أثر التصوف علي الحياة السياسية في مصر
من القرن الثالث حتي السابع الهجرى(31)
تطور الفكر السياسي الصوفي
دكتور/ كمال الدين النعناعي
الأراء حصيلة العقول
وهي تعكس صلات الناس ببعضهم بالبعض الأخر، وعلاقاتهم بالعالم المحيط بهم. ويعتبر هذه الصلات
والعلاقات قوام الوجود الإنساني…
وعندما قال الشيخ الشاذلي
(هذا زمان اجتماع)
كان يعكس في الحقيقة ما صار اليه تطور الفكر السياسي والاجتماعي في مصر برز
في ذلك الوقت فأحدث إضافة جديدة في الرؤية السياسية للفكر الصوفي
فقد بدا الصوفي المصري يدرك ان التاريخ لا يقتصر علي سير الملوك وعلية القوم
وإنما أصبح مساره يفسح مزيدا من المشاركة الشعبية
وٱنه يمكن أيضا تأريخ الدور الشعبي في الحياة العامة
مع الأخذ في الاعتبار أستحالة
عزل التطور المذهبي عن البيئة التي يعيش الإنسان في محيطها؟
. إذ ليس ثمة تاريخ للفكر يستقل عن الأوضاع
المادية للحياة الاجتماعية
نحن نفترض سؤالا…
ماالذي أضافوه في رؤيتهم للدولة.. (كعهد) له فترة زمنيةمن الوقت؟
النصوص التي أوضعوها تساعدنا بالفعل علي تحديد نقاط ووضع ملاحظات ربما
يكمل بعضها بعضا في محاولة للبحث عن خط منتظم لرؤية صوفية وفهم. دقيق لفكر هذه الجماعات كان يتطور باضطراد علي ضوء ما قاله
أعلامهم من كبار المشايخ
وقادة الطرق الصوفية
اولا اقوال العارف بالله الشيخ ابي العباس المرسي واسمه
شهاب الدين بن عمر الأنصاري المرسي البلنسي
ينتهي نسبه الي الصحابي
سعد بن عبادة
ولد في مدينة مرسية احدي مدن بلنسية في اندلس أسبانيا واليها نسب
قدم الإسكندرية وخلف الشيخ الشاذلي مؤسس الجماعة،
وتوفي سنة ٦٨٥ هجرية
ابو العباس من جلة مشايخ الشاذلية
رؤيته السياسية تفيد ان وزن اي عهد يتم تقييمه علي اساس مدي المحافظة
علي علوم الدين التي تبلور
في صورتها الحضارية مجمع العلوم ومناهج بحثه ومدي الالتزام بها..
فتوصف ( الدولة) بالصلاح أو بالفساد
طبقا لمفهوم هذا التوصيف
فتفسد العهود باختفاء الطائفة التي يقع علي كاهلها
تفسير وتوضيح الوصايا الدينية التي تحتاجها أطوار الحياة في مزيد من التقدم العلمي
..
اما العهود الفاقدة لذلك الالتزام فينعدم وزنها ودورها
كما يقول المرسي..
(،وفساد الوقت اي العهد
لا يكون بذهاب أعدادهم…
ولا بنقص أمدادهم…
، ولكن إذا فسد الوقت
كان من الله سبحانه وقوع اختفائهم مع وجود بقائهم)
اي اختفاء دورهم بين الأمم
فلا وزن لهم…
ولا حضارة تعلو بهم….