ليلة العمر
بقلم/ إيڤيلين موريس
ليلة العمر ليلة لها بريقها الخاص حيث يتشابك فيها طرفان ليس فقط في الأيدي بل في الطموح والأهداف فتكون بداية لعمر يتجسد بتفاصيله بدء من تلك الليلة وإلي نهاية العمر ؛ إلا أنه وللأسف لم تعد ليلة العمر بهذا المعني بل تغير مفهومها لتصبح ليلة متكررة عند الكثير من شباب هذا الجيل الذي لم يعد يكترث كثيراً لقيمة وأهمية الحياة الزوجية، وهو ما أدي إلي عزوف البعض الآخر من الشباب عن الزواج بعدما إنتفت قيمة الشركة وأصبح من السهل فض تلك الشراكة والبحث عن آخر أو أخري ولم يعد هناك قيمة لمفهوم الأسرة.
ولعل كثيرين قد تطرقوا للأسباب إلا أنني أود أن أشارك معكم أسبابا اخري وراء ذلك.
من الملاحظ أنحسار قيمة الزواج ومعناه بين الشباب الآن علي أنه علاقة جسدية في إطار شرعي فـمتي وصلت إلي الإشباع خاصة من قبل الرجل تبدأ حالة من الملل تصيب العلاقة، ويفتر الحب بينهما ويبدأ أحد الطرفين أو كلاهما في البحث عن الحب في مكان آخر مما يؤدي إلي الرغبه في الإنفصال.
التربية أيضا عامل هام من عوامل الإستقرار في الزواج من عدمه فالبيوت المستقرة الدافئه غالبا ما تخرج لنا أبناء يرغبون هم أيضا في الإستقرار كي ينعموا بذات الدفء الذي كانوا يحصلون عليه في بيوت آبائهم واقول غالبا لأن التأثيرات السلبية للمجتمع باتت ذات تأثير قوي علي أفكار الغالبية منه للاسف.
من الملاحظ أيضا في كثير من العلاقات الزوجيه عدم قدرة أحد الطرفين أو كلاهما علي تحمل المسئولية وهذا ناتج عن تربيه أزال فيها الأبوان كل المعوقات أمام أبنائهم من الصغر فباتوا كبارا غير قادرين علي مواجهة الصعاب التي تمر علي حياتهم.
معركة الأنا وحب الذات ألغت معني التضحيه فلم يعد هناك من يقبل أن يضحي من أجل الآخر أو من أجل إستمرار الحياة.
تأجيل الإنجاب لسنوات قد يسهل عملية الإنفصال لعدم وجود ما يربط بينهما.
النظر إلي الزواج علي أنه تجربة تخضع للنجاح أو الفشل يجعل أطراف العلاقه غير آبهين لما سينتج عنه فيما يجب أن ينظروا علي الزواج علي أنه طريقة لإثبات نتيجة قد سبق وضعها ويحتاجون لذلك تحضيرا جيدا لها.
صفحات التواصل الاجتماعي والتي تم استخدامها بطريقة خاطئة أدت إلي الإنفصال الأسري داخل البيت الواحد.
ويبقي غياب الحب الحقيقي والإنقياد بالشهوة أهم عوامل الإنفصال من وجهة نظري.