بقلم عبير مدين
أصبح شريك أساسي للوالدين في تربية النشء . فحينما أتلفت حولي أجد الهاتف المحمول في متناول كل يد هذا الجهاز الذي ينذر بكارثة لا تعلم ما يدور بينه و بين حامله . وفي الغالب شريحة كبيرة من حامليه في سن المراهقة و الشباب . فئة يسيطر عليها الحماس و التمرد و السخط على أوضاع كثيرة في المجتمع بسبب البطالة أو بسبب عدم توفر فرص عمل مناسبة للمؤهل أو ربما يرجع السبب لضعف العائد المادي لما يقوم به من عمل. وهي مشكلة يترتب عليها عديد من المشاكل منها العنوسة و التحرش و العنف و التنمر والعديد من المشاكل الأخرى
هذه الشريحة أصبحت عرضة للاستقطاب من أي فصيل يكن عداء للبلد عرضة للسرقة ونحن نظن أننا نحاوطهم بالرعاية
هل فكرت يوما كيف نشأ داعش ؟ هل فكرت كيف زاد عدد الملحدين ؟! هل فكرت كيف تم طمس هويتنا العربية باستخدام الفرانكو آراب . الإجابة ببساطة تكمن في هذا الجهاز الذي لا رقيب عليه ألاف الجرائم شارك فيها ليس هجوما عليه فهو له ما له و عليه ما عليه فقد تركنا معظم الشباب تأكلهم نيران المشاكل فلم يبق منهم إلا هياكل تمشي . عقدنا مؤتمرات و القينا خطب و كتبنا مقالات دون تفعيل حقيقي دون ان نساعدهم على الوقوف على ارض صلبة إننا نتحمل المسؤولية كآباء و مسئولين أغلقنا أبواب الوظيفة الحكومية ومعنا حق فقد تكدس الجهاز الإداري بالعديد من الموظفين و ساهمت الميكنة الحديثة في هذا الإغلاق تركنا القطاع الخاص يسرق أحلامهم وضعنا عشرات العراقيل أمام من أراد الحصول على قروض المشروعات . ساعدنا البحر في ابتلاعهم . تركناهم فريسة للجماعات الإرهابية تسرق إرادتهم بحفنة من الدولارات ثم تسرق هذه الحفنة هي الأخرى تتركهم بعد أن تحقنهم بكراهية الوطن الذي وقف متفرجا و لائما دون أن يحول دون حدوث ذلك
رغم المزايا التي يبدو ظاهرا انه يتمتع بها و بعيدا عن الشعارات البراقة المسؤولية مشتركة فعليهم السعي وعدم الاستسلام لليأس و انتظار وظيفة الأحلام و علينا المساندة علينا تأمين عملهم في القطاع الخاص . علينا دعم مشروعاتهم الصغيرة و المتناهية الصغر بصورة اكبر علينا احتواء ذوي الاحتياجات الخاصة منهم.
علينا أن نعلمهم الوطنية باحتواء عثراتهم و مساندتهم في تحقيق طموحهم عندها لن يستطيع مخلوق أن يسرقهم منا. فمفتاح السر لهذه الأزمة هو توفير فرص العمل بحلول غير تقليدية. علينا أن نتعلم من الطيور كيف تعلم صغارها الطيران
عندها سوف يتقدم الوطن بدلا عن العودة إلى اللا معلوم