يونان النبي ” يونس “قصة حياة
بقلم إيڨيلين موريس
معروفا للجميع أنه لم تثمر خدمة أي من الرسل أو الأنبياء عن نجاح بنسبة مئة بالمئة فكل واحد منهم واجهت خدمته الرفض كما واجهت القبول، لكن وحده يونان النبي استطاع أن يحقق نسبة نجاح مئة بالمئة في خدمته.
فنجد أن أهل نينوي تابوا جميعهم من صغيرهم إلي كبيرهم ولبسوا المسوح وصاموا جميعهم كما صامت بهائهم وذلك كله حدث بمناداة يونان.
والملاحون الذين كانوا في السفينة هم أيضا تابوا جميعا وذبحوا ذبيحة للرب بعد أن سكت البحر عنهم حين ألقوا يونان به بعد أن طلب منهم ذلك مخبرا إياهم أنه هارب من وجه الله.
ولكن يبقي السؤال كيف استطاع يونان النبي الهارب من وجه الله أن يحقق النجاح الكامل في خدمة كان يرفض القيام بها !؟
والحقيقة أن رفض يونان القيام بالخدمة جعله يدخل جوف الحوت ومن داخل بوتقة التجربه تعلم يونان الخضوع الذي جعله ينحني أمام أراده الله فدخل يونان مسيرة يوم واحد وأخذ ينادي للمدينه بالمناداة التي أمره الله بها دون أن يزيد او ينقص حرفا، أي أن الذي قام بالخدمة هو الله ذاته وما يؤكد ذلك أيضا أن يونان اغتم و اغتاظ وتمني الموت لنفسه حين غفر الرب لأهل نينوي وقبل توبتهم ذلك بعكس ما يحدث مع أي نبي أو رسول فهو يسعد بقبول الناس لكلمته حينها يشعر بنجاح رسالته.
ولأن الله خدمته كامله كان لابد أن يشمل يونان بخدمته فكانت الضربة الأولي له حين ابتلعه الحوت ليمضي به ثلاث أيام قبل أن يقذفه الحوت للبر وكان هدفها أن يتعلم يونان الخضوع ثم أضاف الله ضربة اليقطينه علي يونان فبعد أن أعدها له الله لترتفع فوقه وتظلله ويعيد إليه فرحه عاد فأعد دودة لتأكل اليقطينه وأرسل ريحا شرقيه حاره فضربت الشمس رأس يونان فطلب الموت للمرة الثانية وهنا كانت المواجهه مع الله الذي علمه الدرس قائلا له ” أنت اشفقت علي اليقطينة التي لم تتعب فيها ولا ربيتها التي بنت ليلة كانت وبنت ليله هلكت أفلا أشفق أنا علي نينوي المدينة العظيمة التي يوجد فيها أكثر من اثنتي عشرة ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم وبهائم كثيرة”، وهنا تعلم يونان الدرس الثاني وهو أنه ينبغي له أن يخلي ذاته ولا ينظر لنفسه وبذلك استحق يونان أن يكون مثالا للسيد المسيح نفسه وتصير قصته عبر الأجيال نور يضئ لكل خادم أمين يريد أن تكون خدمته ناجحة فيتعلم أن يخضع لله ليعمل به ومن خلاله.
بركة هذا النبي العظيم تكون مع الجميع