بقلم : السيد فريج
ليعلم العالم أجمع ولو كره الكارهون ، أنَّ مصر باقية ما بقى الكون ، أم الدنيا لن تموت ولن تهرم ، لن يسقط وطنى وإنْ كنَّا نعانى … إنما ندق ناقوس الخطر وننبه أننا وقد تخلينا عن إنسانيتنا طواعية من أجل المال حرامه قبل حلاله أو السلطة والسيطرة الزائفة فى الحارة قبل القرية و المدينة ، وفيها قبل الدولة .. أو نعمل بأجندة معيبة نمتلكها ونصر عليها إعتقاداً بصحتها أو نستخدمها مطية لمصلحة ذاتية .. وقد صرنا نصرخ ألماً و بأعلى الأصوات ..
الكبراء خلف الاسوار لصوص وفاسدين
الاثرياء يخفون الفاسدين فى جيوبهم وأكثر أموالهم منهوبة من أرزاق الفقراء وأتحدى أنْ يستطيع أىّ منهم الافصاح عن مصدر ثروته…
الفقراء متمردون علي أوضاعهم فقد اشتاقوا لحياة الترف والراحة يشاهدونها علي شاشات التلفزيون وكادوا يظنون بزوال حقبة فاسدة من حكم مصر أنَّهم اقتربوا منها أوكادوا لولا تآمر الإرهاب والعملاء والفاسدين عليهم … ( وللحق ودون نفاق لولا الجيش المصرى العظيم ماكنا جميعا ) …
النساء منهن من تمردن على حياتهن وقد شاهَدْنَ الراقصات نجوم ناصحات لهُنْ .. واجهة مشرفة للدوله يصاحبن كبار المسئولين فى اسفارهم ويرافقن الفريق القومي لشد أذره !!
الأبناء وقد تمردوا على الآباء بعد ان رأوهم مكسورين يبكون لعدم المقدرة على الانفاق على بيوتهم ….
وقد فقدوا القوامة بهذا وما عادوا أفضل و علا صوتهم وما يملكون غير الاستئساد فى مواجهة نساء ما عادت تحترمهم وقد صغروا في عيونهن فخربشنَهُنْ وكرِهنَ البيت وتركَنَّهُ مغادرات ….. أو عِشْنَ حزينات مهمومات تملأن البيت بؤساً وكآبه فوق ما فيه من هم وفقر …
الاباء يقتلون ابناءهم ويلقون باطفالهم فى النهر والبحر ..
اختلط الحابل بالنابل وإستهزأ الناس بالدولة ورموزها حتى اضطرت لسن قانون يمنعها لسان مواطنيها
ابتذل الإعلام وترخص ففقد الإعتبار وانصرف الناس عنه وعملوا جميعا بإعلام الفيس وتويتر .. يقذفون بعضهم بعضا ويتطاولون على أنفسهم بغير احترام ولا حياء
العامل لا يأخذ أجراً يكفيه .. والمال يترخص للبلطجي واللص والسفيه ففقد العمل قيمته والناس أكثرهم يحفرون أنفاقاً في أرضِ مصر وينبشون قبور اجدادهم ليبيعونهم فى سوق الرقيق وقد حلَّت اللعنة بهم
صارت المخدرات طلباً غير مرفوض لأغلب الرجال وعبئاً على ميزانية البؤساء وثراءً للتجار والمروجين ..
باتت الدماء رخيصة والقتل أسهل من الشجار بارتفاع الصوت ..
ضاعت النخوة وصار الرجل يتحرش بامرأة جاره حتى فى وجوده وقد نهره على أحدِ الشواطئِ فقتله ..
رخص العالِم وغلت العوالم فعملت أستاذة جامعية راقصة .. وأُخروات يرقصن بالملاهى والكباريهات ..
صار شغلنا الشاغل راقصة تحجبت أوخلعت … أو جلبابٍ قصيرٍ .. أو رسائل دخول الجنة وتوسعة الرزق بغير ايمان ولا عمل ..
صرنا ندور حول انفسنا ولا نعرف طريقاً للخط المستقيم فاختلطت نقطة الانطلاق بنقطة النهاية وتلاشت المسافات وسبقتنا السلاحف وكنا نموراً واسوداً ..
اصبح التعليم شاغل من لا شغل له فهو ملهاة لإثبات الذات للشباب الذى يعلم يقيناً أنَّه غير مُجْدٍ فصار التنافس للتنافس وليس لتحصيل علم أواجتهاد للتأهيل للعمل .. بل ولم يعد هناك عمل …
فقد القضاء ثقة أكثر الناس بعد أن سمعوا ورأوا كيف يلتحق الشباب بالعمل فيه إمَّا بالمحسوبية والوراثة او غيرها … الخ
فقد أغلبُ الوزراء والمحافظين وكبار المسئولين ثقة الناس فيهم بعد أنْ اساء زملاؤهم اليهم وصاروا خلف القضبان والاسوار…. والتهمتهم الأقاويل بين الشائعة والحقيقة …
ويقر المصريون جميعا من إختلف ومن وافق أنَّ على رأس الدولة مواطن شريف لم تتلوث ذمته بالمال الحرام او الأنانية والمصلحة الشخصية .. وقدره أنْ يواجه هذا الكم من الفساد والإنحطاط وسوء التربية وانعدام الأخلاق قبل أنْ يتحول الى إحباط فتسقط البلاد بلا إرهاب أو حروب وهذا ما يرتب له أعداء الداخل والخارج بأجهزة إستخبارات ومقدرة تقنية علمية بالغة التعقيد والقدرة علي تزكية الفساد ونشره هادفين الى ما أسلفنا وليعلم سيادة الرئيس ، وهذا قدره ، أنَّ انتصاره فى معركة الفساد والقضاء عليه بعد أنْ انتصر فى معركة البقاء ضد الارهاب اللعين ومعاونيه داخليا وخارجيا .. يكفيه … بل ويخلد اسمه فى تاريخ مصر والعالم نجماً بازغاً حتى وإنْ تأخرت معركة البناء .. فلا فائدة من صناعة ثوب بديع من قماش مهترئ … وليعلم الجميع
( أنَّ الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ) .. ولنأخذ من قواتنا المسلحة فى ذكري ٣٠ يونيو الفاصلة بين أمرٍ وأمر … قدوة ومثلا يُحتذى به فى الالتزام والانضباط والعمل .. وتحيا بلادى تحيا مصر ، والله الموفق والمستعان .