* مرآة تعكس وجه الماضي*
الشخصية الثالثة والعشرون
من كتاب شخصيات مؤثرة في معرض الكتاب الدولي القادم باذن الله تعالى ٢٠٢٥
بقلم الكاتب ….محمد ابراهيم الشقيفى
لقد حدث بالفعل ليلة البارحة استوقفتني قطعة علي حامل خشبي مربع ابهرتني لوعة الخيال في لوحة هندسية متقنة الزوايا مكتملة الأركان قبل انطوائي داخل متاهة حالة التأمل والتدبر كنت أعتقد أنني أصطف خلف أناس تقف أمام مجرد مرآة تعكس الأحلام لكنني أدركت أنها تستدعي الماضي
برغبة ملحة من الحاضر.
همسات الروح الدافئة تنطق بأجنحة فراشية تحمل هويتها الساحرة في ملكوت الإبداع لحظات الصداق المتبقية في عالم يملؤه هواجس الكذب أصناف مشتتة تراها العين في لوحة جسدتها تلك الأنامل الذهبية.
أخذتني نفسي أمضي فوق شاطئ الألوان البنفسجية التي رسمت كل أجناس الطيف المختلفة بطريقة مهذبة بها الأيديولوجي الإحترافية استطاعت أن توفر جو مفعما بالورود لكل الشخصيات الحالمة بجو الإثارة والخيال لم يستثني صندوق الدنيا وهو يعرض صور الحياة من ذاكرة الماضي سوى الشخصية النرجسية.
نظرت في المرأة علي غير عادتي أتأمل الشيب المبكر بين خصل شعر غير مستعار علي وجنتي الدنيا أردت أن أعود إلى طفولتي وأنا احضن كل ليلة وسادة الحب الخالية دون أن يعكر مزاجي عابر سبيل يترجل في طرقات الفكر بطريقة غير حضارية.
دائماً يحتكم الإنسان الي عقله عندما يشاهد شىء خارج عن المألوف الحسي لكنني أرفض جزئياً لك الفلسفة النظرية الخالية من واقعية التطبيق خاصة في جو يغلب عليه الطابع الإبداعي فلا شك يحتاج الإنسان إلى بعض لحظات السعادة يشعر بصدى الماضي من غير تفكير نسترجع الحب والحنين نتذكر الوجه البرئ نشتاق الي الشعور بالسعادة والحاجة الملحة التي افتقدناه الإبتسامة اليتيمة فوق الجبين.
نتساءل لماذا ضاع العمر منا ولم ننظر مرة أخرى في المرآة التي تعكس الخيال ونحن ندري أن الواقع الآن مؤلم .
لقد رسمت الفنانة لوحتها بطريق لم يسبق لها مثيل تلك الفتاة التي جعلتنا نشتاق إلى الماضي بعد أن تبدلت الملامح والأيام كانت أقصي أمانينا أن يهدينا أحد المارة باقة من زهور الربيع بعد الانتهاء من سباق الجري في حارتنا البسيطة من غير ضغينة صورت لوحتها سيدة تبلغ من العمر مسافة بعد الأربعين وهي تنظر في المرآة دون كبرياء ظنت أنها ستعكس علي عدسة العين بطريقة مكبرة تلك الملامح التي تخللتها بعض التجاعيد وبجوارها فتاة في مقتبل العمر
نظرت معها الي نفس المرآة وظن كلاهما أن العيون ستشاهد الحقيقة من غير تكليف لكن ما حدث بالفعل أن الوضع المرئي المختلف قد خدع تلك العيون أعاد للفتاة طفولتها وعائلتها المفقودة منذ سنين شاهدت نفسها في فيلم وثائقي قصير وهي ترتدي فستان أبيض وتحمل علي صدرها عروسة بشرتها خمرية تغني كل ليلة فيجي النوم علي عجل .
أعادت اللوحة للمرآة بعض الأشياء البسيطة ضحكتها البريئة رسمت البهجة على وجوهها ظنت أنها مازالت صغيرة علي الحب رغم أن الواقع يوما قد اوجع مشاعرها.
تلك اللوحة رغم بساطة فكرتها هي التي عكست لنا صوراً في مرآة الحياة استرجعت شريط الذكريات وكل شىء جميل مر علينا منذ الصغر .
لقد أبرزت بموهبتها المعمارية ذات الصلة الفنية المهندسة/سارة محمود محمد فؤاد من مواليد مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية عبر الفن التشكيلي فكرتها البسيطة وأظهرت في لوحاتها الإبداعية بصفة عامة الفطرة السليمة لكل شخص عادي قد راودته فكره التمني أن يعود به الزمان برهة قليلة للوراء ليشاهد الحقيقة من غير تغليف سام
وصفت أناملها الحاضر وهو يستدعي الماضي الجميل بعقيدة بريئة غير مزيفة استطاعت التي تبلغ من الرقي ما يميزها عن الآخرين دمجت الخيال بالعلم والمعرفة تمكنت عن طريق خبرتها الهندسية في مجال البناء أن تصنع بحرفية غير تقليدية معجون مصري بنفس مواصفات ومميزات المعجون العالمي المستورد وذلك عن طريق تقنية جديدة استحدثتها عبر سكينة دمج الالوان لتوفر بذلك المؤن غالية الثمن المستخدمة في صناعة لوحات بمواصفات وتقنية عالية خاصة في فن تشكيل الورد بالعجينة الروسية
الفنانة التشكيلية التي في بداية مهد الحياة كانت تعشق الرسم البياني كان هوايتها المفضلة والبناء الهندسي سلعتها الغالية لكن الفن التشكيلي هو عالمها الخاص ودليلها السري للنجاح هو الطموح الذي لم يتبخر في الهواء بل تناثر مثل العطر وفتح جوهره عبق من غير عبث ينتشر في المكان.
من روائع الجمال أن يستخدم الفنان كل أدواته من أجل أن يسعد بها أطراف أخري تاهت بل ضاعت هويتها من غير أن تهدي وردة بيضاء اللون ولو علي سبيل التذكار لمن تحب .
شخصيات الراقية تأثيرها المعنوي اضفي بكيفية معينة لون مختلف علي المشاعر المتأملة شكل الاحساس في صورة ورد غير ذابل ملمسه ناعم صنعت لوحاتها جو ساحر وتألقت في معرض المركبات الملكية بفكرة عبقرية جعلت من ينظر إلى لوحتها أن يتمني أن تتبدل الأيام وملامح السنين ليري في مرآة اللوحة أجمل ما في ذاكرة الماضي.
لقد استطاعت أنامل عاشقة الورد أن تشكل اصنافه بعجينة السيراميك وتصنع ألوانه بدم الغزال الذي يشبه المسك الأحمر
لقد حرفت علي الرخام وصنعت من ورق الشجر بصمات لقد أخبرني الورد بكل ألوانه في مرآة الحياة عن وجهتها الفنية عن قبلتها في محراب الإنسانية وهي تعكس الطفولة في مشيب رأس لوحة بسيطة للغاية لكنها عكست كل المفاهيم التي تدركها كل عين عبر المرآة بطريقة مهذبة بلا صوت مسموع إنه الشعور بالأمان في أبلغ معانيه.