موروثات مصرية يكمل مسيرتها الرئيس السيسي
بقلم: عصام العربي
لكل دولة رجالها ومن ليس له ماضي ليس له حاضر.. ولدينا في مصر العديد من الموروثات الدينية والتاريخية والأخلاقية والسياسية.. ليس ذلك قط بل الموروث المصري لا ينتهي..وعلي مر الزمان ومصر تقود المنطقة بالكامل وهذا لا مزايدة فيه..
لقد حكم مصر العديد من القيادات اتفقنا معها او اختلفنا ولكن يجمعنا ان مصر علي مدي الدهر رمز للعطاء.. واستشهد بحقبه واحدة لكي لا اطيل..حين تولي يوسف النبي مقعد عزيز مصر ماذا كانت تقدم مصر.. وقتها مصر اطعمت الجائع.. اذن لدي مصر الماضي الذي بجعل يدها ممدوده الي كل من يلجأ اليها بالعطاء..اي كانت الظروف التي تمر بها..فاليد التي اعتادت علي العطاء ابدا لن تغل..وستظل الأم التي تحنوا علي الجميع.. ومع مرور السنين ظلت مصر وستظل قائد مسيرة عطاء…
وها هو الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يحافظ علي الموروث المصري ويكمل مسيرة عظماء مصر وهو يعطي دروساً عديدة حيث تعلم أن اليد الممدودة بالخير لا تثمر إلا الخير تعلم بأن العطاء والوقوف بجانب الضعيف وإغاثة المحتاج والذي هو جزء من إرثنا الأخلاقي والديني يظهر وقت الشدة والضيق كما يظهر في أوقات الرخاء.
مصر مستمرة في إغاثة أهل غزة ولبنان بكل قوتها وبأقصى سرعة ممكنة هذا امتداد لسياسة مصر الخارجية والأخلاقية التي التي رسمها لنا عظماء مصر القدامي وتواصلها بل وتطورها القيادة السياسية حتى الآن.
مصر بقيادتها مدركة بأن المتضرر من الأحداث الدرامية المتلاحقة في منطقة الشرق الأوسط هم المدنيون والذين لا حول لهم ولا قوة.
لقد شردت الحروب الدائرة الآن في منطقة الشرق الأوسط الملايين الذين باتوا يفترشون الطرقات والذين اضطر بعضهم إلى الهجرة والتي هي اكثر مرارة من البقاء في أوطانهم.
فسلسلة العنف المتزايدة وعدم الاستقرار أجبر الكثيرين على طرق أبواب ليست بأبوابهم وافتراش والملاجئ والطرقات.
خيار الحرب أمر سيئ بلا شك ولكن الأسوأ هو أن يجد هؤلاء المدنيون أنفسهم بلا أدني مقومات الحياة فهم أقرب للموت شأنهم شأن من يقاتل على جبهات القتال. اقتصاد متوقف وبطالة متفشية وبيوت مدمرة ونقص في مقومات الحياة الأساسية من طعام وماء ومأوى كل ذلك يجعل من أي مجتمع على حافة الانهيار.
هذا في الواقع ما يحدث في الدول التي تتعرض لحروب ونزاعات وحالات عنف ولا يخفي علي الجميع اهل غزة وشعب السودان والان شعب لبنان ونفس الوضع في سوريا وعديد من الدول.
هل وسط كل هذه الحروب تقف مصر مكتوفة الأيدي؟؟ لا بل فتحت ابوابها لكل من طرق بابها واسمتهم الأخوة الضيوف.. لا كما يطلق عليهم في بعض الدول كلمة لاجئين..
إن مصر خلال ما يزيد عن عام منذ اندلاع الحرب الدائرة في غزة وفي السودان حذرت وعقدت مؤتمرات مراراً وتكراراً خشية من الانزلاق في هذه الحروب التي سوف تقضي على الأخضر واليابس ولكن الأحداث المتسارعة أدت وبطريقة دراماتيكية إلى التصعيد المستمر الذي أودى بحياة الآلاف من المدنيين وشردت الملايين.
أمام هذه المحنة الإنسانية القاسية لم يكن بوسع مصر إلا التخفيف عن أولئك المتضررين. لقد فعلت ومستمرة في بذل كل ما في وسعها لمساعدة ضحايا الحروب والنزاعات والتخفيف من آثارها على الضحايا.
فقد سيرت جسراً جوياً بالأطنان من المساعدات الي السودان وفتحت معبرها في رفح لدخول المساعدات الإنسانية التي تصل نسبة مصر في تقديمها الي 80 بالمائة إلى غزة وإلى لبنان الذي بات في أمس الحاجة للمساعدة نتيجة الظروف الاقتصادية التي مر بها في الأعوام الأخيرة ويمر بها الآن.
ان مصر وقيادتها وشعبها كيان واحد وقد استقوا قيمهم الأخلاقية من إرث ما تعلموه من اجدادهم لم ينتظروا لحظة بل وقفوا إلى جانب شعب غزة وشعب السودان واخوانهم في لبنان يمدونهم بالغذاء والدواء دون شروط أو قيود.
إن العنف الدائر حالياً سوف يكون له نتائج كارثية على مستقبل تلك البلدان ومستقبل المنطقة العربية ككل. انهيار البنى التحتية في هذه البلدان انتشار البطالة نتيجة توقف الاقتصاد توقف التعليم انهيار الزراعة والسياحة انتشار الأمراض نتيجة انعدام الأمن الصحي والبيئي وغيرها الكثير.
كلها قضايا خطيرة تؤثر على بنية تلك المجتمعات وعلى المنطقة.
إن مصر عندما تمد يدها بالمساعدة لا تهدف فقط إلى رعاية ضحايا الحروب والنزاعات.. بل إلى تجنيب المنطقة بأسرها من الانزلاق نحو مآلات خطيرة. إن وقف تلك النزاعات يحتاج إلى تكاتف الجهود الإقليمية والدولية وبعد نظر ورؤية سليمة وحكيمة للأمور.
وفي هذه الظروف المعقدة التي تمر بها المنطقة العربية نحن في أمس الحاجة إلى تحكيم العقل والمنطق والابتعاد عن السيناريوهات الهوجاء التي كلفت المنطقة العربية الكثير من الجهد وأزهقت أرواح الملايين من البشر الذين ليس لهم ذنب سوى أنهم يعيشون في ظل قيادات فاشلة.