أنا المجذوب
بقلم د / عبدالحكيم محمد محمد التهامي
حديثنا اليوم عن كاتب من طراز فريد فهو الأمين العام لاتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة ورئيس نادي أدب مصر الجديدة
ووكيل كلية الآداب جامعة عين شمس سابقاً وهو الكاتب والمؤرخ والمفكر والأديب والناقد معالي الدكتور / طارق منصور
له العديد من المؤلفات التاريخية في التاريخ القديم والتاريخ الإسلامي والعديد من المؤلفات الأدبية منها
النور الأبيض ( مجموعة قصصية )
بنت الحارة (رواية ) – وزيزي هانم – ورسائل الفرح – على باب مصر – أنا المجذوب (مجموعة قصصية ) – والكثير من الدراسات التاريخية والنقدية والمقالات الصحفية والحلقات التليفزيونية
من الملاحظ أننا إزاء كاتب يميل إلى شكل الحكاية باعتبارها الجدة الكبرى للقصة القصيرة فغالبية للقصة تنويعات على ذلك القالب الحكائي الأثير لدى كثير من كتاب الفن القصصي في الأدب العربي.
فكيف عبر الكاتب عن الواقع فعليا أو متخيلا كما بدا متجليا في مجموعته القصصية .
يأتي عنوان المجموعة – في البدء – وعدا من الكاتب بأهمية العالم الذي اختاره لإعادة تشكيل الواقع إبداعيا.
فالعنوان الذي حملته هذه المجموعة هو لإحدى قصصها وامتداده من خلال
بدلالتها المستلهمة من البيئة التي تعيش حوله ويتخيلها ويميل إليها عبر إشارة موحية.
ولا يعني الكاتب بتصوير ذلك الواقع – بشقيه الفعلي والتخيلي – تصويرا تقريريا مباشراً، بل إنه يهتم بالتعبير عنه إبداعيا وجماليا من خلال دلالات رمزية ذات شفافية
سواء في التعامل مع اللغة بوصفها إنجازاً إبداعيا من جهة أو التعامل مع العنصر المكاني من جهة ثانية أو العنصر الزماني من جهة ثالثة.
المجموعة القصصية ( أنا المجذوب ) التي تقع في ثمان وعشرون قصة
وهي من القصص التي ترصد الواقع وتمنح النص القصصي مذاقاً مختلفاً قادراً على الكشف والغوص في دقائق الأمور
فقد امتازت قصص الكاتب بـ أنساق لغوية واضحة ومعان محدودة تظهر الأحداث بوضوح دون غموض استطاع الكاتب أن يثير في نفس المتلقي جملة من التساؤلات
وتمكن من تجسيد الواقع من خلال استخدامه لغة تصويرية يستمرئ التفاصيل النابضة الحية التي من شأنها أن تمنح اللحظة القصصية بناً محكماً بارعاً في السرد
فتتسرب أحداثه بخفة ورشاقة لتملأ نفوسنا فرحاً شجياً حين الفرح وتبث الارتعاش اللذيذ حزنا وتعاطفاً حين الألم
المجموعة القصصية ( أنا المجذوب ) هي نصوص قصصية ترصد الممكن والمتاح والتزاوج بين الاتجاهات النفسية حين تعبث بها الأقدار فتُغرق المتلقي في الشجن المتواطئ مع الحزن تارة ومع الفرح تارة أخرى .
هنا نجد أن لدى الكاتب القدرة على استلاب مشاعر القارئ في الولوج مع شخصيات قصصه الهامسة القريبة من القلب
حتى استطاع أن تقنعه على الدوام بحقيقة القصة وحقيقة بنائها الذي يعتمد في كثير منه على السر المختزل الذي يزهو باللغة دون تعقيد وينقل خبرة المروي عنه إلى مخزون الخبرة الإنسانية للمتلقي .
من خلال تفاصيل ورؤى وحنين بمنطق السينما أحياناً والحكاية أحياناً أخرى كما في قصصه
( أشتاق إليكٍ – دعيني أرحل – ضريبة العشق – غشاء البكارة – الحب في شارع التسعين – الآنسة كاف )
فهي قصص تقدم الملامح الإنسانية الواقعية لمجتمعنا وتجتمع فيها صورتا العقل والوجدان لتجذب القارئ وتشده من أول لحظة
فتقدم الجانبين الملموس من حياتنا والمخفي في نفوسنا بالإضافة إلى التركيز على القيم الأخلاقية وأهميتها من خلال تصوير الواقع المفعم بالأحلام والأحزان والآلام معاً .
وعلى مستوى الأحداث تظهر القصص نوعاً من التواصل بين العلاقات الداخلية والخارجية كافة
وقد اهتم الكاتب بالسر الحكائي الذي يهتم بمكنونات اللغة لإضاءة النص . فهذه العناصر مجتمعة تقدم ملامح الواقع اليومي بصدق مليء بالخبرة الإنسانية
التي تنعكس على عوالم الشخصيات وموقفها من العالم الخارجي فهو عالم مفتوح على جرح الآخر والذات معاً .
ويصف الكاتب أبطال قصصه وصفاً دقيقاً كأنه يعيش بينهم أو معهم فنشعر بذلك ونتأمل بشوق ما يلي من احداث كما في وصفه
( نجمة هوليود ) وكذلك في وصفه بطلة قصة بداية بقولها لست كبقية الفتيات فليس من السهل ترويضي
فأنا متمردة على كل شيء وكثيراً ما اتشاجر مع أمي بسبب هذه الخصال التي ترى أنها تعيب أي بنت .
وكذلك في وصفه ( الانسة كاف ) في قوله لم يكن جمالها وجسدها المتفجر بالأنوثة هو الشيء اللافت للنظر فقط حين تظهر على الفيس بوك
حيث يتهافت عليها ذباب الأرض بكل أنواعه واعماره بل كانت منشوراتها الشهية تثير شهوات المتابعين وغرائزهم
فاللغة والحدث كانا متجاورين في كل القصص حيث تتلاحق المشاهد . فجمال الحكايات وروعتها يأتي من تفهمنا لأحداثها وقدرة الكاتب على الالتصاق بوعي المتلقي فكانت شخصيات القصص بكل تفاصيلها قادرة على طرح أفكارها ووعيها بمصيرها ووجودها في العالم
رغم الشجن المتعب المورق شجراً من الأحزان .
لقد بدأ هذه المجموعة بشكر وتقدير إلى كل من ساهم معه من الأصدقاء في مراجعة مسودة النص وابداء الملاحظات المهمة
ليخرج لنا هذه المجموعة بهذا الشكل الراقي والابداعي كما تقدم بالشكر لكل أفراد أسرته على دعمهم وتحفيزهم الدائم له وتهيئة المناخ المناسب له أينما كان
وأخيراً تقدم بالشكر إلى دار النشر التي قامت على نشر وتوزيع هذا العمل في شكله النهائي الأنيق .
فقد أعطى الجميع حقه من الشكر والتقدير إلى أن خرج لنا هذا العمل الراقي الممتع .
كما قام بتقديم إهداء إلى إنسانة سماها أبنة الجبل ووصفها بصاحبة القلب الدافئ والعقل المستنير مقدماً لها كل المحبة والتقدير وللراوي الحق في الكتمان أو الإفصاح عن من أهدى .
ثم بدأ بكلمة مقتضبة أشار إليها بعنوان
( أنا أم أنت ) .
قال فيها ما أصعب الحياة على المرء حين يحيا بين عالمين عالم الأمس وعالم اليوم عالم الحقيقة وعالم العدم يعيش ملكاً متوجاً في عالمه الخفي ويحيا مجذوباً
في عالم يتعايش معه كل يوم فمهما حملتنا الأيام على أجنحتها سيطفو يوماً على السطح
وكأنه يقول أن الدنيا لا تستقر على حال يوم هنا ويوم هناك يوم فوق ويوم تحت هكذا حال الدنيا ودوام الحال من المحال
القصة الأولى بعنوان ( أشتاق إليك )
فيها يصف شوق البطل إلى محبوبته واحساسه أثناء بعدها عنه ورغبته في لقائها واشباع الروح من دفئ وحنين حين يلامسها
أو يقترب منها كما يصف تجاوبها معه بالنظر بعين الرضا عند ملامستها أو مبادلتها القبلات في قوله
( حين يرتشف أقداح شهدي صباحاً ومساءً كما اقتبس بعض الفاظ القرآن الكريم لارتباطه به وحفظ آياته قائلاً ونجلس سوياً على عرش مجلس ( بسندس واستبرق ) من ديوان كسرى .
كما ذكر البطل حديث معشوقته حين قالت ستظل سمائي ومصدر سعادتي وبهائي ونجماً يسطع لينير حياتي إلى أن يتضح لنا أن البطل كان في حلم جميل
يتذكر فيه لحظات دافئة وذكريات جميلة مؤثرة لا تنسى .
القصة الثانية بعنوان ( دعني أرحل )
وهي تحكي قصة رجل بخيل أناني لا يحب إلا نفسه يفشل في علاقاته العاطفية وارتباطه بزوجة تقاسمه الحياة فيتسبب بخله خسرانه كل شيء وفوجئ بمصارحة الإنسانة التي أراد الارتباط بها
والتي أظهرته على حقيقته التي كان بظن أن أحداً لا يجرء على مواجهته بها . فقد تلقى الطعنات من أقرب الناس إليه وأحبهم إلى قلبه رغم أن حب المال هو الطاغي عليه .
حتى أنه كان يحاكي نفسه أمام المرآة فيكشف عن حقيقته ويخرج كل ما في باطنه وحين يفيق يعلم بأنه كان يحاكي المرآة التي سقطت من شدة الرياح وتهشمت .
وأعلن أنه أخيراً ارتاح منها لأنه كلما نظر إليها تعرت نفسه أمامها وكشفت عن قبحه وبخله وجشعه .
القصة الثالثة بعنوان ( ضريبة العشق )
تحكي قصة طفل في صحبة أبيه إلى حديقة الحيوانات أعجب من الحيوانات الموجودة بالحديقة ( بالزرافة ) فكان ينظر إليها من أسفل إلى أعلى رافعاً هامته لأعلى حتى يراها
ويتابع حركتها وحركات فمها وهي تمضغ الأعشاب وأيضاً وهي تقترب نحو الحضور لتلتهم من أيديهم ما تبقى من طعامهم أو ما أحضروه لإطعامها .
وقد تأثر بشموخها رغم آلامها . وقد جعلها قدوته في الشموخ والعظمة وجعل فروقاً بينه وبين زملائه رغم نحالة جسمه
فقد حاول أن يسير بين زملائه كما تسير الزرافة فلا يبالي بأحد
وأخذ طريقاً بعيداً عنهم حتى بعد عنهم نهائياً إلى درجة أنه كان عندما يلتقي بهم يبصق على الأرض أمامهم فأنصرف عنه الأصدقاء
وصار وحيداً يشق طريقه بصعوبة .
القصة الرابعة بعنوان ( غشاء البكارة )
وهي تحكي قصة شاب رأى فتاة جميلة واقفة على أحد نواصي الجيزة فاقتادها معه وغاص معها في بحر الهوى والشهوة كعاشقين
ومن خلال تلك المعاشرة عرف منها أنها كانت ضحية صديق خطيب أختها حيث التقت به في سهرة ماجنة أمضت معه ليلة أفقدتها عذريتها .
قضى معها الشاب حوالي ثلاث سنوات وافترقا كلآ في طريق وبعد مرور سنوات وسنوات شاء القدر أن يلتقي بها في أحد المولات الكبرى
ولم يصدق من الوهلة الأولى أنها هي الفتاة الساقطة التي عاشرها من قبل ولكن الملامح والمشية التي كانت تتدلل بها أمامه لم تتغير رغم ما ظهر عليها من بزخ وترف وجمال وملابس ماركات عالمية
ومعها خادمة اسيوية تسير خلفها لتحمل أغراضها بعد أن تأكد أنها هي نادى عليها كما كان ينادي عليها سابقاً فالتفتت إليه واقبلت عليه مرددتا اسمه سمعها كل المارين بجوارها دار الحوار بينهما وهو متعجب مما يراه أمامه من تغيرات عليها
فقالت له لا تشغل بالك ما أكثر المغفلين في هذه البلد وغير الشرفاء لقد قمت بإجراء جراحة ترقيع لغشاء البكارة وعادت ريمة لعادتها القديمة يعني بعدها أصبحت بنت بنوت
أو ( على الزيرو ) علم حينها سر هذا التغير وانصرف عنها خوفاً من عودة العلاقات مرة أخرى .
القصة الخامسة بعنوان ( حب قابل للكسر )
وتحكي عن علاقة زوجية انتاب الزوج الشك في زوجته إلى درجة انه يتجسس عليها وعلى هاتفها ويحاصرها بشكه هذا ودائماً تدور بينهما النزاعات لدرجة ان الزوج القى عليها يمين الطلاق مرتان
وتكاثرت الاحداث وكل يوم يدور بينهم سجالا تحاول الزوجة ازاحة الشك عنها وتفويت الفرصة عليه من الشجار حفاظاً على العلاقة الزوجية
وان تتربى ابنتها في جو عائلي ولكن كثرة الشك والغيرة جعلت الزوجة تقرر وضع حد لذلك حتى لو ادى إلى الانفصال
القصة السادسة بعنوان ( الحب في شارع التسعين )
تحكي عن فتاة تعيش حياتها في السهر واللهو مع أمثالها من الشباب والشابات فهي من مصر الجديدة ولكنها دائماً تبحث عن السهر في الاماكن المستحدثة
كالتجمع الخامس الذي لم تترك مكان فيه ( مطعم أو كافيه ) إلا جلست فيه وذات يوم لفت انتباهها شاب أتى مع أحد اصدقائها فإنه شخص مختلف عن الباقين قليل الكلام يبدوا عليه الوقار فأرادت أن تتحدث معه وتغوص في أعماق أفكاره و
كانت تطلب من صديقها دائماً أن يدعوه لمشاركتهم السهر والمرح وذات يوم قام الشاب ( ويدعى حازم ) بالاتصال بها وطلب منها أن يقابلها في مكان ما ( كافيه )
وفاجأها بأنه يريد الارتباط بها وقال لها أنه يعمل بجهة أمنية وأن عمله محترم ومصدر فخر لها
ووافقت وتمت الخطبة وكان حازم يخرج معها ويسهر مع الشلة وطلب منها أن تخبره عندما تريد الخروج من دونه واعتادت على ذلك ما دام حازم يوافق على خروجها مع اصدقائها
شريطة علمه بذلك قبل الخروج وذات مرة اتصل بها أحد أصدقائها وقال لها انه مسافر إلى ألمانيا ويريد أن يراها قبل السفر ربما لا يراها مرة أخرى
وترافقه إلى المطار بسيارته ووافقت على الفور وكان الوقت متأخراً وحينها لم تتصل بحازم خطيبها في ذلك الوقت وذهبت برفقة صديقها إلى المطار وقام بوداعها بالحضن وتقبيل الخدين
وكانت هذه المرة الاولى التي يقبلها فيها المهم غادر صديقها الصالة ذاهباً الى صالة المغادرة وذهبت هي الأخرى لتستقل السيارة وإذ بها تري حازم فجأة وهو ينظر إليها بذهول سائلاً اياها ما الذي اتى بكٍ إلى هنا في هذه الساعة دون علمي
واندهشت عندما رأت مجموعة من الضباط قال احدهم منادياً حازم باشا السيارة جاهزة فانصرف عنها تاركاً اياها
القصة السابعة بعنوان – أنا المجذوب
وهنا قد جذبته كلمات أغنية الأطلال للشاعر إبراهيم ناجي
وكأنه يكتشف شاعر جديد وصوت عذب جديد
تشده كلمات الاغنية تجذبه موسيقاها وتسحره كوكب الشرق بصوتها وتألقها في أدائها تبدأ الأغنية بــــــــــــــــ
يا فؤادي لا تسل أين الهوى …. كان صرحاً من خيالٍ فهوى
إسقني واشرب على أطـلاله …. واروِى عني طالما الدمع روى
إلى أن سمع
وانتبهنا بعد ما زال الرحيق …. وأفقنـا ليـت أنّـا لا نفيـق
يقظة طاحت بأحلام الكـرى …. وتولى الليل والليل صديـق
وإذا النـور نذيـرٌ طـالـعٌ …. وإذا الفجر مطلٌ كالحريـق
وإذا الدنيـا كمـا نعرفـهـا …. وإذا الأحباب كلٌّ في طريق
أيـهـا السـاهـر تغـفـو …. تذكـر العهـد وتصـحـو
وإذا مـا الـتـأم جــرحٌ …. جــدّ بالتـذكـار جــرحُ
فتعـلـم كـيـف تنـسـى …. وتعـلـم كـيـف تمـحـو
يا حبيبي كل شيء بقضـاء …. مـا بأيدينـا خلقنـا تعسـاء
ربمـا تجمعـنـا أقـدارنـا …. ذات يوم بعد ما عز اللقـاء
فـإذا أنكـر خــل خـلـه …. وتلاقينـا لقـاء الغـربـاء
ومضى كـل إلـى غايتـه …. لا تقل شئنا فـإن الله شاء
عندما يسمع هذه الكلمات يجد نفسه في حالة صمت مطبق ويعرض عن سماع أي شيء آخر
وكأنه يسترجع ذكريات مؤلمة فتدمع عيناه ويجد نفسه يصرخ كالمجذوب ناطقاً الله الله الله
وكأنه يرفض كل ما يطرح على الساحة الأن من ضجيج وإن شئت قل ( تخبط في الحلل )
رافضاً الواقع المؤلم متمسكاً بالزمن الجميل زمن الطرب الأصيل سرح بخياله الي أيام الصبى والشوق للقاء الأحباب ولكنه يفيق من غفوته ويدرك أن الوقت فات ولم يبقى إلا الذكريات .
القصة الثامنة بعنوان ( الأنسة كاف )
وتحكي قصة فتاة تستثمر جمالها و جسدها الفتان وكلماتها الرقيقة المثيرة للشهوة في إغراء الشباب على الفيسبوك لتحقيق أكبر عدد من المشاهدة وكسب أكبر وقت من الدخول على صفحتها وليكات الاعجاب لجني المال من وراء ذلك .
إلا أن هناك فتاة تملكتها الغيرة منها وكانت تسعد عندما تجد من يعارضها فكانت ترسل له رسالة بارك الله فك نعم الرجل الغيور أنت لقد أعجبني رفضك لمنشور الآنسة كاف
الذي يثير الشهوة ويرسخ الرذيلة وبذلك يخرج من صفحة الانسة كاف و يتجه إليها ويطلب صداقتها وحاولت ان تقوم بتلك الحيلة التي كانت تشفي غليلها بالذات عندما يتحول هؤلاء إلى صفحتها كم كانت تتمنى أن تغلق صفحة الآنسة كاف
فكانت تكتب التقارير ضدها , وقد دفعها الفضول لمعرفة ما يميز الآنسة كاف ويجعل الطير يحوم حول نبعها بهذا الشكل كل مساء ويمطرها بالأشواق والقبلات والآهات والعبارات الجنسية الفجة
وكانت تتمنى أن يصبح المتابعين لصفحتها يفوق عدد المتابعين لصفحة الآنسة كاف فجعلت منشوراتها أكثر لهيباً وإثارة وكانت ترفقها ببوسترات مثيرة للحواس
مستوحاة من عالم الممنوع وانفتحت في الاحاديث المثيرة للشهوة مع مئات المتابعين لها الذين دفع بهم الحرمان إلى أحضان ملكة الليل وذات يوم سمعت طرقات شديدة على باب شقتها لم تألفها من قبل
انتفضت من فراشها مذعورة من الطارق وكانت المفاجأة انهم مباحث الإنترنت وضاع ما تبقى من عمرها .
القصة التاسعة بعنوان ( نجمة هوليود )
كانت فتاة ذات قدر من الجمال وكان زملائها في العمل يمطروها بكمات الغزل والثناء على جمالها الفتان أحدهما بقول إيه الحلاوة دي والثاني يقول اللهم صلي على النبي جمال رباني
والآخر يقول يا ليتني لم أتزوج بعد كانت ترد مقهقهه بعبارة احنا فيها كل ذلك كان يسعدها وكانت تحس أنها تجلب لهم السعادة حين تلقاهم وكان حديثا معهم في جو من الضحك والسعادة
وكانت تحاول خلق جو من البهجة والفرح مع كل من حولها
فكانت تحافظ على جمالها وبالذات وجهها وتستعمل المساحيق والدهانات المخصصة لذلك بعد غسل وجهها بماء الورد
وكانت تنام مبكراً وذات يوم أتت اليها بنت عمها بتركيبة شامية تباع في احد الحلات السورية بالقاهرة ونصحتها بالمداومة على استخدامها لمدة ثلاثة أسابيع أعلاً
أن يزيدها جمالاً ولكنها فوجئت بنتيجة عكسية وكارثية فانكمش جلد الوجه وتغير لونه وزال الجمال ودخلت في نوبة من الاكتئاب
وتغيرت نظرات الزملاء والاصدقاء وانقطعت عبارات الثناء والاطراء , وحينها قررت اللجوء لأطباء التجميل وقال لها الطبيب اطمئني ستكونين أجمل من الأول
مما يجعل الجميع يتهافت عليكٍ طارت من الفرحة وانتهى الطبيب من العملية مطمئننا اياها بانها الأن أصبحت من نجمات هوليود
ولا تماثلها امرأة في جمالها طارت من الفرحة وعندما نظرت في المرآة رأت انسانة تشبه الدمية المجهولة النسب قال لها الطبيب أنتٍ
الأن نجمة من نجمات هوليود وستأتين إلى العيادة كل ثلاثة أشهر لأجدد لكٍ الــ Filler .
وتوالت القصص الواحدة تلو الأخرى وكلاً منها تحمل مشكلة أو قضية من قضابا المجتمع التي تبحث عن حل أو علاج جذري
تختتم المجموعة بقصة تحت عنوان
( كلب على أرضي ) والتي تدل على الاستعمار الاجنبي سواء كان استعمار لغوي أو تعليمي أو عادات أو تقاليد أو سياسي أو عسكري …. الخ
تحكي هذه القصة عن طبيب بيطري يعيش في فيلا بمكان هادئ
( كمبود )وذات يوم سمع ضجيج أو صوت لم يألفه من قبل سأل زوجته متعجباً ما هذا الضجيج فأجابته قائلة
اليوم أصبح لنا جيران جدد فقد بيعت الفيلا المجاورة لنا لجماعة من الخواجات ويبدو أن لديهم كلب نعم عندهم كلاب أمريكية المولد شرسة لا تعرف الرحمة
وذات يوم سمع جرس الباب يدق طويلاً فأسرعت زوجته لترى من الطارق إذ بأحد الجيران الجدد يسأل عن طبيب بيطري لفحص الكلب جولدي الأمريكي
الذي يئن من آلام مبرحة . صاحت زوجته مناديه يا دكتور سامي يا منقذ القطط والكلاب حالة مستعجلة وهي تمزح كعادتها فحمل حقيبته وذهب إلى الفيلا المجاورة لفحص الكلب الذي تبين أنه مصاب بوعكة معوية فهذه الاصناف من الكلاب لا يمكنها التأقلم مع بلادنا
وقام الدكتور بعمل الازم وشكرته السيدة الأمريكية وقالت له كم تريد من المال رد الدكتور نحن جيران ونبينا أوصانا على سابع جار كل ما أطلبه أن لا تدفعوه إلى النباح لان صوته يزعجني ويفسد علي وقت راحتي
فالت اليه في تعجب واستعلاء أوك وثانك يو . وذات يوم تعطلت سيارته فطلب من زوجته مفاتيح سيارتها قالت له في الصيانة فقال إذاً اطلبي اوبر قالت دعني اتصل بجارتنا الامريكية نستأذنها في إحدى سيارتهم خاصة أنك عالجت كلبهم عدة مرات بلا مقابل
قال أظنها لا توافق قالت دعني أجرب لن نخسر شيئا وكانت إجابة الامريكية إننا لا نعطي مقتنياتنا لأحد اطلبي أوبر ,
وذات يوم جاءت جارتهم الامريكية للدكتور سامي وطلبت منه الكشف على الكلاب الأمريكية التي كثرت في ( الكمبود )
وقالت إن الكلاب تصرخ من الألم فقال لها إنه في وقت راحته والامريكان يقدرون وقت الراحة ونصحها بأن تتصل بمستشفى الكلاب ليرسلوا لها سيارة الإسعاف
وبعدها دق جرس هاتفه تمام يا فندم تم عمل المطلوب وجاري اصطحاب الكلاب إلى المستشفى وكانت الطريق للتخلص من الكلاب الامريكية وقام سامي بصرف مكافئة جهود غير عادية للمسعفين ولتسقط الكلاب الامريكية .
بالفعل مجموعة قصصية حافلة بالأحداث الدسمة والممتعة بها الكثير من الدروس والعبر والقضايا التي تبحث عن حلول
إلى أن نلتقي في مجموعة قصصية أخرى
د/عبدالحكيم محمد محمد التهامي