كلمات علي فراش الموت
محمود سعيد برغش
لقد كان سلفنا الصالح يحاسبون انفسهم حتي عند سكرات الموت.
قيل لعبد الملك بن مروان في مرضه الذي مات فيه.
كيف تجدك ياامير المؤمنين؟
قال أجدني كما قال الله تعالي
“وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ ۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ” (94
ثم مات.
ولماذا حضر معاذا رضي الله عنه الوفاة قال اللهم اني كنت اخافك وانا اليوم أرجوك اللهم انك تعلم اني لم اكن احب الدنيا وطول البقاء.
فيها لجري الانهار ولا لغرس الأشجار ولكن لظمإ الهواجر ومكابده الساعات
ومزاحمه العلماء بالركب عند حلق الذكر.
لما حضر بلال الوفاه قالت له امرأته واحزناه فقال بل واطرباه غدا نلقي الاحبه. محمداً وحزبه.
وحكى هارون الرشيد انتقي اكفانه بيده عند الموت وكان ينظر اليها ويقول
ما أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ۜ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ
هكذا كانوا يرون الحقيقة الكبرى الموت واضحة جلية جلاء الشمس في رابعة النهار.
بل هذا الإمام ابن الجوزية يبكي عند الموت فيقول له تلاميذه يا امام الست قد فعلت كذا وكذا
فقال والله انني أخشى ان اكون فرطت ونافقت فيحق علي قوله تعالي
وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47 وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (4
ثم قال ولقد تاب علي يدي في مجالس الذكر أكثر من مائتي الف وأسلم علي يدي اكثر من مائتي نفس