كتب : محمود جحجوح.
الأخصائى النفسى
بعد الكثير من الدموع والآهات والجدل الواسع الذي ينبش الشؤم في مكنوننا الإجتماعي ونسيجنا الإنساني، وشعور الطلبة وذويهم بالضغط الشديد والدائم بسبب مستقبل أبنائهم الدراسي، يأتي هذا المنشور لتوضيح مسببات الضغط النفسي التي يتعرض لها طلبة الثانوية العامة في جميع أنحاء الدول العربية .
أولاً: الاختلاف الكبير بين النظام الأكاديمي للثانوية العامة عن جميع المستويات الدراسية التي سبقتها، والتي تعمل بنظام الفصل، حيث يواجه الطلبة تغير جذري ومفاجئ وغير معتاد ومختلف عن النظام التعليمي المتبع سابقاً.
ثانياً: المتابعة المنزلية المكثفة؛ فالأهالي يمارسون السلطة الأبوية دون أي دراية أو خبرة بالخصائص العمرية أو متطلبات الدراسة بإستخدام أسلوب الترغيب والترهيب، وهذا الأمر يؤثر سلباً ويؤدي إلى نتائج عكسية، ويضع الطالب تحت الضغط بشكل مستمر.
ثالثاً: النصائح العشوائية، إذ يتعرض طلبة الثانوية العامة لوابل من النصائح التي تتحدث عن تجارب خاصة بالناصح، وهذا يؤدي إلى إستهلاك مجهود الطلبة في التجربة ومحاولة تقليد الآخرين، وينسى الجميع معنى الفروق الفردية فلكل إنسان أسلوبه الخاص ومواعيده الخاصة وطريقته الخاصة في الدراسة، ولا توجد هناك نماذج معينة يتم الإحتذاء بها وصولاً للنجاح.
رابعاً: كثافة الوسائل التعليمية مما يجعل الطالب يتعرض لعشرات النماذج والأشكال وإضاعة أيام في العبث والنظر بتلك الوسائل دون أدنى فائدة.
خامساً: تدني مسئولية المدرسة تجاه طلبة الثانويةالعامة كونهم يتجهون بأنفسهم إلى حيث أرادوا بحجة أنه من غير الممكن رفع مستوى إهتمامهم بالنظام المدرسي بسبب فقدان المعلمين لسلطة الدرجات والتقييم، مما يجعل طلبة الثانوية العامة في حالة من العشوائية التي تتسبب بهدر الطاقات دون أدنى جدوى.
سادساً: الدروس الخصوصية، وهنا لابدَّ من إيضاح ما يلي:
– أن الدروس الخصوصية تزيد من عبئ الطالب الزمني، ما بين المذاكرة و تقضية معظم الوقت اليومى في مراكز التعليم الخاص أو في أي مكان يمكن أن يتلقى به درس خاص، فلا يعد هناك وقت للمذاكرة وإسترجاع ما أخذه أو للترويح عن نفسه مما يسبب له اكتئاب .
سابعاً: فقدان الدعم الإيجابي، حيث نسمع من الطلبة أقاويل وأسئلة تستحوذ على تركيزهم أكثر بكثير من الدراسة ذاتها، مثل: (الإمتحانات ستأتي سهلة أم صعبة، إضرابات نفسية بسبب قرارات متعددة هل قد تلغى الإمتحانات بسبب كورونا أم تؤجل ، قد تلغى الامتحانات بسبب الحجر الصحي، كم من مادة دراسية يمكنني أحقق بها نتيجة متفوقة ، إن رسبت في مادة متى يمكنني إعادتها….) .
هنا لا بد من وقفة جادة ودعم الطلبة في درء كل هذه الأفكار السلبية وتشجيعهم على التركيز بالدراسة والسعي نحو النجاح وعدم التفكير بفرص أخرى من خلال تعزيز مبدأ أنهم قادرون وأن الثانوية العامة لا تختلف بالمطلق عن سابقاتها من السنوات الدراسية.
ندعوا جميعا لطلابنا فى الثانوية العامة بالنجاح و التفوق .