أديب بالإجماع.. علي باكثير
بقلم: أسامة حراكي
هو مثقف موسوعي موهوب ومبدع في اكثر من مجال ابداعي، في الشعر والرواية والمسرح،
اتفق على موهبته ودوره العربي والإسلامي معظم النقاد، حيث لم يحدث في تاريخ الأدب العربي
أن يحظى اديب بإجماع التيارات الثقافية العربية والإسلامية مثلما حظي، وللأسف لم تتح لنا الحركة النقدية أن نعرفه كما ينبغي أن تكون المعرفة.
ولد في21 ديسمبر 1910في إندونيسيا لأبوين يمنيين، وحين بلغ العاشرة من عمره سافر مع والده إلى حضرموت باليمن لينشأ هناك نشأة عربية إسلامية مع إخوته لأبيه
وهناك تلقى تعليمه ودرس العلوم العربية على يد شيوخ أجلاء منهم عمه الشاعر اللغوي النحوي
القاضي محمد بن محمد باكثير، كما تلقى علوم الدين والشريعة أيضا على يد الفقيه محمد بن هادي السقاف
ظهرت مواهبه مبكراً فنظم الشعر وهو في الثالثة عشرة من عمره وعمل مدرس في مدرسة النهضة العلمية ثم تولى إدراتها وهو في العشرين من عمره.
تزوج مبكراً ولكن زوجته توفيت وهي في ريعان الشباب فغادر اليمن إلى الصومال والحبشة
ثم الحجاز واستقر لفترة فيها، وفي الحجاز نظم مطولته نظام البردة كما كتب أول عمل مسرحي شعري له وهو همام في بلاد الأحقاف وطبعهما في مصر التي وصل إليها، عام 1934
والتحق بجامعة فؤاد الأول
“جامعة القاهرة ” حيث حصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الأنجليزية عام 1939 وقد ترجم عام 1936 أثناء دراسته في الجامعة مسرحية
“روميو وجولييت” لشكسبير بالشعر المرسل، وفي عام 1938 ألف مسرحيته “أخناتون ونفرتيتي”
بالشعر الحر ليكون بذلك رائد هذا النوع في الأدب العربي التحق بعد تخرجه من الجامعة بمعهد التربية للمعلمين
وحصل منه على الدبلوم عام 1940 وعمل مدرساً للغة الإنجليزية لمدة أربعة عشر عاما.
حصل على الجنسية المصرية عام 1951 بموجب مرسوم ملكي، وسافر إلى فرنسا عام 1954 في بعثة دراسية حرة،
وبعد انتهاء الدراسة فضل الإقامة في مصر حيث أحب المجتمع المصري وتفاعل معه فتزوج من عائلة مصرية وأصبحت صلته برجال الفكر والأدب وثيقة
من أمثال عباس العقاد وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وغيرهم، اشتغل بالتدريس خمسة عشر عاماً منها عشرة أعوام بالمنصورة ثم نقل إلى القاهرة وفي سنة 1955 عين بوزارة الثقافة والإرشاد القومي بمصلحة الفنون وقت إنشائها
ثم انتقل إلى قسم الرقابة على المصنفات الفنية وظل يعمل في وزارة الثقافة حتى وفاته، حيث توفي اول رمضان في مثل هذا اليوم 10 نوفمبر 1969
انه الأديب الكبير علي احمد محمد باكثير الذي امتعنا برواياته الأدبية والمسرحية والشعرية ومن مؤلفاته روائعه:
واه اسلاماه ـ سلامة القس ـ الثائر الأحمر ـ امبراطورية في المزاد ـ سر الحاكم بأمر الله ـ عودة الفردوس ـ وهكذا لقي الله عمر ـ إله اسرائيل ـ هاروت وماروت ـ من فوق سبع سماوات ـ جلفدان هانم ـ قطط وفيران ـ قصر الهودج ـ حازم ـ عاشق من حضرموت ـ الشيماء شادية الإسلام ـ دار لقمان ـ رمويو وجوليت ….