هل دعم سنان أوغان لأردوغان يغير المعادلة “الإنتخابات التركية”؟
كتب نبيل أبو الياسين
العالم أجمع يترقب الإنتخابات الرئاسية التركية في مرحلتها الثانية” الإعادة”، وأعلان المرشح الخاسر في الإنتخابات “سنان أوغان”، مساء أول أمس الاثنين، عن دعمه للرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان في الجولة الثانية للإنتخابات الرئاسية يعُد إنتصاراً للديمقراطية التي لا يرغبها الغرب، فدائماً يتشدقون بها مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِمْ، وما تخفية صدورهم عكس ذلك، وقلتها مراراً وتكراراً أنهم يتحدثون عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وهم«جذور الإستبداد» وأصبح شعوب العالم العربي والإسلامي تنأىّ عن أسلوب حديثهم المبتذل.
وإنتقدت وإنتقد الكثير هجوم الحكومات الغربية، وبعض وسائل الإعلام على الإنتخابات التركية، وأكدنا أن الديكتاتور الذي زعمة الغرب في هجومهم على “أردوغان” لا يذهبه لإنتخابات الإعادة ووصفنا هذا الهجوم حينها بالمخطط الغربي على تركيا وعلى كافة الدول العربية والإسلامية، ولاسيما المتقدمة منهم ديمقراطياً وأمنياً وعسكرياً وإقتصادياً، وها قد نرىّ المواطنون الأتراك بدأ منهم المقيمون في الخارج الإدلاء بأصواتهم يوم السبت الماضي، في جولة الإعادة لإنتخابات شهد لها العالم بإستثنى الحاقدين على الإسلام والمسلمين للديمقراطية والإستقرار والتقدم في بلادهم، بنزاهة الإنتخابات ووعي الشعب التركي في إختيار رئيسهم لإستكمال مسيرة التنمية والتقدم بطريقة حره وديمقراطية.
وتفهم الشعب التركي بأكملة
بأن معركة الإنتخابات التركية بين”أردوغان” وبين الغرب الذي إحتشد بشكل ملفت وغير مسبوق خلف مرشح المعارضة، وما هي أهمية هذه الإنتخابات بالنسبة لهم بأنها تجلت في كم التصريحات للدول الأجنبية على الصحف، وأغلفة المجلات الغربية، وأيقن الشعب التركي بأن المعركة التي شاهدوها وشاهدها الجميع في تركيا ليست مجرد إنتخابات، ولكن معركة بين الصليب الغربي و والهلال “? “الإسلامي، والهدف منها زعزت الإستقرار الأمني والإقتصادي لدول العرب والإسلام والمسلمين وأنها أصبحت حقيقة رَاسِخٌه بالنسبة لهم.
• ما هو الذي يزعج الغرب من أردوغان؟
الذي يزعج الغرب هي: إنجازات الرئيس”طيب أردوغان” بعد تولية السلطة في عام 2014 بعدما، قاد حزب العدالة والتنمية ”AKP” الذي أسسه في عام 2001، وقادهُ إلى الإنتصار في الإنتخابات في عام “2002 ،2007، 2011″، وكان إنطلاقة من خلفية سياسية إسلامية، ووصف نفسه حينها بأنه ديمقراطي محافظ، وقام بتشجيع السياسات الليبرالية الإقتصادية والسياسات المحافظة إجتماعياً، وشهدت السنوات الأولىّ لرئاسة “أردوغان” تقدماً في المفاوضات الخاصة بإنضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، فضلاًعن: الإنتعاش الإقتصادي للبلاد بعد الأزمة المالية في عام 2001، وإستثماراتة في البنية التحتية بما في ذلك الطرق والمطارات، وشبكة القطارات فائقة السرعة، كما نجح في تمرير إستفتائين دستوريين ناجحين في عامي “2007،2010″، وإحتل”أردوغان” المركز الأول بين”500″ مسلم تأثيراً في العالم عام “2018,2019,2020”.
وأحدث ”أردوغان” في تركيا تحولات خلال حكمه، والذي أزعج أولائك” الغرب” أبرزها حول تركيا من دولة فاشلة الى إحدىّ دول مجموعة العشرين الأكبر إقتصاداً في العالم،
فضلاًعن؛ أنه حول تركية من دولة مستوردة الى دولة مصدرة تنتج جميع غذائها، ودوائها، وسلاحها، وكانت تمتلك عدة جامعات قليلة وأصبحت اليوم وفي ظل حكمة، تمتلك أكثر من “200”جامعة، وقبل تولي “أردوغان” السلطة كان يوجد فيها عدد قليل جداً من حفظة القرآن الكريم، ولكن بعد دعمه للإسلام والمسلمين في بلادة أصبحت تركيا الآن بلد الأكثر من مليون حافظاً للقرآن.
فسبب حقد الغرب على
”اردوغان” ليس حقد لشخصه وإنما مع مشروعه الذي إعاد تركيا لثوبها الإسلامي، وهذا ما أكدة؛ بعض البرلمانيين في “ألمانية” على الخصوص وغيرهم من دول الغرب، وذكر أن أحدهم قال؛ على الملأ في تصريح مصور فيديو له؛ إننا لانستطيع أن نفعل شيئً بوجود “أردوغان” في سدة الحكم، ولكن سنقوم بما يلزم بعد سقوطه، وسنعطي أوامرنا لإجتثاث محمد والمآذن والقرآن من جذورهما، وفق فديو له تم تداول على مواقع التواصل الإجتماعي على نطاق واسع وغير مسبوق.
ونرىّ منذ سقوط الخلافة الإسلامية، قبل 10 عقود من الزمان يتعامل الغرب مع الإنتخابات التركية على أنها معركة بين الإسلام والغرب، وهذا واضح للجميع، ومن خلال مراقبتنا ومتابعتنا للحملة الإعلامية والسياسية الغربية الموجهة ضد الرئيس التركي ”أردوغان” الآن ومنذ بداية الإنتخابات التركية، وجدنا أنها محاولة إنقلاب ناعمة كاملة الأركان يشارك فيها الكثير من أذرعة في الداخل التركي الموالي للغرب بشكل مكشوف!.
وعنونة الصحف أمس «سنان أوغان يعلن دعم أردوغان في الجولة الثانية»، وإختصرت تفاصيل الخبر حول أعلان
المرشح الحاصل على المركز الثالث في الجولة الأولىّ من إنتخابات الرئاسة التركية، رسمياً “سنان أوغان”، أمس الثلاثاء، عن دعمه للرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان في الجولة الثانية للإنتخابات الرئاسية، بعدما
بدأ المواطنون الأتراك المقيمون في الخارج الإدلاء بأصواتهم يوم السبت الماضي، في جولة الإعادة لإنتخابات الرئاسة في تركيا بين أردوغان، ومرشح المعارضة “كمال كليتشدار أوغلو”.
وقد فشل الرئيس المنتهية ولايته” أردوغان” في الجولة الأولىّ من الإنتخابات في 14 مايو الماضي، في الفوز بالأغلبية المطلقة التي تزيد عن 50 في المائة اللازمة لتجنب جولة الإعادة، ومن المقرر أن يواجه”كمال كيليجدار أوغلو” الذي جاء في المركز الثاني، ويتوجه حوالي 61 مليون ناخب إلى صناديق الإقتراع في 28 مايو للإختيار بين المرشحين، وهذه هي المرة الأولىّ في تاريخ تركيا التي ستجرىّ فيها إنتخابات الإعادة للرئاسة.
وفي نفس السياق: أكد الرئيس التركي”أردوغان”، أمس الثلاثاء، أنه لم يساوم مرشح الرئاسة المنسحب “سنان أوغان”، الذي أيد ترشيحه في الجولة الثانية من الإنتخابات الرئاسية في 28 مايو الجاري،
وأعرب “أردوغان” خلال لقاء تلفزيوني، عن شكره لـ”سنان أوغان” على دعمه له في الجولة الثانية من الإنتخابات الرئاسية التركية الحالية، وطرح “أردوغان” في وقت سابق يوم الاثنين”5″ أسئلة على الشعب التركي، قبل الجولة الثانية من الإنتخابات الرئاسية التركية، والتي طلب منهم الإجابة عنها بصدق.
وكتب على صفحتة الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي “تويتر”هل أولئك الذين يعدون بمنازل مجانية قبل الإنتخابات، ثم يحاولون طرد ضحايا الزلزال من منازلهم، هل هم محترمون؟، وتابع: هل تستفيد هذه الأمة من شخص لم يفعل شيئاً جيداً للبلد في حياته البيروقراطية أو السياسية؟، وهل من الآمن الوثوق بشخص إعترف بفمه بأنه كان يتعامل مع أعضاء منظمة “غولن” الإرهابية خلال محاولة الإنقلاب “17،25 “ديسمبرعام 2013؟،
متواصلاً: وهل يتوقع من الذين وعدوا بإطلاق سراح المحرضين على أحداث “6،8” أكتوبر عام 2014 في الساحات من السجن أن يقاتلوا التنظيم الانفصالي؟،
وختم”أردوغان” أسئلته الخمس حيثُ قال: هل يمكن الوثوق بالأخلاق السياسية لمن يرون كل وسيلة مشروعة، بما في ذلك الإبتزاز والتهديد والضغط وغيرها لتصفية خصومهم؟ وفق تغريدة له.
وأكد”أردوغان” “بالطبع، الشخص الذي يقول أسود اليوم لما قاله الآخر بالأمس، والذي ينفي ما قاله اليوم، لا يمكن الوثوق به بالطبع، ولا يمكن الوثوق به على مستقبل أطفالنا، وتابع حديثة؛ لقد أعلنت أمتنا إرادتها بالفعل بإعطاء أغلبية أعضاء المجلس بـ”323” نائباً لتحالف الشعب في 14 مايو، وفي رئاسة الجمهورية، مع 49.5% من الأصوات، وحصلنا على تأييد أكثر من 27 مليون مواطن، نأمل أن نكمل يوم 28 مايو بإرادة ودعم أمتنا الحبيبة، بعدد قياسي من الأصوات.
وعلى صعيد أخر؛ بعد إعلان “سنان أوغان”، المرشح الحاصل على المركز الثالث في الجولة الأولى من إنتخابات الرئاسة التركية، تأييده للرئيس الحالي “أردوغان” بجولة الإعادة المرتقبة في 28 مايو الحالي، وعلق مرشح المعارضة “كمال كليتشدار أوغلو” على الأمر، قائلاً: على حسابه الرسمي في”تويتر”، وتناولتة الصحف التركية وغيرها من صحف دول العالم إنه من الواضح من يقف بجانب هذا البلد الجميل، ومن يقف بجانب بيعه، وأضاف: نحن قادمون لإنقاذ هذا البلد من الإرهاب واللاجئين، وأردف”هذا إستفتاء”ولا أحد يستطيع أن يخدع أحداً بعد الآن،
فيما دعا المواطنين البالغ عددهم 8 ملايين، وجميع الشباب الذين لم يأتوا إلى صناديق الإقتراع، للتصويت.
وأشير في مقال هذا إلى مقالي السابق في 16 مايو من العام الجاري 2023، والذي حمل عنوان «أغلفة المجلات والصحف الغربية بين معركة الإنتخابات التركية والوضع الباكستاني»، ووصف فيه
الموقف المميز الذي تميز به الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” والتي نُشرتة بعض الصحف، رداً على المزاعم الغربية المضللة في صورة تجسد مشهد ديمقراطي
للزعيم الطيب”أردوغان” وهوا يقف في الطابور لإنتظار دوره ليلقي بصوته الإنتخابي كأي مواطن عادي، «لامواكب لاحراسة لازحمة»، وحينها تجلت عظمة الزعيم وتواضعه وعدلهُ وحبه لشعبه ووطنة.
وختاماً: فقد سعىّ الغرب مجتمعين بمحاولة إزاحة الرئيس التركي”أردوغان” وفشلوا فشلاً ذريعاً، وستتحول المعركة بفوز “أردوغان” في الإعادة، وسيكون بطل قومي أيضاً ويستمر في مسيرتةُ التنموية للبلاد، ويتجسد هذا في الوطنية والديمقراطية التي يتمتع بها “أردوغان”، الذي قال؛ قبل إجراء الإنتخابات التركية، إني أبدي إستعدادي لتسليم السلطة سلمياً في حال خسارة الإنتخابات وتقبل النتيجة أيا كانت.