أثر التصوف علي الحياة السياسية في مصر
من القرن 3 حتي 7 هجري
(11)
السياحة الصوفية العسكرية
دكتور/ كمال الدين النعناعي
السياحة الصوفية العسكرية
فقد أستهوي الصوفية السياحة
لأغراض العمليات العسكرية الجهادية،
ولهذا الغرض جاء الصوفي الشهير أبي الخير الأقطع مصرا
ومكث في الثغر السكندري خلف تجمع المطوعة 12 عاما
علي سبيل المثال
ولهذا الغرض أيضا غادر الاسكندرية بعد أن صدرت له الأوامر ٱستجاب لتوجيهات بمغادرتها فسار الي (الفرما)
من المرجح أنها كانت ملتقي تجمع.. وهي مدينة من أقدم
الرباطات غرب الحدود المصرية
للقادم من بلاد المغرب اسمها القديم
( بر آمن) مدينة الاله آمون ومنه اسمها العبري (برمون) وسماها الروم (بيلوز)
ومعناها الوحلة لأنها كانت واقعة في منطقة أوحال وسماها العرب (الفرما)
ففي هذه المنطقة حضر أبوالخير مجلسا للقاص في المسجد الجامع حيث ينشط القصاصين لشحذ الهمم والتحريض علي القتال بما يقصون من قصص الفداء
ولهذا الغرض أيضا غادر الاسكندرية بعد أن صدرت له الأوامر ٱستجاب لتوجيهات بمغادرتها فسار الي (الفرما)
من المرجح أنها كانت ملتقي تجمع.. وهي مدينة من أقدم
الرباطات غرب الحدود المصرية
يذكر قصة النبي زكريا والمنشار
عندما صبر النبي زكريا وجسده
يتعرض للشطر بمنشار…
هذا النمط من القصص قد أنتشر كأداة للتوجيه النفسي والمعنوي..
كان المقصود منه اعداد المطوعة لمواجهة المواقف شديدة الصعوبة اذ يضطر الانسان تحت ضغط من التعذيب الي الافضاء بما لديه من أسرار..
ولذلك نجد أبو الخير الأقطع في رحلته الثانية الي ثغر ( أنطاكية) يعمد الي أخفاء شخصيته حين قبض عليه..
وبيان ذلك ٱنه لما وصل الي أنطاكية التي تقع علي الضفة
اليمني لنهر العاصي من بلاد الشام..
نجده تقابل مع مجموعة من زملائه فأطلعهم علي هدفه وهو دخول الثغر.
تقول رواية بن الجوزي فسلموه
أدوات قتال تشمل
سيفا
وترسا
وحربة
فأقام في.موضع من الثغر. .
في هذه الترجمة لسيرته وقائع تذكر أنه كان يتجول نهارا في أرض كثيفة الأشجار..
ويرابط ليلا علي شاطئ البحر
وأنه قبض عليه بينما هو في الغابة..
اذ كان أمير المنطقة يطارد جماعة من السودان باعتبارهم من اللصوص،
وبسبب ٱنه لم يدلي بشئ عن سر تواجده أو عن شخصه قطعت يداه معهم وعرف (بأبي الخير الأقطع) اي مقطوع اليد
فلماذا أخفي أبو الخير حقيقة شخصيته ؟
علي الرغم من كون الجهاد غرضا نبيلا،
والدفاع عن الثغر عملا يفتخر به؟
واذا كان ابو الخير ينتسب الي تنظيم سري فلا بد أن يكون الهدف محليا..
وأنما كان في الواقع هو هدف أستيراتيجي غامض؟
فقد أشتبك الفاطميون في قتال ضار لاسترجاع أمارتي أنطاكية وحلب حيث قاد القائد الفاطمي جعفر بن فلاح الحملة الأولي في ربيع أول سنة 360 هجرية بعد أن أستقروا في،مصر
وأرسل من قواده(فتوح)
استدراك هذا المستوي الاستراتيجي،من التخطيط يجعلنا نرجح أن تلك الشخصية الصوفية
كان علي أتصال بقوة الفاطميين التي هاجمت الشام سنة 360 هجرية 2 يناير 971 ميلادية
فقصد،أنطاكية القائد (فتوح)
بمساعدات من دمشق وطبرية
وفلسطين التي خضعت للفاطميين.
وفشلت هذه القوات في محاصرة أنطاكية بسبب أمدادات بيزنطة في ذلك الحين