متي يتحقق الانتماء والولاء المؤسسي.
بقلم المهندس أحمد فكرى زلط مدير إدارة الازمات بالشركه المصريه للاتصالات
تُشكل صناعة الانتماء و الولاء المؤسسي أهمية متزايدة في عالم الإدارة وتحديات التنافسية المتسارعة في عالم الأعمال ، وقد زادت أهمية الانتماء و الولاء المؤسسي مع تغير بيئات الأعمال وتسارع تطوراتها ، ويعد كثير من الخبراء الانتماء و الولاء المؤسسي ميزة أساسية لنجاح أي مُنظمة. حيث يمتد تأثيره إلى ما هو أبعد من زيادة أو نقص الإنتاجية العامة للمنظمة، إلى التأثير في انتماء و ولاء العملاء ، وينعكس بصورة كبيرة على رضا العملاء وولائهم للعلامة التجارية، وينتهي بالتأثير في حصة المنظمة في السوق.
ويدرك القادة المتفوقون أهمية الانتماء و الولاء ، باعتباره عنصر فعّال يزيد من القيمة التنافسية للمؤسسة ، ويسهم في تقليل تكلفة التوظيف والتدريب ، حيث أن الموظفين الأقل ولاءً عادة ما يتركون الشركات التي يعملون فيها ، وهذا يكلف هذه الشركات كثيرا من الوقت والجهد والمال من أجل البحث عن بديل.
ولذلك فقد أصبحت صناعة الانتماء و الولاء منهجاً وطريقة حياة بالنسبة للشركات التي تسعى إلى تأسيس قاعدة صلبة وقوية من العملاء ، فيتجه اهتمامها إلى تنمية ولاء العاملين والموظفين بها كخطوة أولى نحو الاحتفاظ بولاء وانتماء العملاء ، فمعدلات الاحتفاظ بالعملاء ليست أرقاما فارغة، بل هي المعيار الذي يكشف مستوى الأداء الحقيقي للشركة.
ويرى المهتمون أن تحديات الانتماء و الولاء المؤسسي لأي شركة تتمثل في تحقيق مجموعة من المتطلبات أهمها الرضا المالي ، ثم التدريب وتوفير بيئة عمل و تعليم جيدة ، ومسار وظيفي واضح مرتبط بالتقييم العادل للأداء ، والتحسين المستمر لظروف العمل ، وتمكين الموظف من استغلال مهاراته بكل حرية ومرونة وفق ضوابط العمل، ويشير “جيمس لوكاس” إلى أن من أهم طرق تنمية الولاء المؤسسي هو الاستحواذ على القلوب حيث تأتي أعلى مستويات الأداء من القلوب المفعمة بالحب والعاطفة فإذا استطاعت المنظمة أو الشركة أن تصل إلى قلوب موظفيها ، تستطيع أن تقدم أرقى مستوى أداء يمكن تحقيقه. ويستدل على ذلك بنظريات متعددة لعلماء النفس الذين يؤكدون بوضوح أن إهمال العاملين وتجاهلهم يعزز لديهم شعوراً سلبياً بالعزلة والاغتراب ويسهم في تحطم المعنويات ، ويؤصل جذور اللامبالاة ، بعكس الاهتمام الجيد بهم الذي يكوِّن شعوراً إيجابياً يُسهم في إنجاز المسؤوليات ويتخطى الخلافات ويعزز الشعور بالتلاحم والانتماء.
وللأسف الشديد من يرى واقع كثير من المؤسسات اليوم يدرك أنها تواجه صعوبات في تعزيز صناعة الانتماء و الولاء المؤسسي وبالتالي تخسر كثيرا من مواردها البشرية وخدماتها ، ولا أعرف كيف تستثمر مؤسسة ملايين الجنيهات في تدريب وتوظيف كوادرها ثم لا يتم الاستفادة بهم بشكل إيجابي. فالولاء والانتماء يتأصلان من خلال ربط الأهداف الشخصية والمهنية للعاملين والموظفين مع أهداف المؤسسة ، وهما يحتاجان إلى بيئة حاضنة ومشجعة لنموهما وانعكاسهما في السلوك العام ، فالعاملون في أي مؤسسة يمتلكون أهدافهم وقيمهم الخاصة بهم ، والتي قد لا تتوافق مع أهداف وقيم المؤسسة ، مما قد يؤدي إلى حدوث تعارض مصالح بين العاملين والمؤسسة.
من هذا المنطلق تأتي أهمية تعزيز الولاء والانتماء في تكوين الأُلفة والتكامل بين الطرفين، فهو اعتقاد راسخ وقبول من جانب العاملين لأهداف المؤسسة، ورغبة واضحة في بذل أكبر جهد ممكن لصالحها مع رغبة قوية من قيادات وادارة المؤسسة في تكوين هذه الأُلفة ، كما أنه يتجلى على شكل شعور يتولد لدى العاملين، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يُفرض عليهم. ويتم ذلك بتطبيق سياسات واضحة وممارسات فعلية على أرض الواقع، تجعل العامل والموظف محباً بشكل لا شعورى لمؤسسته، لينتمي إليها بروحه وعقله قبل جسده. فالموظف يشعر بأنه جزء من المؤسسة التي يعمل فيها عندما يكون مشاركاً في عمليات التخطيط ورسم التوجهات ، ليبدأ بعدها وبحرص المساهمة في عمليات التطوير وتطبيق تلك الخطط والتوجهات ، فتذوب تلك المقاومة للتغيير وتتحول إلى دعم وتفانٍ لإنجاح المشاريع. فالمشاركة لن تتأتى بإبقاء الموظفين المجتهدين خلف الكواليس، بل بالدفع بهم إلى الواجهة، وإطلاق العنان لطموحاتهم لتُحلّق بحُرية وتُعبّر عن ولائها وانتمائها للمؤسسة فتعيش ذلك الولاء وتعايشه، وبهذا تتحول معها الرؤى والاستراتيجيات من مجرد حلم، إلى واقع ملموس.
الانتماء والولاء المؤسسي مش كلام ولا صندوق بكره اجمل إن شاء اللهمتي يتحقق الانتماء والولاء المؤسسي
بقلم المهندس أحمد فكرى زلط مدير إدارة الازمات بالشركه المصريه للاتصالات
تُشكل صناعة الانتماء و الولاء المؤسسي أهمية متزايدة في عالم الإدارة وتحديات التنافسية المتسارعة في عالم الأعمال ، وقد زادت أهمية الانتماء و الولاء المؤسسي مع تغير بيئات الأعمال وتسارع تطوراتها ، ويعد كثير من الخبراء الانتماء و الولاء المؤسسي ميزة أساسية لنجاح أي مُنظمة. حيث يمتد تأثيره إلى ما هو أبعد من زيادة أو نقص الإنتاجية العامة للمنظمة، إلى التأثير في انتماء و ولاء العملاء ، وينعكس بصورة كبيرة على رضا العملاء وولائهم للعلامة التجارية، وينتهي بالتأثير في حصة المنظمة في السوق.
ويدرك القادة المتفوقون أهمية الانتماء و الولاء ، باعتباره عنصر فعّال يزيد من القيمة التنافسية للمؤسسة ، ويسهم في تقليل تكلفة التوظيف والتدريب ، حيث أن الموظفين الأقل ولاءً عادة ما يتركون الشركات التي يعملون فيها ، وهذا يكلف هذه الشركات كثيرا من الوقت والجهد والمال من أجل البحث عن بديل.
ولذلك فقد أصبحت صناعة الانتماء و الولاء منهجاً وطريقة حياة بالنسبة للشركات التي تسعى إلى تأسيس قاعدة صلبة وقوية من العملاء ، فيتجه اهتمامها إلى تنمية ولاء العاملين والموظفين بها كخطوة أولى نحو الاحتفاظ بولاء وانتماء العملاء ، فمعدلات الاحتفاظ بالعملاء ليست أرقاما فارغة، بل هي المعيار الذي يكشف مستوى الأداء الحقيقي للشركة.
ويرى المهتمون أن تحديات الانتماء و الولاء المؤسسي لأي شركة تتمثل في تحقيق مجموعة من المتطلبات أهمها الرضا المالي ، ثم التدريب وتوفير بيئة عمل و تعليم جيدة ، ومسار وظيفي واضح مرتبط بالتقييم العادل للأداء ، والتحسين المستمر لظروف العمل ، وتمكين الموظف من استغلال مهاراته بكل حرية ومرونة وفق ضوابط العمل، ويشير “جيمس لوكاس” إلى أن من أهم طرق تنمية الولاء المؤسسي هو الاستحواذ على القلوب حيث تأتي أعلى مستويات الأداء من القلوب المفعمة بالحب والعاطفة فإذا استطاعت المنظمة أو الشركة أن تصل إلى قلوب موظفيها ، تستطيع أن تقدم أرقى مستوى أداء يمكن تحقيقه. ويستدل على ذلك بنظريات متعددة لعلماء النفس الذين يؤكدون بوضوح أن إهمال العاملين وتجاهلهم يعزز لديهم شعوراً سلبياً بالعزلة والاغتراب ويسهم في تحطم المعنويات ، ويؤصل جذور اللامبالاة ، بعكس الاهتمام الجيد بهم الذي يكوِّن شعوراً إيجابياً يُسهم في إنجاز المسؤوليات ويتخطى الخلافات ويعزز الشعور بالتلاحم والانتماء.
وللأسف الشديد من يرى واقع كثير من المؤسسات اليوم يدرك أنها تواجه صعوبات في تعزيز صناعة الانتماء و الولاء المؤسسي وبالتالي تخسر كثيرا من مواردها البشرية وخدماتها ، ولا أعرف كيف تستثمر مؤسسة ملايين الجنيهات في تدريب وتوظيف كوادرها ثم لا يتم الاستفادة بهم بشكل إيجابي. فالولاء والانتماء يتأصلان من خلال ربط الأهداف الشخصية والمهنية للعاملين والموظفين مع أهداف المؤسسة ، وهما يحتاجان إلى بيئة حاضنة ومشجعة لنموهما وانعكاسهما في السلوك العام ، فالعاملون في أي مؤسسة يمتلكون أهدافهم وقيمهم الخاصة بهم ، والتي قد لا تتوافق مع أهداف وقيم المؤسسة ، مما قد يؤدي إلى حدوث تعارض مصالح بين العاملين والمؤسسة.
من هذا المنطلق تأتي أهمية تعزيز الولاء والانتماء في تكوين الأُلفة والتكامل بين الطرفين، فهو اعتقاد راسخ وقبول من جانب العاملين لأهداف المؤسسة، ورغبة واضحة في بذل أكبر جهد ممكن لصالحها مع رغبة قوية من قيادات وادارة المؤسسة في تكوين هذه الأُلفة ، كما أنه يتجلى على شكل شعور يتولد لدى العاملين، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يُفرض عليهم. ويتم ذلك بتطبيق سياسات واضحة وممارسات فعلية على أرض الواقع، تجعل العامل والموظف محباً بشكل لا شعورى لمؤسسته، لينتمي إليها بروحه وعقله قبل جسده. فالموظف يشعر بأنه جزء من المؤسسة التي يعمل فيها عندما يكون مشاركاً في عمليات التخطيط ورسم التوجهات ، ليبدأ بعدها وبحرص المساهمة في عمليات التطوير وتطبيق تلك الخطط والتوجهات ، فتذوب تلك المقاومة للتغيير وتتحول إلى دعم وتفانٍ لإنجاح المشاريع. فالمشاركة لن تتأتى بإبقاء الموظفين المجتهدين خلف الكواليس، بل بالدفع بهم إلى الواجهة، وإطلاق العنان لطموحاتهم لتُحلّق بحُرية وتُعبّر عن ولائها وانتمائها للمؤسسة فتعيش ذلك الولاء وتعايشه، وبهذا تتحول معها الرؤى والاستراتيجيات من مجرد حلم، إلى واقع ملموس.
الانتماء والولاء المؤسسي مش كلام ولا صندوق بكره اجمل إن شاء الله