دكتورة سحر زغلول
ماذا تعنى لك الحياة بدون جودتها !!!!!
ان طول الحياة بدون جودتها معنى أجوف. فجودة الحياة هى”إدراك وتصور الأفراد لوضعهم ومواقعهم في الحياة في سياق نظم الثقافة والقيم التي يعيشون فيها، وعلاقة ذلك بأهدافهم وتوقعاتهم ومعاييرهم واعتباراتهم، وهو مفهوم واسع النطاق يتأثر بالصحة الجسمية للشخص وحالته النفسية ومعتقداته الشخصية وعلاقاته الاجتماعية، وعلاقة ذلك بالسمات البارزة لبيئته” وذلك هو تعريف منظمة الصحة العالمية لمفهوم جودة الحياة
فربما يجد شخص ان جودة الحياة تكون في الاستمتاع بجمال منظر غروب الشمس ويجدها آخر عند الجلوس في حديقة مع أفراد عائلته مستمتعاً بالطبيعة… أو غيرها من الأشياء التي تشبع حاجة الإنسان سواء على المستوى النفسي أو الروحي أو العقلي أو الجسدي ومن مختلف النواحي : صحية أو اقتصادية أو اجتماعية، ومن ثَم فإننا نستطيع القول بأنه تعريف نسبى يختلف من شخص لآخر حسب ما يراه من معايير تقيم حياته.
وبذلك يكون معنى جودة الحياة هى أن تجد جودة لحياتك الجسدية والنفسية والاجتماعية والصحية،أى تعيش بطريقة صحية بعيدة عن الاصابة بالأمراض النفسية والصحية وأن تستطيع تذوق المعاني الجميلة في هذه الدنياو تتمتع بالصحة الجيدة والسعادة، و تقدير الذات
ويرى بعض العلماء أن جودة الحياة لا تقتصر على تذليل الصعاب والتصدي للعقبات والأمور السلبية فقط، بل تتعدى ذلك إلى تنمية النواحي الإيجابية.
ولكن للأسف هناك الكثيرون الذين يعيشون ويموتون دون أن يشعروا بمعنى جودة الحياة
فتوجد عوامل كثيرة تتحكم في تحديد مقومات جودة الحياة والتي عليها يحدد كل شخص ما هو الشيء الأهم بالنسبة له والذي يحقق سعادته في الحياة التي يحياها.
و بالرغم من كل ما يبذله العلم من أبحاث و دراسات طبية و سيكولوجية و ما توصل إليه الإنسان من تقدم تكنولوجي خدم الإنسانية والبشرية في شتى ميادين الحياة ، و ما يبذله من وقاية صحية و نفسية ، فإننا نبدو أقل صحة نفسية عما مضى ، وذلك لأننا أقل انسجاماً عما مضى ، فالسياق الجديد و المنافسة جعلتنا نفقد صلتنا بأنفسنا و برغباتنا واحتياجاتنا ، و لأن آلاف الأشخاص يخضعون لهذا الأسلوب المدمر في الحياة فهذا لا يعني أن ذلك هو الصواب .
إلا أنه عندما يتم إصلاح هذا التوازن بالبرامج الإرشادية و عملية الإرشاد النفسي بين القيم الخارجية و الداخلية على أي حال سوف يعود الفرد بالفطرة إلى حالته الصحية الجيدة الأصلية و إلى نظرة جديدة لنوعية جودة الحياة
والسؤال احبائى من المسئول عن الارتقاء بمستوى جودة حياتنا؟
المسئولية تكمن في قدرة المرء على الاستجابة على نحو صحيح لمتحديات الحياة بما يتفق مع طبيعتنا كبشر لأن ذلك ينعكس على حياتنا في هذا العالم:
وتبدأ المسئولية أولا تجاه أنفسنا:
وتبدأ هذه المسئولية من الآن وفيما بعد، وتمتد إلى أي مكان نعيش أو نعمل أو حتى نلعب فيه، هي مسئولية تجاه صحتنا الجسمانية – المادية- الشعورية -العقلية – النفسية، مسئوليتنا تجاه تطوير وتعليم أنفسنا واكتسابنا الخبرات. مسئوليتنا تجاه المستقبل الذي ننتظره وخاصة عند تقدمنا في السن
ثانيا: مسئوليتنا تجاه مع من نتعامل معهم
وذلك بغض النظر عن عمق العلاقات التي تربطنا بهم ، ويحتاج هذا النوع من المسئولية إلى دعم العلاقة وتتمثل فى مدى المشاركة الإيجابية التي تسهم في إنماء هذه العلاقة ، و تقدير الطرف الآخر والاعتراف بمساهماته ،الاحترام المتبادل ، فهم احتياجات كل طرف ، العطاء دون النظر إلى مقابل ، الديمقراطية لابد من التغيير بشرط آلا يكون هذا التغيير مقتصرا على البيئة المحيطة بنا بل يمتد ليشملنا نحن أيضا لاكتشاف ما إذا كنا على الطريق الصحيح أم لا. وعند التعرض إلى الحلول التي تؤثر على جودة حياتنا سنجدها إما حلول شخصية أي تعتمد على ما يبذله الشخص لحماية جودة حياته كما أن هناك حلول عامة تتطلب اتخاذ إجراءات على المستوى العام ومن ثم فان المجهودات المطلوبة ستكون مجهودات جماعية
والحل احبائى
من أجل حياة أفضل أصبح من الضروري تعلم مفاهيم ومفاتيح جودة الحياة والاعتراف بحقيقة أنها ليست في تحقيق الثروة والوضع الوظيفي، بل أيضا في كيفية تحقيق جودة الحياة في مختلف صورها وأشكالها ومجالاتها، من خلال الاهتمام بتحقيق التوازن بين الجوانب الجسمية والعقلية والاجتماعية والعلمية والروحية والترويحية وغيرها، فنعود إلى التوازن والاعتدال بين المادية وإشباعات الروح فينا، ونعود لنملك هويتنا وإرادتنا وجودة الحياة في جوهرنا. والعمل على تنمية قدرات ومهارات ومفاتيح النجاح في الحياة والتغلب على مشكلاتها وشدائدها، وغرس الأفكار والمشاعر الإيجابية، حتى يستطيع الفرد أن يفيد نفسه ومجتمعة فيشعر بأهميته وقيمته ونجاحه في الحياة والمجتمع.
وبذلك نجد أن جودة حياة كل إنسان تقاس بما يتبعه من أساليب في حياته فدعونــــا ننظـر للحياة بجانب ايجــابي و نـتأمل خلق الله و ابداعه السحــري لنستمتع بجودة الحياة ونحقق آمالنا وتصبح أهدافنا التي رسمناها داخل أنفسنا حقيقة لا خيال