أنا الأديب الأدباتي وهمومى كتير.. غلب حماري مع مراتي .. قرعه وعامله لي زواتي .. ( فن الادباتية )
دمياط/ فريده الموجى
الأدبية كما أطلق عليه ” عبد الله النديم” ، كانت الأدباتيه طائفة من الفنانين الفقراء يعرضون فنونهم من الشعر الفكاهي الساخر في الطرقات و في المحافل العامة ؛ و تتكون هذه الطائفة من اثنتين الى خمسة افراد يتحلون بالخفة ورشاقة الحركة، وغرائب الملبس، فهم في مظهرهم الخارجي اقرب الى المهرجين، حيث كانوا يطلون وجوههم بمسحوق أبيض و يخططونه بخطوط حمراء وصفراء .
حرص الادباتية على تقديم عروضهم م بشكل جماعي حيث يؤدون وصلاتهم شعرا، نكاتا، قفشات، وحكايات ذات ايقاع وهم يدقون وينقرون على طبل صغير شبيهة بطبلة المسحراتى ., .فيبدأ شيخهم بالمطلع و يردد الباقون خلفه.
كان أصحاب المقاهى يتفقون مع الأدباتية للأداء يوميا فى المقهى نظير أجر وتناول المشروبات ووجبة العشاء وذلك لجذب الزبائن ، وكان انتشار صيتهم يجعل الزبائن يغيرون المقهى من يوم لآخر ، و يتبعون هؤلاء الأدباتية و يستمتعون بفنهم الساخر , اذى يعتمد علي إبراز المثالب و تضخيمها ؛ بنقدها نقدا كوميديا لاذعا شديد السخرية ، كمشاكسات الحماة مع زوج الابنة ، ومعارك الضرائر , والزوج المغفل الذي يظن نفسه المستبد في بيته و كل أفراد الأسرة يتلاعبون به و يفعلون ما يريدون من وراء ظهره
كانت هناك طائفة من الأدباتية تسمي طائفة “المواوية” تقف أمام أبواب أهل القرية بابا” بابا” تمدح رب البيت بإسمه حتي تري المنح والهدايا والعطايا وكلما إزداد المديح والثناء , وكلما قل العطاء انقلب المديح الى هجاء لاذعا ساخرا ومحتويا “علي الألفاظ التي استخدمها أهل البيت في الرد عليهم ، ولذا فقد كان الناس خاصة علية القوم يتجنبون هجاءهم بجزل العطايا والمنح لهم . .
يقول عنهم الاستاذ احمد تيمور باشا مؤلف معجم العامية المصرية
ان هذه الطائفة الهزلية، هي اقرب الى الشعراء الهزليين الذين أنشأوا في أوربا فنا مشابها لفن الأدباتيه أطلق عليهم ” طائفة الشعراء الهزليين”
وتسلل هذا الفن إلي المسرح الفرنسي وعرف باسم فن الفودافير نسبة إلي قرية فودافير فى نورمانديا شمالى فرنسا التى كانت المنشأ لهذا الفن
كما ذكرهم عبدالله النديم بقوله :
إن نشأة هؤلاء هي ثمرة من ثمرات تلك الطبيعة الضاحكة الساخرة، للشعب المصري “ ولا توجد نماذج من هذا الفن إلا ما سجله النديم في أحد أعداد مجلة الأستاذ ، فقد كان يعتبر نفسه واحدا منهم .
ومازالت أشعار الادباتية تتردد علي شفاه أبناء الريف دون ان يدروا مصدرها أو صلها المنسى و من تلك الأبيات :
” أنا الأديب الأدباتي .. غلب حماري مع مراتي .. قرعه وعامله لى زواتي ..
ياترى هل يعود فن الأدباتية مرة اخرى ؟؟