بقلم : إبراهيم فرحات
هو فيه حصة رسم بالجنة؟
طفولتي أتذكرها كالبارحة ..
والحمدلله المواقف لدى لا تخبو ولا تصدأ بالنسيان وتلك نعمة تستحق الشكر ..
في المرحلة الإبتدائية كنت محظوظًا أن حباني الله بأجمل رسالة ماتزال تعيش معي روحًا و فكرًا و سعادة لاتنقطع انها ابله ( حياة ) مُدرسة الرسم، كنت احب الذهاب إلي المدرسة من أجلها وكانت تتزايد دقات قلبي قبل ان تبدأ الحصة كنت أتمني أن اتحدث معها وأنظر لهاطوال الوقت بل ربما كنت أغار عندما تهتم بغيري ولا أريد أن تنتهي الحصة وكان جرس نهاية (الجنة) مؤلمًا عكس مشاعر باقى التلاميذ الذين تعالت معهم صيحات (هيييييييه) …
حصة الرسم كانت لى جنة خطرت بواقعية على قلب طفل صغير … كنت أبحث عن الله أريد أن أراه حتى أشكره أنه يسر لي أن أرسم كل الجمال الذى أراه من حولي والطبيعة وابلة حياة …
أتذكرها …
كانت تقول للفصل (كلنا نرسم الموضوع ده وانت يا ابراهيم ارسم اى موضوع وتورينا رسمت ايه؟) وكنت سعيدًا برؤيتها وتحليلها بعدها …
رسمت نفسي ورسمت المدرسين ورسمت أصدقائي وكنت أرسم البنات أكثر ولا أدرى لذلك سببًا وكان بالطبع هذا مدعاة لغيظ أصدقائي الأولاد وكنت أبتسم ببراءة ..
كنت لا أكف عن الأسئلة بفطرة وقلب طفل ويوم ما خلال حصة الرسم بادرت بسؤال ابلة حياة بسعادة غامرة (ابله حياة … هو فيه رسم في الجنة؟) انتبهت ،لمعت عينيها ،تركت مافى يدها وتبخترت إلى مكانى برشاقتها المعهودة وماتزال ابتسامتها تشرق الشمس ربتت على كتفي بيدها الرقيقة وقبلة تطبعها على خدي الخَجِل السعيد فما أسعدني بتلك الحياة.
رحم الله ابله حياة وبارك لنا في كل من علمنا حرفًا و أعطانا جمالًا نعيش فيه وتستمر الحياة بنا حتى حين ونرد هذا المعروف لمجتمع نريده أجمل وأبهى …