهلية، ويضاف لها عدم السماح للشباب للمشاركة في اتخاذ القرارات بداخل هذه المنظمات، وقلة البرامج التدريبية الخاصة بتكوين جيل جديد من المتطوعين أو صقل مهارات المتطوعين، ثم قلة تشجيع العمل التطوعي.
يذكر أن السفيرة زينب السيد المعروفة اعلاميا” بأم سعيد” ، نالت على استحواذ وتعاطف الشعب العربي وتحديدا الإماراتي والتي كرست حياتها لخدمة الأوطان فأصبحت سفيرة التطوع لدي دولة الإمارات العربية المتحدة وقدوة يحتذي بها الشباب والفتيات في العمل والتطوع.
وشاركت في الفترة الماضية مع مجموعة سفراء العطاء التطوعية وجمعية التراث والفنون وشاركت مع البلدية ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم وشرطة دبي ذلك من أجل تنمية المجتمع ورسم البسمة علي المواطن الإماراتي.
كما شاركت في تنظيم الفعاليات والخاصة بكبار المواطنين وأصحاب الهمم والقدرات الخاصة والتي تعكس صورة دولة الإمارات وتأثيرها في الوطن العربي وحضارتها.