البحيرة – محمد فلفل
شهد اللواء/ هشام آمنه – محافظ البحيرة الندوة التي تم تنظيمها اليوم بعنوان “معاً ضد الفساد” بقصر ثقافة دمنهور في إطار الإحتفال باليوم العالمي لمكافحة للفساد بحضور د/ شوقي علام – مفتي الديار المصرية و د/ عبيد صالح – رئيس جامعة دمنهور و اللواء / علاء الصباغ – رئيس فرع هيئة الرقابة الإدارية بالبحيرة
حيث أكد اللواء / المحافظ خلال كلمته علي أن الإحتفال باليوم العالمى لمكافحة الفساد هو اليوم الذى قررته منظمة الأمم المتحدة لتقف فيه كل دولة أمام مرآة حقيقتها وتزن بميزان الشفافية والانصاف معدل احترامها لشعبها ولنفسها و ان الدولة العظيمة بحق المؤمنة بصدق هى التي تجعل من ذاتها رقيبا يوميا وضميرا يقظا لا يغفل ولا ينام .
مشيراً إلى أن المعلم والقائد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي – رئيس الجمهورية خير من يضرب به المثل فى بث قيم الانضباط الإداري والأخلاقي والحرص على مكافحة الفساد بمعناه الأشمل والأوسع فلا ينحصر على شكل دون آخر بل انه لا يسمح أن يدخل الى ميادين العمل الإداري فاسد أو منحرف أو متطرف ولا يهادن او يبقى بين أجنحة الدولة إلا كل ساع لصالح الوطن وطامح لعلياء مصر وتقدمها .
مؤكداً علي ان الدستور المصري نص فى مواده على التزام الدولة المصرية بمكافحة الفساد والتزام الهيئات والاجهزة الرقابية المختصة بالتنسيق فيما بينها فى مكافحة الفساد وتعزيز قيم النزاهة والشفافية ضمانا لحسن اداء الوظيفة العامة .
كما أشاد المحافظ بدور هيئة الرقابة الادارية الوطنية
والتى قامت بإنشاء ( الأكاديمية الوطنيه لمكافحه الفساد ) للمعاونه في تحقيق الأهداف القوميه في هذا المجال ونشر مفاهيم النزاهه والشفافيه وبناء كوادر تؤمن بالضمير والولاء والانتماء الوطنى وترغب في نهضه الوطن وتعمل على ذلك بمواقعها المختلفه.
و أشار اللواء / هشام آمنة انه منذ أن اطلقت مصر استراتيجياتها الوطنيه لمكافحه للإرتقاء بمستوى أداء الجهاز الحكومي وتحسين الخدمات الجماهيريه بالإضافة إلى إرسال مبادئ الشفافيه والنزاهه في كافه عناصر المنظومه الإدارية وسن وتحديث التشريعات الداعمة لمكافحه الفساد وتطوير الإجراءات القضائيه لتحقيق العداله الناجزه بالإضافة إلى دعم الجهات المعنيه بمكافحه الفساد والارتقاء بالمستوى المعيشي للمواطنين وتحقيق العداله الاجتماعية ورفع مستوى الوعي الجماهيري بخطوره الفساد وأهمية مكافحته وبناء ثقه المواطنين في مؤسسات الدوله وكذا تعزيز التعاون المحلي والتعاون الإقليمي والدولي في مجال مكافحه الفساد و مشاركه منظمات المجتمع المدني في مكافحه الفساد.
مؤكدًا علي أن محافظة البحيرة جزء لا يتجزء من منظومة الدولة المصرية بعناصرها المختلفة تشرف بالتعاون مع جميع الهيئات والمؤسسات الرقابيه فمنذ 1/9/2018 وقد احيل الى النيابة العامة 37 موضوعا قيد التحقيق وأُحيل إلى النيابة الإدارية 584 موضوعا
اما عدد المخالفين الذين تم توقيع الجزاء عليهم 6783 مخالفا ، ولن نتوانى عن عقاب كل مخالف وتوقيع الجزاء العادل لكل فاسد لا يتقى الله فى وطنه ودينه والامانة التى بين يديه .
وخلال كلمته اكد فضيلة المفتي إن انتشارَ ظاهرةِ الفساد يعودُ في جانبٍ كبيرٍ منه إلى النفس البشرية ومدى تمسكها أو تخليها عن دينها ومرجعيتها الأخلاقية؛ فكلما ضعُفَ ذلك الارتباطُ زادت فُرص انتشارِ الفساد.
وأضاف أن الفساد يحتاج إلى بيئة غير أخلاقية ينتشرُ فيها الكذب والنفاق والرياء والخيانة، وإلى نفسٍ خاويةٍ من الإيمان، لا تعرِفُ معروفًا ولا تُنكر منكرًا، ولذلك عُني الإسلامُ في المقام الأول باستهداف تلك النفس البشرية، وبتقوية دور الرقابة الذاتية والتعويل عليها قبل الاعتمادِ على أي نوعٍ آخر من أنواع الرقابة.
وأوضح فضيلته أن كلَّ إنسانٍ في الإسلام يجبُ أن يكون رقيبًا على نفسه، وأن يزن أعماله في الدنيا قبل أن تُوزَن عليه يوم القيامة، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك المبدأ عمليًّا لأمته في كثيرٍ من المواقف؛ من بينها ما رُوي عنه صلى الله عليه وسلم عندما كان يتفقد جيشه فوجد جنديًّا خارجًا عن الصف؛ فوكزه صلى الله عليه وسلم ليستقيمَ في الصف؛ فلما رأى صلى الله عليه وسلم تألُّمَ الجنديِّ كشف بطنه الشريفةَ وطلب من الجندي أن يقتصَّ منه.
وأكد فضيلته أن فلسفةَ الإسلامِ في مكافحة ظاهرة الفساد – وأيِّ ظاهرةٍ عمومًا- تعتمدُ على علاج الأسباب المؤدية للظاهرة، لا الانشغالُ بالمظاهر والتداعيات، ولذلك سعت الشريعة بدايةً إلى تعزيز الرقابة الذاتية وتزكية النفس والروح، وتنمية الوازع الديني، ووضع الإنسان أمام مسئوليته الفردية كما قال صلى الله عليه وسلم: «الحلال بيِّن والحرام بيِّن وبينهما مشبَّهاتٌ لا يعلمها كثيرٌ من الناس؛ فمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه وعِرضه، ومن وقع في الشُّبهات كراعٍ يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه؛ ألا وإن لكل مَلِكٍ حِمًى، ألا إن حمى الله في أرضه محارمه؛ ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب».
وأضاف أن الإسلامَ بعد أن يُقيمَ الحجةَ على النفس ويضعها أمام مسئوليتها تتوالى الأوامر الإلهية بالإصلاح ودفع الفساد؛ بل والأخذ على يد المفسد حتى يتوقف عن فساده؛ فيقول تعالى: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}، ويقول أيضًا: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، ويقول عز مِن قائل: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}.
ولفت فضيلة المفتي إلى أن مِن معالجةِ الإسلام لاجتثاثِ أسبابِ ظاهرة الفساد من جذورها أيضًا ترسيخُ العدالةِ الاجتماعية وجعلها مقصدًا أعلى للدين، فهي من مقاصد الدين العليا بحسب فقهاء سبقوا عصورهم؛ وذلك لأنها صمامُ أمانِ المجتمعِ من حيث هي إعطاءُ كلِّ فردٍ ما يستحقه وتوزيعُ المنافع المادية في المجتمع وتوفيرٌ متساوٍ للاحتياجات الأساسية، كما أنها تعني المساواة في الفرص؛ أي أن كلَّ فردٍ لديه الفرصةُ في الصعود الاجتماعي.
وثمَّن مفتي الجمهورية جهودَ الدولة ومؤسساتها الرقابية والتنفيذية التي تسعى بكامل طاقتها إلى تحقيق تلك العدالة الاجتماعية في سبيل مكافحة الفساد، وقد اتخذت العديد من القرارات الجسورة التي من شأنها تحقيق قدرٍ أكبر من التوزيع العادل للمنافع والثروات.
كما أوضح أن الإسلام قد وضع قواعدَ وأسسًا للعدالة الاجتماعية ووسائلَ لتحقيقها ووضع السياسات والتشريعات العادلة التي ينضبط بها أمرُ المال بعيدًا عن تخدير المشاعر أو دعوة الناس إلى التخلي عن حقوقهم.
وأضاف أن الإسلام حارب الفقرَ كونه سببًا أساسيًّا للفساد، وعاملًا مهمًّا من عوامل انتشاره؛ ومن ثَمَّ أولى الإسلامُ قضيةَ القضاء على الفقر من جذوره عنايةً كبيرةً.
كما حث الإسلامُ على العمل وطلب الرزق في محاولةٍ لعلاج مشكلة الفقر بطريقة تنموية، مشيرًا إلى أن الزكاة تأتي كأحد أهم الوسائل الفعالة التي واجه بها الإسلامُ الفقرَ وما يترتب عليه من نشرٍ للفساد
وأشار إلى أن دار الإفتاء المصرية قد حملت لواءَ بناء الوازع الديني ضد الفساد بكافة أشكاله، وذلك بما أصدرته من فتاوى في هذا الأمر؛ وذلك في سياق قيامها برسالتها المتمثلة في بيان الأحكام الشرعية في إطارٍ من الانضباط المؤسسيِّ الواعي بتحقيق مصالح الخلق في ظل مقاصدِ الشريعة، ولم تترك دارُ الإفتاءِ المصريةُ فرصةً لمحاربة الفساد والتنبيه على مظاهره وأخطاره إلا وقامت باستثمارها؛ فأصدرت في هذا السياق فتاوى تبين حرمةَ الاعتداء على المال العام، وحرمة التعدي على الملكية الشائعة واستغلال الطرقات العامة وأراضي الدولة، وأصدرت فتاواها عن حرمة دفع الرشوة، وتحريم الاحتكار، وغير ذلك كثير.
وأوضح فضيلته أن ذلكَ يأتي من منطلقِ الوعي بأن الفسادَ يبقى في النهاية؛ برغم كل تجلياته الاجتماعية؛ ظاهرةً ترتكز في الأساس على الفرد بحسبانه مادةَ الحركة الأولى لهذه الظاهرة… وليس ثمة أقدرُ من الدين على التعامل مع الفرد وتنميته إيمانيًّا وصُنع سياجٍ داخل قلبه يقيه شرَّ الوقوع في هذه الممارسات البغيضة
واكد اللواء علاء الصباغ رئيس فرع هيئة الرقابة الادارية بالبحيرة سبب اختيار ٩ ديسمبر يوم عالمى لمكافحة الفساد حيث وقعت فيه الاتفاقية فى ٢٠٠٣ وانضمت لها ١٩٣ دولة مشيرا الى ان هناك ايضا الاتفاقيه العربية لمكافحة الفساد
واضاف ان هيئة الرقابة الادارية هى الجهة الممثلة امام الأمم المتحدة بالتعاون مع العديد من الجهات والشركاء
وفى مصر اطلق فخامة السيد الرئيس الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد على مرحلتين الأولى منها فى ٩ ديسمبر ٢0١٤ حتى ٢٠١٨ والمرحلة الثانية من الاستراتيجية ٢٠١٩/ ٢٠٢٢
مشيرا ان لكل منا دور فى مواجهة ودحر ومجابهة الفساد
كما استعرض دور هيئة الرقابة الإدارية فى مجال منع ومكافحة الفساد والآثار السلبية للفساد اجتماعيا واقتصادية ونفسيا وقانونيا
مشيرا الى ابرز الممارسات التى حققتها الاستراتيجية ومنها تطوير البنية التشريعة وزيادة الوعى المجتمعى بأهمية الوقاية من الفساد ومكافحته
من خلال التعامل بمنتهى الشفافية والحوكمة وعمل ضوابط وقواعد بيانات تتيح للدولة المتابعة المستمرة اليكترونيا الامر الذى اسهم بشكل كبير فى القضاء على صور الفساد للوصول إلى العديد من المشروعات العملاقة الجارى تنفيذها
كما تم استعراض اهداف الهيئة لمنع الفساد وصوره وإتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة للوقاية منه وكذا مسئولية الهيئة فى مجال منع ومكافحة الفساد وابرز الجرائم الجنائية التى تختص بها الهيئة وجهود الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد
واشار رئيس فرع الرقابة الادارية الى مجالات التعاون الدولى باستضافة مؤامرات ومنتديات لمكافحة الفساد ومنها منتدى شرم الشيخ ٢٠١٩ والذى افتتحه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى بحضور اكثر من ٢٠٠ مسئول افريقى
واكد اللواء / علاء الصباغ ان جميع الشكاوى الواردة يتم التعامل معها بمنتهى الجدية والسرعة
كما تم عرض فيلم تسجيلى عن دور هيئة الرقابة الادارية لمكافحة الفساد وتحقيق غد افضل ونشاتها واهدافها والاتفاقيات التى نفذتها والجهود التى تقوم بها الهيئة ونشر قيم الشفافية والنزاهة فى المجتمع المصرى والجهاز الادارى ومواكبة الاتجاهات الحديثة فى مجال الحوكمة
كما وجه كلمة للشباب الحضور متمنيا ان يكونوا سفراء لنا جميعا ونقل الجهود المبذولة لمكافحة الفساد للمجتمع المحيط بهم .
هذا وقد رحب أ د / عبيد صالح رئيس جامعة دمنهور بالحضور واشاد بالجهود التى تقوم بها الدولة لمكافحة الفساد لتسير بخطى ثابتة للقضاء عليه
مشيرا الى ان ما تحقق خلال الست سنوات الماضية وما شهدته مصر من تحديات لهو خير دليل على اتجاه الدولة للبناء والتنمية ومكافحة الفساد كاحد اهم ركائز البناء
مشيدا الجهود الكبيرة يقوم بها اللواء المحافظ فى مكافحة ومجابهة الفساد بكل قوة على ارض البحيرة والدور الكبير لفرع هيئة الرقابة الإدارية مع الجامعة فى حل اى مشروعات متعثره والاستجابة التامة لحل اى مشكلة
واضاف رئيس الجامعة انه تم تدريب عدد من اعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة بالأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد كما ان هناك مواد تدرس بجميع كليات الجامعة لمكافحة الفساد
حضر الندوة :- م/ حازم الأشموني- السكرتير العام واللواء محمد بدر – السكرتير المساعد القيادات التنفيذية والشعبية والتنفيذية والأمنية وعددا من شباب المحافظة .