كتب : عبده الشربيني حمام
تعمل السلطة الفلسطينية منذ فترة على تنقية الأجواء السياسية على الساحة في خطوة تهدف أساسا للتمهيد للانتخابات التشريعية المقبلة دون حدوث أي مفاجئات غير سارة مشابهة لما حصل في الانتخابات السابقة التي انتهت و قد انقلبت حماس على السلطة في غزة .
احد قياديّي حركة حماس انتقد مؤخرا التوجّه السياسيّ العامّ لحركته في الفترة الأخيرة، وتحديدًا سياسات حماس في التنسيق والتواصل مع حركة فتح، معتبرًا إيّاها متسرّعة وغير مناسبة ودعا إلى ضرورة مراجعتها في أقرب الآجال.منذ أسابيع من الآن، انطلق رسميًّا مسار جديد في ملفّ المصالحة الفلسطينية القديم المستجدّ بين قطبيْ الساحة الفلسطينيةّ فتح وحماس. هذا المسار افتتحه جبريل الرجوب عن حركة فتح وصالح العاروري عن حركة حماس، وقد انتهى إلى الآن باتّفاق حول إجراء انتخابات بعد ستّة أشهر من تاريخ الاتّفاق، وقد عقد الطرفان برئاسة جبريل الرجوب وصالح العاروري لقاءً في تركيا مؤخّرًا أثار جدلًا سياسيًّا واسعًا داخل فلسطين وخارجها. هذا اللقاء اعتبر علامة فاصلة في تطوّر المحادثات بين الحركتيْن وخطوة أساسيّة نحو إنجاح مشروع المصالحة.
إلّا أنّه ورغم البوادر الجيّدة لتحسين الأجواء السياسيّة في البلاد إلّا أنّ بعض القيادات الوازنة داخل الحركتيْن لا تزال متوجّسة من هذا المسار ‘غير المحسوب’، وتصريح هذا القياديّ بحركة حماس خير دليل على وجود خلافات داخليّة. اعتبر السياسيّ الذي عُرف بمساندته للزعيم السابق خالد مشعل أنّ مسار المصالحة مطلوب لكنّ الاستعجال فيه قد يكون له عواقب سياسيّة وخيمة، مشيرًا إلى الاختلاف الواضح بين سياسات الحركتيْن وكيف يمكن أن يؤدّي لطريق مسدود في المفاوضات في النهاية، خاصّة في خصوص خيارات المقاومة، بين المقاومة المسلحة –وهو خيار حماس التاريخيّ- والمقاومة الشعبيّة والسياسيّة – وهو خيار فتح التاريخيّ والحاليّ.يعتبر البعض داخل حركة حماس أنّ الحركة تقدّم تنازلات غير ضرورية لفتح، في حين يرى آخرون أنّه من الضروريّ التضحية والتنازل من أجل إبداء حُسن النيّة والرغبة الحقيقية في تجاوز الماضي وفتح صفحة جديدة. يتساءل البعض: إلى أيّ درجة يمكن أن تتنازل حماس المرتهنة لاكثر من جهة اجنبية كتركيا و ايران لصالح المشروع الوطني الفتحاوي؟