من سمات الأعراب ( أصحاب البادية ) الحكمة ، والاستفادة من تجارب السابقين ، إلا أنهم – أحيانا – تأتيهم الرياح بما لا يشتهون ، في إبحارهم ، فينتج عن تجاربهم أمورا ، لا يحبون وقوعها ، وفي ذلك ذكر لنا السابقون تلك القصة : أراد أعرابي قبيح الملامح ، طويل القامة ، أن يخطب امرأة ، فقيل له : أي ضرب ( صنف أو نوع من النساء ) تريدها ؟ ، قال : أريدها قصيرة جميلة ؛ فيأتي ولدها في جمالها وطولي ، فتزوجها على تلك الصفة ، فجاء ولدها في قصرها ، وقبحه ، وهكذا جاء الأمر على خلاف ما أراد ، وجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن . و في ذلك جال في عمق البال ( الفكر ) البيت الشهير للمتنبي : ما كل ما يتمنى المرء يدركه… تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .