أنا ربكم الأعلى.
بقلم عبير مدين
عجيب أمر شعبنا العربي يترنم بتسابيح ويتلوا آيات القرأن يسجد لله ويطلب الرحمة و المغفرة، يفرغ من لحظاته الإيمانية يتنفس برضا ثم يسرع إلى ألا رضا !
تعلق في ذهنه تعليمات الله أن تحكموا بالعدل لكن عند قيامه بدور قاضي يضع عليها غشاوة!
العجيب أن ينحاز هذا القاضي للطرف الأقوى بالنزاع ليصنع منه فرعونا يرى نفسه يوما أنه فوق البشر لا يخطأ ابدا شارف أن يقول لمن حوله أنا ربكم الأعلى
الخلافات واردة في كل أسرة ولن ننكر أن الرجل العربي هو صاحب السلطة الأعلى في الأسرة حتى لو كانت هذه السلطة غير مفعلة لسبب او لآخر لكن حتى لو كانت هذه السلطة خارج نطاق التغطية يبقى مصير الزوجة في الغالب معلق بخنصره
فهو من يمنحها الألقاب آنسة، عانس، زوجة، مطلقةو أرملة
الانحياز الدائم للطرف الأقوى في الأسرة وهو من يستخدم الدين لإرهاب زوجته الشرع حلل للرجل أربعة ، إذا طلبتك ولم تستجيبي لعنات الملائكة تصب على رأسك من الليل إلى الصباح وهو من يتحايل في بعض الحالات على الشرع لحرمانها من الميراث سواء كانت شقيقته او زوجته
من الطبيعي أن يكون الرجل في المجتمع العربي عنيف في معاملة المرأة وأصبح طبيعي أن نسمع كلمة تحملي كل الرجال على شاكلته، تبات المرأة مقهورة تشعر بالظلم وقلما تجد أحدا يقف في صفها ! وكأن السمع والطاعة و كبت رغباتها هو مقياس نجاح الحياة الأسرية في مجتمعنا!
عندما بحثت المرأة عن قوانين تحميها ماكان إلا للبحث عن قوانين تعيد إليها ما منحه لها الله من حقوق و سلبه الرجل
أوصى الرسول عليه أفضل الصلاة و السلام بالمرأة وأوصى بالأخص الرجل بزوجته فجعل للقمة التي يضعها في فمها صدقة
القهر و الإهمال و عدم الرضا تمخض عن جيل من المتمردات و ربما العنيفات
انظر الي محاسن شريكة حياتك احتويها بالحب فأنت إن كان الله أحل لك أربعة لتشبع رغباتك الجسدية و العاطفية فأنت لزوجتك المصدر الوحيد لهذا الإشباع ولا تقارن حياتك بحياة غيرك فكل بيت تجربة مستقلة عن بيوت الآخرين فليس مقياس أن تكون الأقل تعليما مطيعة ولا ربة البيت متفرغة للاهتمام بك ولا الموظفة متعاونة معك في الإنفاق
فكلمة لو كنت تزوجتها كذا لكان كذا سوف تفتح أبواب النفور و الكراهية
و اهمس للمرأه لا يوجد رجل خالي من العيوب فلا تقارني زوجك بغيره حاولي تقبل عيوبه فإن لم تستطيعي فلك مطلق الحرية في الاستمرار او التوقف عند هذه النقطة لأن أنصاف الحلول و المسكنات الكلامية احيانا لن يفيد لكن ضعي نصب عينك أن أبواب الطلاق لن تطل على رياض السعادة و الراحة وعلى الطرفين الاستعداد لتحمل نتائج قرار الانفصال وأن يضعوا في الحسبان مواجهة مشاكل جديدة ربما تكون أشد عنفا لأننا باختصار نعيش في الدنيا لا في الجنة
أما مجتمعنا فأناشده أن يرفع وصايته على الآخرين فالطلاق ليس نهاية الكون وأحيانا يكون هو الحل الوحيد و العاصم من الوقوع في المعاصي والاثام وربما الكبائر
فأحيانا بتر العضو المصاب فيه حماية لسائر الجسد من الهلاك
أعطوا كل ذي حق حقه، اجعلوا امركم شورى بينكم كما أوصى الله تعالى و لا يتعصب أحد منكم لرأيه، إذا كانت الكلمة الطيبة و الإبتسامة صدقة و الأقربون أولى بالمعروف وشريك الحياة أولى، عليكم والقناعة و الرضا بما قسمه الله فلعل الشر ينطوي على خير كثير
و عندما تحكموا اعدلوا حتى لا تصيبكم دعوة الطرف المظلوم يوما فقد يسقيكم الله من نفس الكأس بحكمكم الذي حكمتم به وانتم تظنون أنفسكم مصلحين و تحسنون صنعا
نعم لن نصل للعدل المطلق لكن علينا أن لا نقف خلف الظلم المطلق