أنين عصفور

أنين عصفور

بقلم حميدة شنب

أنين عصفور

وقف العصفور سعيدٱ يغني كعادته كلما أراد الطعام وجده  كلما أراد الماء وجده

كان يسير يمينا ويسارا كأنه في فضاء واسع كان يحس أنه يملك الدنيا ومافيها 

لم يكن ينظر حوله

كان يكتفي بأن ينظر تحت قدميه

ذات يوم سمع صوت بعيد يغرد بصوت جميل وأخذ يقترب ويقترب إلي أن وقف امامه

فأراد أن يري ماهذا الصوت فبدأ يرفع رأسه ليري ماحوله

لكنه صدم من هول ماراي

أتعلمون ماذا !!!

رأي نفسه في قفص من ذهب بابه مغلق

فأصبحت قدميه لاتحملنه وتملكه الحزن واليأس

وأخذ يسأل نفسه …

هل كنت طيلة حياتي سجينا في ذلك القفص ؟؟؟

نعم هو من ذهب ..

لكنه قفص يحرمني حريتي !!!

فنادي علي صاحب الصوت المغرد …

ماذا بالخارج

فرد في شموخ …

هي الحياة

نعم هي الحياة بكل اشكالها

حلوها ومرها

أطير من غصن إلي غصن وقتما اشأء

أحلق في السماء الصافية

اتمتع بالخضرة والمياه الصافية .

أري الشمس في شروقها وغروبها

أري القمر منيرٱ ساطعا تتراقص النجوم حوله

امرح مع رفاقي فنتسابق في السماء الواسعة

نطير جميعٱ لنبحث عن طعام

نشقي…. لكن سرعان مايذهب الشقاء لتحل محله السعادة عندما نجد طعامنا فنطعم صغارنا

يالها من حياة أحبها …

فتألم العصفور السجين مما سمع وحرم منه وأخذ يبكي ..

فقال له العصفور الطليق …

هل لي أن أساعدك !!!

فرد العصفور الحزين ليتك تستطيع فتح الباب لي .!!!

فنظر العصفور الطليق إلي باب القفص فوجد عليه قفل صغير مفتوح ..

فأراد أن يحمله ليفتح الباب إلا أنه لم يستطع

ثم فكر قليلٱ وقال له لاتحزن سأذهب للبحث عن أصدقاء يساعدوني في حمل القفل ثم طار بعيدٱ

فرح العصفور الحزين بما سمع وجلس يحلم ويحلم .. 

رأي نفسه طائرا في السماء يشم الهواء المحمل بالنسيم الرائع ..

رأي نفسه ىقفز من شجرة إلي شجرة

من غصن إلي غصن

رأي أنه وجد له رفيقة يسعد بلقائها

وأخذ يحلم ويحلم إلي ان وصل العصفور الطليق ومعه بعض الاصدقاء  وحملوا سويٱ القفل ففتح الباب !!!!

فكاد قلب العصفور الحزين يقف من شدة فرحته

وأخذ يقفز يمينٱ ويسارٱ ويغني

فقد أصبح طليقٱ يستطيع أن يعيش كيفما يشاء وبدأ يحاول أن يطير خارج القفص لكنه لايستطيع الخروج لايستطيع الطيران !!!!

فتعجب لهذا !!!

لم يجد عنده تفسيرٱ لما حدث !!!

حاول مرة أخري أن يرفرف بجناحيه ليطير … ليحصل علي حريته … ونظر إلي جسده ليري جناحيه يرفرفان !!!!

لكنها كانت القاتلة !!!!!

يال هول مارأي !!!!!

فهو بلاجناحين !!!!!!

فأيقن أنه ليس له الحق  أن يكون طليقٱ ڤأستسلم لقدره …

لكنه بعد أن كان يغني أصبح يئن يتألم