بقلم / أسماء عبد الخالق
نعيش في مجتمع غريب لا يدرك البعض فيه كنه العلاقات و التعاملات ولا يفقه أصول الألفة و كيفية الحديث وأساليب الرد.
فمن ناحية، تزداد إصابات فيروس كورونا وتزداد معها نبرة لوم الأطباء والأطقم الطبية، وبالفعل انتشر على مواقع التواصل الإجتماعي فريفين، ما بين هجوم شرس من قبل بعض الأفراد رغم معرفتهم بظروف الأطباء وحالتهم، وضعف الإمكانات التي تعتبر السبب الرئيسي لكل ما يحدث أثناء مجابهة هذا الوباء، بالإضافة إلى منظومة الصحة المهترئة التي تحاول خلال تلك الفترة تحسين ذاتها، ولكن..
وما بين مؤيدٍ لهم على اعتبار إنهم جيش مصر الأبيض الذي يستحق كل الدعم والتقدير، لإنهم جنود لم تتخاذل عن أداء الواجب.
وما بين هذا وذاك، فئة مطحونة لا هي بمؤيد أو بمعارض، فمنهم من تعرض لخذلان على يد طبيب وآثر الصمت، ومنهم من تعافى على يد آخر وآثر أيضا الصمت، و من ثم فإن سقوط الاطقم الطبية خلال الفترة السابقة أثر نفسيا على روح زملائهم وروح الأشخاص المتابعين، وخاصة من إلتزموا الصمت وابتعدوا عن الجدال الزائف.
من ناحية أخرى، سوء معاملة البعض لعمال النظافة والتنمر عليهم وعلى أسلوب معيشتهم، حتى ملابسهم البسيطة وهم على علم أن لا ذنب لهم فيما هم فيه، ورغم ذلك فإن عمال النظافة يدركون تمامًا حجم المسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم يوميًا لجمع المخلفات والتخلص من النفايات والقمامة بشكل آمن، وهم يدركون حجم الخطر الذي يتعرضون له في مل لحظة، حيث يتعاملون مع مصادر العدوى باستمرار، من إبرٍ ملقاه دون غطاء و كمامات وقفازات دون أكياس بلاستيكية، وزجاجات أدوية فارغة أغلبها مكسور، لكنهم لا يتذمرون، يؤدون عملهم على أكمل وجه في سبيل الحصول على لقمة العيش. هم في أمس الحاجة للدعم والمساندة، في أمس الحاجة لتوفير المستلزمات الطبية والمطهرات والقفازات بشكل يومي حتى يتسنى لهم أداء عملهم بأريحية دون خوف أو استياء.
أعجبني
تعليق