كتب / مصطفي أحمد
أعلنت الحكومة المصرية عن السماح بإعادة فتح الفنادق أمام السياحة الداخلية بشكل جزئي ولكن البعض يخشى من تبعات القرار في حين يعلق آخرون عليه الآمال وسط ضغوط مالية متزايدة على جميع المعنيين فهل ينجح التوجه الجديد؟
* أزمة جديدة قديمة!
وما أن تُذكر كلمة ”السياحة في مصر“، ربما تظهر في مخيلتك صورة سائح أجنبي أثناء زيارته لأهرامات الجيزة أو تجوله بين أعمدة معبد الملكة حتشبسوت بمدينة الأقصر أو استمتاعه بأحد شواطئ المدن المطلة على البحر الأحمر.
ولكن فيروس كورونا المستجد ضرب كافة مظاهر الحياة في العالم كله، متسبباً في خسائر تُقدر بمليار دولار شهرياً في قطاع السياحة المصري، وفقا لوكالة رويترز. كما صرح رئيس غرفة شركات السياحة بالاتحاد المصري للصناعات، حسام الشاعر، بأن انخفاض حجم الحجوزات السياحية في مصر يصل إلى حوالي 80 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي ”بسبب فيروس كورونا” .
وهذه ليست المرة الأولى التي يشهد فيها قطاع السياحة ضربة موجعة، فقيام ثورة يناير عام 2011 وما تلاها من أحداث تسبب في معاناة طويلة للقطاع، الذي يساهم بما يتراوح ما بين 12 و15 بالمئة من الناتج المحلي للبلاد.
إلا أن ما تسعي الحكومة المصرية اليوم لتحقيقه هو جذب السائح المحلي، وليس الأجنبي كما هو معتاد من قبل .
وفيما يبدو كمحاولة لإيجاد مخرج من الأزمة الحالية، أعلنت الحكومة المصرية بداية الأسبوع الماضي عن السماح بإعادة فتح الفنادق أمام السياحة الداخلية، بشرط إشغال ما لا يزيد عن 25 % من الطاقة الاستيعابية للفندق، على أن يرتفع المعدل إلى 50 % اعتبارا من شهر يونيو القادم .
* سياحة بشروط!
من المفترض أن تعيد الفنادق في مصر فتح أبوابها، أمام السياحة الداخلية، بشرط تطبيق عدد من الإجراءات الوقائية للحصول على ”شهادة صلاحية صحية“، بالتنسيق مع وزارتي الصحة والإسكان .
ووفقا لبيان صادر عن مجلس الوزراء المصري، على الفنادق الالتزام بتوفير عيادة وطبيب مقيم ومواد للتعقيم وإخضاع العاملين لفحوص، فضلا عن توفير طابق في الفندق أو مبنى صغير كمنطقة حجر عند الاشتباه أو اكتشاف حالة مصابة بالفيروس .
* هل يُقبل المصريون على السياحة المحلية؟
تفاعل البعض مع أنباء عودة السياحة الداخلية وفتح الفنادق بنوع من القلق، مع وصول حجم الإصابات بفيروس كورونا في مصر والذي تخطي الف وخمسمائة حالة يومياً، وفقا للحساب الرسمي للمتحدث باسم وزارة الصحة والإسكان المصرية على موقع فيسبوك .
ولكن بعيدا عن الخوف من كورونا، هناك مسألة أخرى ربما لا تخطر على بال البعض متعلقة بهدف السائح المصري من السفر وهي كيف يستمتع السائح المصري بوقته في ظل تقييد مواعيد قفل المقاهي والمطاعم وقواعد تجنب الاختلاط ومنع النزول إلى حمامات السباحة وعدم إقامة حفلات، خاصة وأن السياحة في نهاية الأمر تعتبر رفاهية وبدون قيود .
حفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه وسوء