كتب : عبدالله الغنام
وقعت الإمارات العربية المتحدة والبحرين اتفاقا للتطبيع مع إسرائيل، وذلك في البيت الأبيض برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ووصف ترامب الحدث بأنه “يوم غير عادي للعالم، سيضع التاريخ في مسار جديد”، وأشاد بما سماه “فجر شرق أوسط جديد”.
وأشادت الدول الثلاث – الإمارات والبحرين وإسرائيل – بالاتفاقات ووصفتها بأنها تاريخية.
ويأمل ترامب أن تحذو دول عربية أخرى حذو الدولتين الخليجيتين، لكن الفلسطينيين يحثون الدول العربية على عدم القيام بذلك، طالما بقي صراعهم دون حل.
وعلى مدى عقود، قاطعت معظم الدول العربية إسرائيل، وأصرت على عدم إقامة علاقات معها إلا بعد تسوية النزاع الفلسطيني
وقال ترامب أمام حشد من المئات في البيت الأبيض الثلاثاء: “بعد عقود من الانقسام والصراع، نحتفل ببزوغ فجر شرق أوسط جديد”.
وأضاف أن ما يحدث “يغير مجرى التاريخ”.
ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاتفاقات، وقال: “هذا يوم محوري في التاريخ. إنه يبشر بفجر جديد من السلام”.
إلا أنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال إنّ الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة وحده يمكن أن يحقق السلام في الشرق الأوسط.
وحذر بيان صادر عن الرئاسة الفلسطينية من أنه “لن يتحقق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة حتى ينتهي الاحتلال الإسرائيلي”.
وتوقع نتنياهو أن الزخم الجديد للسلام قد ينهي النزاع العربي الإسرائيلي للأبد.
وشكر وزير خارجية الإمارات، الشيخ عبدالله بن زايد، نتنياهو على تجميد خطته لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
لكن الفلسطينيين أدانوا الاتفاقيات التي اعتبروها “خيانة”، واندلعت احتجاجات في الضفة الغربية وغزة.
واعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني أن التوقيع على الاتفاق “يوم أسود على الأمة العربية”.
لكن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قال إنّ الفلسطينيين سيعودون إلى طاولة المفاوضات قريباً.
لماذا توصف الاتفاقيات بأنها “تاريخية”؟
قبل الإمارات والبحرين، كانت الدول العربية الأخرى التي اعترفت رسميا بإسرائيل هي مصر والأردن فقط، اللتان وقعتا معاهدتي سلام في عام 1978 وعام 1994 على التوالي.
وأقامت موريتانيا علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في عام 1999، لكنها قطعت تلك العلاقات في عام 2010.
ويترقب كثيرون ما إذا كانت دول أخرى ستحذو حذو الإمارات والبحرين.
وحتى الآن، أشار السعوديون إلى أنهم ليسوا مستعدين لذلك. ،ومن المرجح أيضا أن تؤدي الاتفاقيات إلى علاقات أمنية جديدة، في منطقة تتشارك فيها العديد من دول الخليج العربية مع الإسرائيليين في خصومة مع إيران.
لماذا أدان الفلسطينيون الصفقات؟
قال الفلسطينيون إنّ الاتفاقات هذه هي بمثابة خيانات خطيرة.
وهم يعتقدون أنّ دول الخليج تراجعت في خطواتها الأخيرة عن التعهد بعدم إقامة علاقات مع إسرائيل حتى يتم تحقيق الدولة الفلسطينية.
وقالت الإمارات العربية المتحدة إنّ التقدم في إقامة الدولة الفلسطينية أمر محوري، وأن اتفاقهما يتضمن تعهداً من إسرائيل “بتعليق” خطتها المثيرة للجدل لضم أجزاء رئيسية من الضفة الغربية المحتلة.
وأعلن ترامب عن خطة سلام مقترحة في الشرق الأوسط في يناير/كانون الثاني، ولكن الفلسطينيين رفضوا مقترحات ترامب باعتبارها منحازة لإسرائيل وحذروا من أن ضم أجزاء من الضفة سيدمر آمالهم في دولة مستقلة قابلة للحياة في المستقبل وينتهك القانون الدولي – وهو موقف يؤيده الكثير من المجتمع الدولي.
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش لبي بي سي إنه شعر بـ “فرصة” عندما أشار نتنياهو إلى أنه سيمضي قدماً في خطط الضم في وقت سابق من هذا العام.
وأضاف: “كان الجميع قلقاً بشأن ضم الأراضي الفلسطينية، وهو ما كان يمثل تهديداً حقيقياً لحلّ الدولتين”.
وقال: “أعتقد أن هذا النوع قد دفع خططنا إلى الأمام وقدم لنا سبباً، وسبباً واضحاً ومبرراً واضحاً، لماذا يجب اتخاذ القرار الذي كنا سنتخذه في 2021 أو 2022 الآن”.
وأشار قرقاش إلى أنه لا يعتقد أن نتنياهو أو أي زعيم إسرائيلي آخر من المرجح أن يتراجع عن وعده بتعليق خطط الضم.
ودعت الإمارات القيادة الفلسطينية إلى استغلال هذه اللحظة لإعادة تنظيم نهجها والاستعداد لإعادة الانخراط في مناقشات مثمرة مع إسرائيل.
ما خلفية التطورات الأخيرة؟
هناك خلفية للتنافس الإقليمي بين السعودية وإيران في هذه التحركات الدبلوماسية. إذ تتفاقم الخلافات بين الدولتين منذ عقود. ولكن الإمارات والبحرين حليفتان للسعودية.
ستتم مراقبة موقف المملكة العربية السعودية عن كثب. ولا يوجد مؤشر حتى الآن على استعداد السعودية باللحاق بالبحرين والإمارات.
قبل الإعلان عن اتفاق الإمارات في أغسطس/آب، لم يكن لإسرائيل علاقات دبلوماسية مع دول الخليج العربية.
وشهد الشهر الماضي أول رحلة جوية رسمية من إسرائيل إلى الإمارات العربية المتحدة، والتي اعتبرت خطوة كبيرة في تطبيع العلاقات.
ووصف جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب وكبير مستشاريه، الذي كان على متن الطائرة، صفقة الإمارات بأنها “قادرة على تغيير مسار الشرق الأوسط بأكمله”.