أمراً وليس فضلاً وإن من يأمره الدَّمع يحسن الطاعة والسمع
كتب لزهر دخان
العجلة حسب العلاقة القائمة بين الطيبين عندما يتبادلا الطيبة بينهما هي نفسها . العجلة من صديق لآخر وتكون بلهفة بمفهوم اللهفة . سيما إذا كانت نتائج الحياة مَذَلة وإنتصار . وإن الأمراض بين الأصدقاء لا صيدلية تقضي عليها غير صيدلية الوقفة التضامنية حتى يشتفي الخل بيد الخلِ . أما النوم العميق في كامل الوقت وبتمام دَوامه فهو على راحة الصاحب . وفوق كفه التي تكون للغرباء كف عفريت وللخل كف العناية الفائقة.
حتى إن الزمان قد إستسلم وتوحد خدمة للطرفين . فكلما وجد رجل يصادق رجل أو سيدة سادت بصديقتها . تجده يفرح لهما مُرغماً غير رَاغم لهما على العداوة أو الفرقة . ومنه قد أصبح الهوان ليناً على المتقاربين الأصدقاء وبات يتراجع على ظهوره في حياة العمليين المحفزين لأنفسهم بأنفسهم على الصبر والمثابرة والتأزر والتناصر .
وأحياناً يتمكن الخوف من صناعة الحدث في أيام الأحبة. ويكبر الوهم ليصبح له مقتل يصيب فيه أهدافه مستغلاً إرتعاش وإرتجاف جسم الصداقة في أحلك الأزمات التي تسقط خلالها الفعال والأقوال .
أما الفراق الأكيد الأبدي فهو ما يستطيع ووحده يستطيع صنع اللحظة الأخيرة في المسيرة . ويعلن بمدد دمعه أنه يحق لمن فقدّ صَــــدُوقٌ بَـــعَاجِلِ الشَرّ وَالأجَلِ أن يبكي حرفياً ..ويطرح السؤال على الأهوال التي فعلت فعلتها ويتمته .. لِمنَ سَوفَ أنظُمُ دُرَرَي وَالحَيُّ غُلبَ بالـــعُطَلِ .. ؟
وتبدأ مراحل الحزن وربما يكون المصاب قد أصبح شاعراً فيرثي ويرثي حتى يصلب الرث ويسمن الغث ويرتوي بالدمع الحرث . وإذا كنت تملك صديق يملكك يا عزيزي المتابع القاريء فهَيئ للفُرَاقِ نَـــــــــظّمٍ .. مِن حَزّنٍ وَسُودِ الحُلَلِ..ورتب بقيتك على ما هو عليه نظام المجد والخلود . وأطبع على جبين الكفن قبلة .وإستقبل محرابه قِبلة وأنشد ،، صَنَعْتُ لِلبقَاء لَحـــــنٍ .. مَن صَوتِ خَريرِالزَلَلِ. وإتبع مشاعرك إلى أن تصل إلى موقف تقف فيه حقائق الأمور لتسافر إلى الربيع وتجالس زهوره ووروده .. وهناك عند وصولك حتماً سوف تنشد ،، وَصَحْبِي الفَّوَاحُ فَـــاحَ كَـــــعَبيرٍ لِرَبيعِ قُرُنفُلِ .. وتتذكر أنه كان يقلدك ويقدر . وكم خاطبها مثلك وقال لها تمهلي يا أيام مسلسلي . ولأنك تعلم أنه تركك وحدك تتابع إلى الحلقة الأخيرة . ستواصل إلقاء التحية عليه أمراً وليس فضلاً . وإن من يأمره الدَّمع يحسن الطاعة والسمع ..
– عَجلتُ إليكَ يَا خِـــــلي
عَجلتُ إليكَ يَا خِـــــلي *** فِي لَـحْظِ النَصرِوَالذُّلِ
الــــــــــعَليلُ أنَا وَلعَلِي *** سَأشـــــــتَفِى بيدِ الخِلِ
نِمـــتُ عَلى رَاحةٍ لأخٍ *** فَلـــــــم يُحَركهَا بِتَمللِ
وَكانَ زَمَاـــــنٌ كَكلينَا *** بَـــــطلٌ يَكتملُ بِالبَطلِ
وَلآنَ الهَـــــوَانُ لِعَملينَا ***وَعَــــزَّالخَيرُمِن مَـنهَلِ
رَمَانِي وَهَـــمٌ فِي مَقْتلٍ ***خَوفاً عَلى شِعرٍوَجُـملٍ
إذَا أنَا فَقدّتُ صَــــدُوقٌ *** بَـــعَاجِلِ الشَرّ وَالأجَلِ
لِمنَ سَوفَ أنظُمُ دُرَرَي ***وَالحَيُّ غُلبَ بالـــعُطَلِ
هَيئةُ للفُرَاقِ نَـــــــــظّمٍ *** مِن حَزّنٍ وَسُودِ الحُلَلِ
وَصَنَعْتُ لِلبقَاء لَحـــــنٍ ***مَن صَوتِ خَريرِالزَلَلِ
وَصَحْبِي الفَّوَاحُ فَـــاحَ *** كَـــــعَبيرٍ لِرَبيعِ قُرُنفُلِ
إذَا صِحْتُ فِيهَا صَــاحَ *** مَــــــهلاً أيَامَ مُسَلسَلِي
وَإذَا نُــــحتُ عَنّهَا نَاحَ *** وَسَبَحْنَا فِـي دَمّعِ المُقَلِ
شعرلزهردخان