أفكار بصوت مرتفع
زينب كاظم
سنتطرق في هذا المقال عن موضوع لربما كتب عنه الكثير من قبل او قد بثت فيديوهات كثيرة من قبل اخصائيو التنمية البشرية وعلم النفس عنه الاوهو مفهوم الثقة بالنفس والثقة بالنفس حالها حال المصطلحات التي ادرجتها في مقالات اخرى تحت عنوان المصطلحات المطاطة وتعني المعاني العميقة والمتشعبة والعديدة والكبيرة
للمصطلح والثقة بالنفس كذلك فكل انسان يعبر عن الثقة بالنفس حسب فهمه ودرجة وعيه وثقافته ونحن في هذا المقال سنتناول جوانب عدة لهذا المفهموم ونسلط الضوء على الكثير من المعاني والمفاهيم المرتبطة بالثقة بالنفس .
الثقة بالنفس : هي حسن اعتماد المرء بنفسه، واعتباره لذاته، وقدراته حسب الظرف الذي هو فيه المكان، الزمان دون إفراط عجب أو كبر أو عناد ودون تفريط من ذلة أو خضوع غير محمود وهي أمر مهم لكل شخص مهما كان، ولا يكاد إنسان يستغني عن الحاجة إلى مقدار من الثقة بالنفس في أمر من الأمور المختلفة .
فهناك من يدعي انه واثق من نفسه لكن تصرفاته لا تدل على ذلك اطلاقا فمثلا تقول الفتاة او المرأة انها واثقة من نفسها ومن شكلها ومن ثم تقوم بعمليات تجميل متعددة وخطيرة
هي في غنى عنها ولا تحتاجها لمجرد انها تريد ان ترضي كل الاذواق ونحن هنا لسنا ضد عمليات التجميل بل نحن معها اذا كان الانسان يحتاجها لوجود حرق او تشوه في عضو او مكان ما في جسمه او وجهه لكن تعريض الحياة للخطر وتغيير خلقة الله عز
وجل دون سبب فأكيد ذلك شعور بالنقص وقلة ثقة بالنفس وهذا ابسط مثال بل طال هذا الوباء النفسي الخطير حتى الشباب والرجال فصاروا يجملوا الحواجب والوجه وابراز العضلات بواسطة حقن او ارتداء بعض المنتجات بل وحتى عمل عمليات شفط ونفخ وغيرها بدون سبب مقنع .
ان الثقة بالنفس ليست وليدة لحظة او هي تأتي بضغطة زر بل هي تنمى بالتدريج ومنذ الطفولة فمثلا يجب على الأم ان تبني الثقة بالنفس لأبنتها بواسطة مدح جمالها الاخلاقي والخلقي و محاسنها وصفاتها التي تتفرد بها ودعمها نفسيا ومشاركتها لحظاتها الجميلة والحزينة وارشادها على مواهبها وجعلها تشعر بأنها ثمينة وتعليمها ان تحافظ على جسدها الطاهر وان تبين لها ان جسدها ملكها وحدها ولا يجوز للأغراب لمسه كل ذلك يجعلنا نحظى بأنسانة سوية واثقة من نفسها .
والولد كذلك يجب دعمه وارشاده الى مواهبه وان نعلمه انه رجل يعتمد عليه بواسطة توليته مسؤؤلية بعض الاعمال مع والده او للأسرة عموما وكذلك حاله حال البنت يجب ان نوعيه ان يحافظ على جسده من ان يلمسه شخص غريب .
لأن البذرة تبدأ منذ الطفولة والثقة السوية بالنفس شجرة يانعة تبدأ بذورها منذ الصغر والتعلم في الصغر كالنقش على الحجر .
وقلة الثقة بالنفس ليست بالأمر الهين بل هو يدمر الأنسان تماما ويزعزع شعوره بالاستحقاق الذاتي والاستحقاق الذاتي هو شعور عميق متأصل للفرد بأنه يستحق الافضل في حياته سواء في الامور المادية او الروحية وبأنه قادر على العمل لذلك اي ان شعوره بأنه يستحق الأفضل ليس كافيا مالم يكون واثق بأنه قادر على تحقيق طموحاته واحلامه ونقص الشعور بالاستحقاق الذاتي يدمر الانسان كليا ويجعله مكبلا وغير قادر على التقدم خطوة واحدة .
ويأتي هذا الشعور بالنقص من عدة أسباب مثلا في الطفولة كان الانسان غير شاعر بالأمان في الأسرة او لا يوجد شعور بالعدل في داخل العائلة وهناك من هو مفضل عليه او عاش وسط بيئة تتنمر عليه وتحسسه بأنه ناقص او قد كان يعنف في الصغر او لربما يكون الطفل تعرض للأغتصاب او التحرش الجنسي في طفولتة فصارت لديه عقدة نفسية تشعره دوما انه اقل من اقرانه او انه لا يستحق الأفضل وهذا يشمل الذكور والأناث .
لكن البنت تحديدا في موضوع التحرش الجنسي تنتهي ثقتها بنفسها تماما وعندما ترى فارس احلامها يحصل داخلها شعورا بعدم الاستقرار وقلةالثقة بالنفس وغياب الاستحقاق الذاتي فتقول في نفسها هل واحد مثل هذا ينظر لي ؟بناء على مشهد الاغتصاب او التحرش الذي تعرضت له والذي تكون
نسته وظل محفورا في العقل الباطن او قد تكون تذكره بشكل واضح وبشع فتظل تجذب الرجال السيئون الذين ينظرون للمرأة كجسد فقط او الرجال عديمي المسؤؤلية والمتلاعبين والكاذبين والمعنفين وقد ترتبط بانسان ليس سويا بشكل كافي لذلك دوما نحذر من فترة الطفولة لأنها تظل مدى الحياة داخل الانسان سلبا وايجابا .
وهناك من يكون مغرورا ومن ثم يقول انا املك الثقة بالنفس وقد قيل سابقا ان ما بين الثقة بالنفس والغرور والتعالي شعرة لذلك يجب ان نحافظ على تلك الشعرة من ان تقطع بل هناك من الشخصيات من هو نرجسي ويتلذذ بعذاب المقابل نفسيا مهما كان قريبا له وهذه الشخصية غالبا تدعي الثقة بالنفس لكنها ضعيفة من الداخل وتتستر تحت اقنعة عديدة كي تخفي ضعفها وهي شخصية في الحقيقة متذبذبة وغير منضبطة نفسيا وسبب هذا المرض وهو بكل تأكيد
مرض نفسي يحتاج جلسات علاج هو ايضا يرجع للطفولة ولربما عاش هذا الانسان تحت وطأة انسان لا يعرف الرحمة من اب او ام او غيرهم اهانوه ومسخوا كرامته فصارت عنده شبه ثورة على ما صار معه فأصبح ينتقم بهذه الطريقة من أناس ليس لهم علاقة بما مر به .
وقد تكون عقدة النقص لدى الانسان بسبب قصة حب فاشلة تعرض لها في حياته فغاب الاستحقاق الذاتي ومسخت ثقته بنفسه لأن رفض من قبل شخص احبه ستجعله يوجه لنفسه اسئلة عدة هل في عيب او نقص جعل الاخر يرفضني وتتشكل داخله عقدة كبرى نتيجة لذلك ،لكن في هذه الحالة يجب ان
يوسع الانسان ادراكه للمقابل ويفهم انه العيب ليس فيه وانما في المقابل ربما يكون مرتبطا قبل التعرف عليه او ربما لا يريد الارتباط لغاية في نفسه او بعيدة كل البعد عن ذلك الانسان والاسباب كثيرة لكن هو ليس منها .
واخيرا أول خطوات بناء الشخصية والثقة بالنفس هي الثقة بالله عز وجل وان يفهم الانسان الخير فيما اختاره الله والالتزام بالصلاة والدعاء والصبر على ضغوط الحياة والثورة على ما في الماضي من مواقف مزعجة بصورة سوية والتصالح مع الذات ومع الماضي وحب الخير للغير قبل النفس والعطاء الدائم للناس الذين حولنا
وللمحتاجين ويجب ان ندرك ان كل شئ حولنا لا يعيش لنفسه مثل الشمس والمطر والهواء وغيرها والرياضة المستمرة والتعلم المستمر مهما بلغنا من العمر والرضا بالمقسوم والحفاظ على اسرار الناس والابتعاد عن النفاق بمختلف انواعه وعدم مقارنة الانسان لغيره وعندما يريد ان يتفوق ليس على احد وانما على نفسه وان تكون غايته ارضاء نفسه وخالقه وليس لكي يقال عنه انه جميل او
ناجح كل ذلك يؤدي الى التوازن الذاتي والشعور بالثقة بالنفس دائما وأبدا والأبتعاد تماما عمن يحاول ان ينتقص منا ويدمر شعورنا بالثقة والتصاحب مع من يريد لنا الخير ويقدم الدعم المعنوي والنفسي لنا .
(الثقة بالنفس تحتاج سنوات لبناءها وثواني لهدمها ودهرا لأصلاحها )