أفكار بصوت مرتفع
كتبت/زينب كاظم
سنتحدث في هذا المقال عن شخصية تأريخية ودينية عظيمة الا وهي شخصية سيد الشهداء الامام الحسين علية السلام ،وسنتاول بعض الاقوال المأثورة التي نطق بها الامام الحسين علية السلام قبيل واقعة الطف وأثناء المعركة أيضا.
ان الحسين عليةالسلام توجه نحو القوم، وقال: يا ويلكم! على م تقاتلوني، على حق تركته، أم على سنة غيرتها، أم على شريعة بدلتها؟! فقالوا: بل نقاتلك بغضا منا لأبيك! وما فعل بأشياخنا …وهذه المقولة وهذا الرد يختصر مجلدات من الكتب لأن هذا الكلام مخزي لأعداء وقتلة الامام الحسين عليه السلام، ومعناه واضح اي انهم لم يحاربوا الحسين من اجل دين، بل هو حقدا دفينا للأمام علي عليه السلام ،وهذا الأمر موجع جدا ويسم البدن اي انهم لم يحسبوا حسابا لوصايا نبيهم التي اوصى بها بحب الحسين واهل بيته عموما عليهم السلام جميعا، اذ أن الرسول محمد صلى الله علية وعلى اله وسلم كان يجلس الحسين في حجره الشريف عندما كان سبطه الحسين صغيرا ويقبله من رقبته ويبكي الما لما سيحل على سبطه وأهل بيته من ظلم وجور.
كذلك قال الإمام الحسين (علية السّلام) يصف أصحابة في كربلاء : (( فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي , فجزاكم الله عنّي خيراً )).
وهذا دليل قاطع أن شيعتة ومحبية لم يقتلوه أبداً،ولم يتامروا على قتله كما يدعي الكثير من الحمقى والمغرضين الذين يريدون تشويه صورة محبي الحسين والشيعة الاصلاء ،هذا يتضح أن الذين قتلوا الحسين عليه السلام هم شيعة بني أمية أما شيعة الحسين عليه السلام فكانوا في السجون، و وصل إليه عدد قليل منهم تمكنوا أن يفلتوا من الحصار الشديد على الكوفة، كذلك كل قائمة اسماء من قتلوه عليه السلام هم ليسوا من شيعتة، وهذا ما اكدت علية كل كتب الدين والتاريخ والحديث يطول لكن سنكتفي بالحديث عن ذلك عند هذا الحد .
كذلك من اقوال الحسين عليه السلام قال الإمام الحسين (عليه السلام) : « أنا قتيل العبرة ، قتلت مكروباً ، وحقيق على الله تعالى أن لا يأتيني مكروب إلاّ ردّه الله أو أقلبه إلى أهله مسروراً ».
فهنيئا لكل من والا ال بيت النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم ووصل نور شمسهم الى قلبه.
كذلك من الاقوال الشهيرة للأمام الحسين عليه السلام ودوما يرددها شيعته هي (هيهات منا الذلة )،وهذه العبارة قالها مخاطبا عمرو بن سعد لعنة الله، وصار الناس تسخر ممن يرددها ويقولون حياتنا كلها ذلة، كوننا لا نملك أبسط مستلزمات العيش الكريم، وأنتم ترددون هيهات منا الذلة لكننا سنقف هنا، ونوضح وجهة نظرنا تجاه هذا الموضوع،وهو أن الحسين عليه السلام ثار على الظلم، وكذلك خوفاً على ديننا أن ينتهك وينسى ويندثر ،وكذلك بذل دمه كي تحيا المبادئ السامية والافكار الصحيحة.
وهناك الان والحمد لله زواج وطلاق وبيع وشراء وكل الامور الدينية والدنيوية كلها وفقا للشريعة الاسلامية اذا الاسلام موجود وهيهات منا الذلة.
كذلك هناك فقراء لكن يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف، كما اشار إليهم القرأن الكريم، وهم يحصلون على لقمة العيش بعرق جبينهم، ويخافون أن يدخلوا فلساًحرام لبيوتهم،وهناك من هو بارا بأبويه اقتداء بأل البيت عليهم السلام ومطبقا للشريعة الاسلامية الشريفة،إذن الدين موجود، وبما إنه موجودا إذا رأسنا مرفوعة رغم انف ألف، يزيد يأتي ويذهب ويندثر في مزبلة التأريخ، فالمبادئ موجودة وأن حوربت والدين والاخلاق قائمين رغم انف الفاسدين المحاربين للدين.
والدين الاسلامي الحنيف لو لم يكن ديننا قويا لما حورب من قبل الملحدين والسفلة أجلكم الله،ولما حاول قزم مكروه منبوذ قذر محاربة الدين بواسطة حرقه للقران الكريم ولصور الرموز الدينية، لكن عدد المسلمين المهول يزداد يوملا بعد يوم في كل بقاع العالم وتحديدا مذهب الامام عليه السلام.
لكن مع شديد الاسف في كل عام في محرم الحرام في ذكرى واقعة الطف، نجد جهات وشخصيات تحارب رجال الدين والطقوس الحسينية الشريفة وتسلط الضوء على السلبيات.
رغم انه في كل مكان في العالم ،وفي كل مجموعة مهما كانت قليلة هناك سلبيات وهناك ايجابيات، لكننا دوماً،نتساءل وتدور في اذهاننا أفكاراً ندونها للجميع تحت عنوان عريض واحد اسمه افكار بصوت مرتفع، لماذا تركزون أيها المصطادين بالماء العكر على السلبيات فقط، فنحن لا ننكر أن هناك رجال دين يرتدون عمامة رسول الله ويعتلون المنبر الحسيني، وهم ليسوا أهلا لذلك، لأنهم أرتدوها دون دراسة أو دون وجود جهة دينية متخصصة صرحت لهم بذلك ،وهناك من هم جهلة ويتحدثون بامور لاتمت بديننا الحنيف بصلة، وهناك من يستغل جهل الناس ويبث اموراًغير واقعية،ولا توجد روايات صحيحة او كتب دينية تثبت ما يقولون وهناك من يتاجر بأسم الحسين، وهناك من يستميل تعاطف الناس برواية قصص عن واقعة الطف لم تحدث لغرض جعل الناس يتباكون على الحسين بالوقت الذي هو اسم الحسين وحده يجعل القلب قبل العين يضج بالبكاء لما لهذا الحدث الأليم من وقع موجع ومبكي قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم (ان للحسين حرارة في قلوب الناس لن تبرد ابدا ).
لكننا لا نرضى بالنقد اطلاقا، وقد نتهم احياناًبالتطرف وعدم الرضى بأن ينتقد رجال الدين جميعا وهذا ليس صحيحاً اطلاقاً، لكن من وجهة نظرنا النقد غير البناء والسلبي يرجعنا للوراء ،والحل هو وضع شروط معينة من قبل الحوزة العلمية في النجف الأشرف او اي مكان ديني معترف فيه من قبل الدولة في اي مكان في العالم يكون مسؤؤلا عمن يرتدي عمامة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم،وكذلك محاسبة كل من يبث اخبارا او روايات ليست لها صحة او وجود في كتب المسلمين، ويجب الا ننسى أن هناك جهات مندسة وحاقدة تريد تشويه صورة الشعائر الحسينية وتشويش رسالة الحسين السامية وأبعادها عن اهدافها،لذلك هي من تكون مسؤؤلة احياناً عن كل ما يدور من انتهاكات لا يرضى بها الشرع او القانون ،كذلك هناك من يحرض الناس على العنف بحجة انه بذلك سوف يظهر الامام المهدي عليه السلام عاجلا، لذلك نجد ارتفاع نسبة الجريمة والقتل حتى داخل العوائل مع شديد الاسف،وكلامهم شبه خيال لأن الأمام المهدي عليه السلام الذي اشارت له كتبنا في الدين الأسلامي او المخلص كما كتب عن المسيح في كتابهم الأنجيل، لن يظهر حسب امزجة الناس بل هناك تعليمات الهية خاصة يظهر على اساسها،ويملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا، لذلك هؤلاء الذين يجتمعون بالناس والشباب ضمن حلقات تحرض على العنف بطرق تكون اشبه بغسيل المخ، يجب ان يحاسبوا حسابا عسيرا على فعلهم الشنيع سواء أكانوا يدعون انهم رجال دين او غير ذلك .
كذلك يجب أن يعرف أي فرد أن ثورة الانسان تبدأ من داخله، ويجدر بكل شخص تطوير ذاته ومعلوماته الدينية،فالمثقف الحقيقي هو من يثري معلوماته الدينية والعقائديةويقرأ الكتب ويقارن ويفسر ويستعين برجال دين ثقات ومحترمين ومعترف فيهم امام الدين والقانون والانسان تجربة.
كذلك يجب عدم شخصنة رسالة الحسين عليه السلام وربطها بأشخاص ومحاربة الناس من خلال محاربة طقوسهم،لأن الحسين أنسان ثبت على المبادئ وثار ضد الظلم وهو قدوة للجميع.
أما عن اتهام الناس او رجال الدين بالشرك شئ مؤلم جدا،فمثلا قبل فترة رأينا فيديو منشور والظاهر ان هناك جهات جاحدة حاقدة هي من صممه مقتطع من بعض خطب رجال الدين يهمونهم بالشرك، فأنت يا من تتهم الناس بهكذا أباطيل هل سألت نفسك كيف ستواجه الله بهذه الافكار وهذه التهم ،وكيف رضي ضميرك بأن تكفر انسان يشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله ،اولا يجب ان تتوخى الحذر وتتأكد وتسمع الخطبة كاملة لتفهم وكن صبورا حليماً، والا يدفعك كرهك للمقابل للتصديق، أما إذا تأكدت أن فئة أو شخص يشرك اما جهلا او جحودا،ما عليك الا توعيتهة بطريقة واعية وراقية، وان لم يتعض فبلغ به انسانا دارسا وحكيما وفاهما بامور الدين وادعو له بالهداية بعيد عن السخرية والتهكم والنشر والتنمر .
ويجب ان نقولها وبكل صدق إن الشعائر والطقوس الحسينية شئ مشرف، ويرفع الرأس ويحافظ على ذكرى الحسين موجودا على مر السنين، وأن هناك أطفال ورجال ونساء مثالا للرقي والثقافة يقفون في الموكب يخدمون ويرتدون السواد ويطبخون عكسوا صورة رائعة عن مذهب ال محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وعكسوا صورة مشرقة عن ديننا الاسلامي الحنيف عموما، فذلك الانسان الذي تراه لا يسكت عن حقه في الايام العادية يكون متسامحا كريما معطاء خدوما بأيام شهر محرم الحرام،وتجد أناس شرفاء فقراء يعملون مواكب بسيطة،ويوزعون ما تجود به ةيديهم ثواباً لسيد الشهداء،ويجب الا ننسى كذلك ان هناك رجال دين يهاجمون من قبل الناس من منصات التواصل وانهم يسامحون فداء للحسين عليه السلام .
أما من يتهم الموالين والمحبين للحسين عليه السلام بأنهم يعشقون الحسين اكثر من النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم والعياذ بالله،وهذا إن دل على شئ فهو يدل على جهلا تارة وحقدا تارة اخرى، لأن ما عشقنا للحسين عليه السلام إلا هو عشقا للرسول محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم ،والرسول أوصى بسبطية الحسن والحسين وكل اهل بيته عليهم السلام في روايات كثيرة لا تعد ولاتحصى، إذن هي سلسلة متصلة لا يمكن فكها،ونحن نطبق وصايا نبينا محمد، ونؤمن بولاية علي عليه السلام لأن كل ذلك تطبيقاً لوصاياه الشريفة،ومن ثم نستميت عشقا بسبطه الامام الحسين عليه السلام ونحن نذكر نبينا صلى الله عليه وعلى اله وسلم بذكرى وفاته ونذكر الامام علي عليه السلام،ونحزن من الاعماق كذلك بذكراه،لكن الحسين نذكره مدة أطول وحزناً عميقاًلأن هناك مظلومية كبيرة وقعت عليه واهل بيته ابكت السماء والأرض وحتى الحجر .
كذلك للتنويه فقط نحن في كل مقالاتنا العقائدية نحارب الأفكار السامة وليس الاشخاص .