? .. هل تساءلت يوما وانت امام المرأه . عما اذا كانت تكذب المرايا علينا .. ؟؟ وهل هذا بحق انت ؟؟
رؤيه بقلم .. مصطفي العموري
? .. اولا المرأه انعكاس لذاتك ..
تذكرون بالطبع قصه سنو وايت .. بيضاء الثلج .. او كما يطلق عليها البعض الاميره والأقزام السبعه .. الشخصيه التي تجسد دور الشر ف تلك القصه كانت تجلس امام المرأه وتحدثها وياللعجب المرأه كانت سحريه كانت تجيب وترد عليها وع تساؤلاتها .. .. فهل كانت فعلا تمتلك مرأه سحريه .. ؟؟
اسمح لي يا عزيزي كنا صغار ولم نكن ندري ونعرف .. كنا نعتقد ان المرايا مجرد انعكاس فقط لصورتك .. ولكننا الان نعلم المغزي وندرك انها ايضا انعكاس لروحك لذاتك وحتي لافكارك وصوتك الداخلي وكل ما يدور بخاطرك ..
رجوعا الي القصه الاصليه كانت سنو وايت او بيضاء الثلج الاميره ..ابنه الملك ووريثه عرشه المستقبليه وكانت الشريره زوجه ابيها الحاقده عليها .. لربما لم تكن سنو وايت بهذا القدر من الجمال حتي تكرهها الشريره بسبب انها الاجمل ف الكون او هي الوحيده الاجمل منها ع ظهر الارض .. لكنه الحقد والكره والشعور الداخلي الذي كان يتردد بداخل الشريره حتي صار صراخا ينبع من داخلها ف لم تستطع كتمانه ف تحول الي هاجس يحاورها ويتحدث اليها وتتحدث اليه وهي تنظر ف المراه .. فهل تدرك انها ايضا لو نظرت حتي الي جدار الغرفه لكانت تحدثت اليه .. ف الحديث كان مجرد انعكاس لما يدور بعقلها وقلبها .. هي من يسأل وهي من تجيب لارضاء نفسها واختراع ذريعه لما تهدف اليه ..
الان .. سؤال .. هل نظرت الي نفسك يوما ف المرأه ف اعجبت بشكلك او مظهرك وملابسك ؟؟ او حتي العكس من ذلك لاحظت شئ غير جيد ف شكلك او ملابسك .. ؟؟
ماذا يحدث بعد نزولك من المنزل ؟؟
قطعا كل م سيشغل بالك ان الجميع ينظر اليك وانهم يلاحظو ويرو ما رايته انت ف مرأتك وتبدا ف تفسير نظراتهم وابتساماتهم وتعابير وجهوهم بناء ع ذلك .. اسمح لي يا صديقي هذا حديثك لنفسك فقد كذبت عليك المرأه لم يلتفت انتباه احد حتي اليك وليس الجميع ينظر اليك ربما لم يلاحظوك حتي .. حتي اقرب الناس اليك ربما ينظر ويدقق فلا يري ما تراه انت ظاهر وواضح بهذا القدر من القبح او الجمال .. انه م يدور بخاطرك انعكس عليك لتحدثك نفسك به ..
? .. الهروب من المرايا ..
هل تعلم يا عزيزي ان هناك اناس يعيشون بيننا يهربون من النظر الي انفسهم ف المرأه وليسو الضعفاء او من يستهينون بانفسهم وقدراتهم فقط …… بل هؤلاء غالبا اصحاب ضمائر حيه وقلوب صافيه لينه اذ م اخطأ احدهم او ارتكب ذنب ولا يعلم به احد الا نفسه تجده يقوم بهندمه مظهره ع عجل وان نظر للمراه تكون نظره للشكل العام بدون ان ينظر الي عينيه ف المرأه ف انه يخشي ان يري نفسه مذنب او مهزوم او مكسور امام م فعله بنفسه او ما فعله به من حوله فتسبب اليه بذلك الاذي النفسي الذي جعله يهرب من المرايا حتي يتخطي الازمه ويعود مجددا لذاته ..
وهناك من لايري الجمال الداخلي لنفسه ف يهرب من المرايا لان البعض اقنعه بشكل ما بان الشكل والمظهر ومقاييس الجمال التي لا تنطبق عليه هي اهم م ف الكون وهي اساس حكم الناس عليه او محبته لهم .. ف يالهم من كاذبون مخادعون جعلوك ضحيه لعجرفتهم وكبرهم وسوء فهمهم .. ف الجمال يا عزيزي جمال روحك وقلبك ولن تحاسب الا علي جميل فعلك واخلاقك والسطحيون فقط هم من يهتمون بالمظهر وينسون الجوهر .. والمفكرين طرحو علينا الكثير من الروايات مثل .. احدب نوتردام والاميره والغول او الجميله والوحش .. والكثير من الروايات التي تثبت ان الجمال يكمن بجمال الروح و بالنقاء والصفاء والحب الذي يملأ قلبك ..
? .. الغرور والاعجاب بالذات وجنون العظمه ..
هناك اشخاص ربما منحهم الله بعض المزايا الا ان الشيطان نفذ اليهم ووجد مدخلا من خلال تلك المزايا التي منحها لهم الله بلا حول منهم ولا قوه ف تتحول تلك المزايا الي سبب ف هلاكهم واستنذاف طاقاتهم وانفسهم ..
ف تتحول مزاياهم الي سبب قبحهم وتكون احدي اهم عيوبهم ف نظر كل من يخالطهم ف ينفضو من حولهم وهم لا يشعرون الا بانه غيره منهم نعم فالكل يحسدهم والجميع يغار منهم …. ربما نظرتك لهم العاديه يفسرونها ع انها نظره انبهار او اعجاب وهم ليسو كاذبون ف لقد هيأت لهم نفسهم ذلك لتشبع غرورهم وهم صدقو انفسهم ..
غالبا ما تجد امثال هؤلاء يطيلون النظر الي انفسهم ف المرأه وتكون المرأه معهم اشد كذبا ونفاقا وخداعا حتي من انفسهم ربما يضيع جمالهم احيانا بسبب ذلك نعم ربما ب المساحيق او البهرجه الزائده يخسرون اعز ما يظنون انهم يمتلكون ..
وهناك صنف منهم من توسوس له نفسه بأن يخدع البعض او يتجبر ويتكبر او يتسلط ع البعض فهو ينظر الي نفسه ب اعجاب وتحدثه بأنه يملك الصحه والوسامه او المنصب والسلطه او المال والعزوه وتخدعه مرأته بانه مؤهل لذلك ف تصبح مراته التي يقف امامها سبب ضياعه وكره الناس له وتكون ف النهايه سبب هلاكه ..
? .. عزيزي .. المرايا ما هي الا انعكاس لما نراه نحن ب انفسنا ولنظرتنا لذاتنا .. نحن نكبر بالسن ونصغر حسب م نعانيه او م نشعر به .. الطيبه او الحب او الخبث والحقد والكره واي مشاعر داخلنا تطغي علينا وع ملامحنا ..
.. المرأه هي ك رسام محترف يمسك بقطعه من الفحم ليرسم بها ملامحك ولكن بلا حيله من الرسام ورغما عن انفه هناك مشاعر تطغي ع الرسمه او الصوره ليس له يد فيها او ف تغييرها فهي تنبع من داخلك .. السعاده الداخليه تطغي ع نظره عينيك ف تلمع ووجنتيك ف تتورد وجبهتك ف تنبسط وشفتاك ف تتبسم .. اما الهموم والحزن والانكسار الداخلي ف يطغي ع ملامحك لتجد ان الرسام جعل منك ك كهلا عجوزا وقلمه لم يكذب وليس بقله احترافيه منه انما هو يرسم م يراه وم ينعكس اليه من نظره عينيك وما تعبر عنه ملامحك ويطغي علي روحك فلا حيله له ..
لذلك يا عزيزي صدقني انت من ترسم صورتك بيدك .. انت من يصنع انعكاسه ف المرأه .. انت تمثل ما تراه امامك ..
والاهم انت من وماذا تمثل ف اعين من حولك .. قيمتك ليست ما تعطيه انت لنفسك بل بما تمنحه لمن حولك فيكون له مقابل ف نظره اعينهم ورؤيتهم لك ف تصير ولو كنت فقيرا او بسيطا ولست وسيما ف اعينهم اعز واغني واعلي قيمه وقدرا وقامه وربما تصير ولو كنت خادما سيدا ف قلوبهم ومخيلتهم ….
انت من يصنع ويرسم وينحت ف احسن الصنع … احسن العمل .. لتكتمل اهم و اروع واغلي اعمالك ..
رسمك لذاتك ….