بقلم : فهيم سيداروس
لا أذكر أنني ألقيت يوما العتاب ، أو أنني أغلقت في وجوههم الباب .. لم ألقي اللوم على شخص لغيابه أو طلبت منه أن يعد لي أسبابه .. أدرك تماما معنى للضرورة أحكام ..
وأستمر في الدعاء له في سائر الأيام .. نحن نخوض أمور لا يمكن إستيعابها ، أو فهمها .. وكيف تفهمون أشياء قطعنا فيها أميالا ولم تمشوا فيها خطوة واحدة .. إنها فعلا تفاصيل معقدة ..
قلوبنا كبيرة أستوعبت كل النزاعات الحقيرة .. لم نترك الأيادي ممدودة ولم نكن سببا في الأنفاس المشدودة .. ربما عقولهم تمارس عليهم التضليل وربما قلوبهم تبحث عن البديل .. تبا لهذا الزمن الحقير ..
رحماك بنا يا ليل تارة ننادي عليك يا ليل طول شويه ….. وتارة اخري كانك دهر حين نبحث عن من أفتقدنا وجود صوته ، وهمسه ، ودفئه
فأبليتني بالهجر حتى أنني ، أحببت هجركَ مثل يوم لقاكَ ، وأتيت بالنسيان ، فنسيت نفسي دون أن انساكّ .
اخاف ان احبك جدا ف أفتقدك ثم أتالم ، وأخاف أيضا أن لا أحبك فتضيع فرصة الحب فأندم ..أعيش معك حاله لاتوازن .
منذ أن عرفتك حياتي تسير بإنتظام عدا قلبي فإنه تسوده الفوضي .. لكن أخشي النهايات دوما فأنا قد أعتدت دائما أن أفقد الشئ الذي أحبه .
أرجوك أخبرني كيف أحبك بلا ألم ، وكيف لا أحبك بلا ندم .
أفتقدك .. وسأزرع الورد في طريقك في كل ليلة وأنتظرك .. وسأحرق البخور في عالمي كل ليلة وأنتظرك .. وأشعل الشموخ في ثيابي كل ليلة.. وانتظرك !!
أفتقدك .. ومازلت أحتفظ بك كالسر في أعماقي .. ومازلت أحتفظ بك كالنبضة في قلبي .. وكالامنية في خاطري .. وكالجرح في داخلي ..
ومازلت أعشق مسافات بعدك .. وأحزم حقائب أحلامي لارتحل معك في كل مكان تسافر إليه..
أفتقدك .. وكم يرعبني أن يأتي الشتاء وأنت بعيد .. وان يتفتح ورد الربيع وانت بعيد..
وان تنتهي سنوات عمري وانت لست معي..
أفتقدك .. ويقتلني أن يأتي العيد ، وأنت لست قربي .. يقتلني أن تمطر السماء وأنت لست بصحبتي .. وان يشتد الشتاء ولا أحلم إنك تراقصني..
وان يهاجمني الليل ، وأنا وحدي .. وأنت بعيده .. بعيده .. بعيده ..
إن فقدتك خسرتك ، وإن لم أراك كأني في أرض مجهولة ، و إن لم أشم رائحة جسمك كأني في يدي وردة ليس لها عطر .
فكم أحبك و كم أحسبك أيامي يا حبي و حياتي
الأشياء الجميلة تفقد قيمتها حين تأتي في وقتٍ حزين ، لو كان بإستطاعتنا أن نخبر الوقت أن يكون جيداً حين يشعر بحدث مهم لنا لفعلنا .
لن يأتي كل ما حلمنا به في ، الوقت المناسب لنا ، أنه يأتي في وقته المناسب ، أي كان ماديّ أو معنويٍ ؛
لكل شيء وقته الذي يصبح فيه حقيقة ، ووقته الذي يقرر فيه الرحيل ، أما وقتنا ووقت الشغف لدينا ليس مهما .
نحن نغضب دائماً في رحيل شيءٍ نحبه مهما كان الوقت ، ولكننا بحاجة للفرح ، بحاجة أن تزقزق القلوب كعصفور حر لا يهاب علاوة السماء بأجنحتهِ الصغيرة .
لقد قص الحزن أجنحتنا فما عدنا نفرح إذا ما كان القلب فرحا ، ولو كان حلم العمر يصل مبشرا .
لم نعد بعمر قد يغير فيه الكلام الجميل أثرِ الكلام القبيح ، لم نعد صغاراً نفرح صدفة ونحزن قراراً .
إننا نحتاج أن يعرف أحدهم بأن هذا الوقت جيد لحدوث شيءٍ جيد ، فيحدثه ، هذا العمر بحاجةٍ لنعيشه ونحن بحال أفضل ، ونحن على أتم إستعداد للمرح ، وللحب ، والحياة .
إننا بحاجةٍ دائمة أن نعرف من نكون ، وكيف نكون أنفسنا دون اللجوء إلى أحد ، دون الهروب من كل شيءٍ بأحد! .