أدومها وإن قل
بقلم: عمر الشريف
يحدث كثيراً أننا نضيق ذرعاً من أخطائنا وواجبات لم نقم بها، حتى تراكمت وصارت عبئاً يلاحقنا وألماً يؤرقنا، فنجد الكثيرين منا قد يلجئون إلى تغيير هذا الواقع المرير عن طريق القيام بثورة عارمة على أنفسهم، فيضعون الخطط الكبيرة والبرامج المذهلة، ويصممون على الإلتزام الجاد بها .
وما هي إلا أيام أو أسابيع حتى تحبطنا العادات القديمة، ونتقهقر أمام سلطان موروث كسلنا، فيعود كلّ شيء إلى ما كان عليه، ويرجع كلٌّ مننا إلى عاداته الخاطئة في الصحة أو الدراسة أو علاقاته بالآخرين.
ولعل قد خبر كل منا هذا الشعور بالخيبة والفشل أمام النفس، وجرّبنا معنى الإنتكاس بعد ثورة نشاط وهمّة عالية نحو التغيير، ومؤخراً لفت نظري الحديث عن قانون يُسمّى بقانون (الإضافة البسيطة) يمكن استخدامه كأسلوب حياة للتغيير نحو الأفضل، وهو أسلوب بسيط ولطيف في إعداد التغيير الذي نريد، ولكن دون وضع خطط كبيرة وبرامج مرهقة أو مختلفة بشكل كبير لما اعتدنا عليه خلال سنوات طوال.
ملخص هذا القانون: أنه بإمكاننا أن نبدأ بحصر مشاكلنا في مجال أو مجالين، لتقوم بعدها بإحداث إضافة بسيطة على عاداتنا اليومية حتى نصل إلى نتيحة عظيمة مع مرور الزمن.
فمثلاً: إن كنت تجد في أنفسنا ضعفاً في جانب تحصيلنا للغة جديدة لعدم وجود متسع من الوقت لتلقي دروس خاصة، فعلينا بإضافة بسيطة يومية، وهي أن نحفظ فقط خمس كلمات أجنبية كل يوم لنجد أنفسنا بعد أشهر قليلة من المواظبة أننا قد جمعنا في ذهننا نصف تلك اللغة التي نحلم في تعلمها.
وكذلك الثقافة، قراءة صفحة واحدة يومياً في مجالات متنوعة كافية أن تزيد مخزوننا الثقافي ويرتفع إلى مرتبة رائعة قد تدهشنا من أنفسنا.
لنجرب هذا القانون في مجالات حياتنا المختلفة، وهو لا يتجاوز في الحقيقة بضع دقائق في اليوم، لينعكس على حياتنا بإنجازات رائعة تكون خير لنا وأنفع من المراوحة في الأماني والأحلام في ذات المكان.
ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما علمنا قبل قرون طويلة فقال: {أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ} فالقليل الدائم أنفع من الكثير الزائل.