عودة عائلة القذافي للحكم.. حوار مع دكتور خالد الحجازي
كتب: خالد البسيوني.
أصبح أسم معمر القذافي يتردد مرة أخرى في الأوساط السياسية الليبية، حيث ظهر صوتًا عاليًا ينادي بحياة سيف الإسلام القذافي نجل العقيد معمر القذافي، وأصبحت الأعين متجهة إليه، حيث يقدم الأن كالحل الأمثل لجمع شتات الليبين، ولكن هل هذا ما يسعى له الشارع الليبي أم هو رأي النخبة؟، وهل أحس الشعب الليبي أنهم قد ظلموا معمر القذافي؟، أم أنهم يضعون العقيد في كفة وسيف الإسلام في كفة؟، وهل سيف الإسلام سيأتي بنفس سياسات والده أم هناك نية للتغيير؟، للإجابة على تلك الأسئلة وغيرها نجري حورًا مع الدكتور خالد الحجازي، وهو المفتش العام السابق لمحفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار، وهو نجل الدكتور محمد حجازي أخر وزيرًا للصحة في عهد الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، كما أنه قد حصل على دكتوراه في العلاقات الدولية والعلوم السياسية من جامعة لنكون بالمملكة المتحده، كما أنه قد شغل منصب مستشار داخل المنظمة العربية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، لذلك فهو أنسب من يجيب على أسئلتنا.
بداية دكتور خالد دعنا نرحب بك، ونبدأ بالسؤال التقليدي المعتاد، لماذا ثار الشعب الليبي على نظام معمر القذافى؟
أرى أنه لم يكن هناك أى دافع أو مبرر قوي وحتمي لقيام ثورة فى ليبيا، فالشعب الليبيى قبل الثورة كان يعيش حياة كريمة وهادئة، مقارنةً بجميع بلدان العالم وبأحوالهم التي لا تخفى على أحد، وخاصة فى محيطنا العربى الإقليمي، لكن أظن في رأيي أنها مؤامرة خارجية حيكت من قبل أطراف كثيرة، واستخدم فيها عملاء ومهيجين للشعب الليبي، خانوا أرض الوطن، وتسببوا فى إهدار أموال الشعب الليبيى، والآن اغلبية الشعب نادم.. لكن كما قال الزعيم الراحل معمر القذافى: “قد تندمون يوم لاينفع الندم”، واليوم هو يوم الندم المتأخر الذي يعيشه الشعب الليبي كله.
ما هي رؤيتك لما يحدث في الشأن الليبي من بعد ٢٠١١؟
ما يحدث هو خلاف وتنازع على السلطة بين أطراف عدة، بتوجيهات ومباركة من الأمم المتحدة، التى تهيمن على قراراتها الدول الكبرى التي لا يخفى على أحد موقفها العدائي من دولنا العربية، والتى لا ترغب فى استقرار ليبيا، هذا لأن ليبيا حالياً هى عبارة عن شريان نفط، يصب فى صالح الغرب، ورغم أن النفط هو المصدر الرئيسى للبلاد، حيث أن الدولة الليبية تُصدر ما يقرب من مليون ونصف برميل نفط يومياً، أصبحنا ولأول مرة نشاهد داخل ليبيا طوابير البنزين، و طوابير للغاز وأصبحت الأزمات في أعلى وجود لها منذ استقلال الجمهورية الليبية.
باعتبارك أحد السياسين والاقتصاديين المخضرمين ما هي رؤيتك للحل فى ليبيا؟
أنا كمواطن ليبيي قبل أي شيء، أرى والرأى السائد هناك الآن بين أغلب الليبيين، أنه من أجل التوصل إلى حل توافقى، يرضى جميع الأطراف، لابد من ترشح الدكتور سيف الإسلام معمر القذافى لرئاسة ليبيا، وأعتبره الحل الوحيد للنجاة، ووصول ليبيا إلى بر الأمان حيث تستحق ونرفض رفضاً قاطعاً تدخل بعض الدول من أجل تفويض وصنع عراقيل لأجل أبعاد الدكتور سيف الإسلام القذافي، حيث أكد رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السائح بأن تصريحات السفير الأمريكي و السفيره البريطانية بأن هناك قوه قاهرة تمنع الانتخابات في ليبيا هي الدكتور سيف الإسلام القذافي، حيث الغرب لا يريد أن يتم إحراجه بأولى سيف الإسلام للحكم لأن ذلك سيثبت بأنهم دعموا التيارات الإسلامية في بلدان ما يسمى الربيع العربي وهذه ادانه ستسجل في حقهم
هل ترى أن هناك أي فرصة لسيف الإسلام بعد كل ما حدث؟
سيف على حد تعبيري “ولى دم”، لأنه قد فقد والده وأشقائه فى تلك المؤامرة التى حيكت على ليبيا من الخارج فى العام 2011 ، واُستخدمت خلالها كافة الوسائل والأساليب، لذلك عندما يأتى الحديث حول مصالحة شاملة تجمع كافة أطياف الشعب الليبيى، يخرج كل من فقد ذويه للمطالبة بحقوق أبنائهم قبل إجراء مصالحة، لذلك فأنا أرى أن الدكتور سيف الإسلام عندما يعفو عن حقه وحق أسرته فهو يقدم بذلك نموذجًا للمواطن الليبي الذي سيعبر بليبيا لبر الأمان، وأنا أتحدث وكلي أمل في أن تلعب مصر متمثلة في قيادتها الرشيدة تحت رئاسة السيد عبد الفتاح السيسي دورًا مهمًا في الضغط على الأمم المتحدة لإزالة اسم الدكتور سيف الإسلام من قوائم المطلوبين و وقف مطالبة محكمة الجنايات الدولية له.
الجميع يتسائل متى سيخرج سيف الإسلام للحديث؟
أنا لست متحدث باسم سيف الإسلام القذافي، أو ممثل عنه فى شئ، والرجل قد يكون له ظروفه الخاصة التي لا أعلمها في حقيقة الأمر، والتى يجب أن نحترمها ونقدرها، وفي اعتقادي أنه لن يُترك الليبين وحدهم يواجهون كل هذا الشتات، وسوف يتحرك من أجل انقاذ الوطن، واعتقد أنه ينتظر أن يفوق الشعب الليبي من الوهم والتبعية، وأن يعرف أن السبيل للخروج من الأزمة هو توحيد الشعب الليبي كما حدث في عهد الزعيم الراحل معمر القذافي، وأظن ذلك قريب.
هل قدمت الحكومات بعد 17 فبراير 2011 شيئًا للشعب الليبي؟
لم تقدم أي شئ جملة وتفصيلًا، بل على العكس هم لم يستطيعوا حتى توفير رغيف الخبز أو البنزين، ارتفعت أسعار السلع الغذائية وتضخم الاقتصاد، وأصبح النساء والرجال يقفون فى طوابير الخبز بالساعات وربما في النهاية لا يجدوا الرغيف، وعلى المصارف من أجل الحصول على رواتبهم، التى لا تكفي، مع الارتفاع والتضخم المتواصل فى أسعار كافة السلع الغذائية، حتى أن زجاجة الزيت التي كان ثمنها يقدر 75 قرش وصلت إلى ١٥ جنيه وفي زيادة مستمرة.
هل الحكومات الموازية هي الحل؟
لا أرى أن حكومة الدكتور الدبيبة أو حكومة باشاغا ليبيا التى تتبع مجلس النواب، يستطيعا فعل شئ، أو تقديم حلول لليبيين فى ظل وجود مليشيات مسلحة ومرتزقة أجانب تسيطر على الأرض، ووجهة نظرى وفقا للعدالة، أن مَن أَجرم فى حق الشعب، لابد أن يُعاقب، ومكانه الطبيعي هو السجن، وليس العمل في الجيش والشرطة، أو أي مؤسسة أخرى، كما يجب بناء مؤسسات الدولة والجيش والشرطة والقضاء، والكل يعمل من أجل الوطن والشعب، ومن أخطأ يحاسب ويفتح باب الترشح للجميع والشعب الليبي يعرف من سيختار.
أضاف دكتور خالد الحجازي أن ما يحدث الأن من صراع مسلح داخل ليبيا هو صراع يحدث على السلطة، سواء من قبل خليفة حفتر أو البرلمان أو مجلس الدولة أو حكومات الشرق والغرب أو من قبل الجماعات الإسلامية، وليس هناك من يسعى من أجل مصالح الشعب الليبي، الجميع يسعى لمصلحته الشخصية، وعلى الشعب الليبي أن يتوحد ويسعى هو الأخر لمصلحته.
شدد “د خالد الحجازي” في نهاية حديثه على أهمية أن يعرف الليبين من هو العدو الحقيقي، ومن الذي أهدر أمواله، ومن الذي جعلهم مهجريين ونازحين، وصنع الحروب بين أبناء الوطن الواحد والجميع ينظر إليهم على أنهم إرهابيين اليوم، أو أن وجودهم أصبح يسبب عبء على الجميع، يحاولون التخلص منهم بزجهم في معارك ليست تصب لأبناء الوطن الواحد، و في النهاية اتمنى من الله عز و جل أن يحفظ الوطن و يحفظ الشعب الليبي من الفتن و يوحد الصفوف.