بقلم /نجاح حجازي
يشهد العالم اليوم ٢٢ أكتوبر من كل عام الظاهرة الفلكية النادرة والفريدة من نوعها، والتي يبلغ عمرها 33 قرناً.
حيث تتعامد أشعة الشمس داخل قدس الأقداس في معبد الملك رمسيس الثاني “المعبد الكبير” ب أبوسمبل بأسوان ،
وتتركز على وجه الملك رمسيس الثاني كاملا وذلك في حوالي الساعة السادسة ولمدة ما يقرب من 20 دقيقة فترسم إطارا مستطيلا عليه وأيضاً تمثال المعبود ” آمون رع ” ثم تتحرك ناحية اليمين تجاه الكتف الأيمن لتمثال الإله “رع حور آختي” حتى تختفي على هيئة خط رفيع مواز للساق اليمنى له
وبعد ذلك تنسحب أشعة الشمس إلى الصالة الثانية للمعبد ثم الأولى وتختفي بعد ذلك من داخل المعبد كله.
ويعتقد أن الغرض من هذا الحدث الفريد هو تقوية مكانة الملك بين المعبودات باعتبار أشعة الشمس رمزاً للمعبود رع.
تم اكتشاف هذة الظاهرة فى عام 1874، عندما رصدتها المستكشفة “إميليا إدوارذ” والفريق المرافق لها، وسجلتها فى كتابها المنشور عام 1899 بعنوان “ألف ميل فوق النيل”.
وتعود أهمية معبد أبو سمبل الكبير إلى ارتباطه بتلك الظاهرة حيث تتعامد الشمس على وجه تمثال الفرعون رمسيس الثاني في قدس أقداس مرتين سنوياً، وتوافق الأولى ذكرى ميلاده في 22 أكتوبر والثانية ذكرى تتويجه في 22 فبراير.
وشُيد المعبد حوالي عام 1264 قبل الميلاد، واستغرق بنائه 20 عاماً، وفقاً لموقع وزارة السياحة والآثار المصرية.
وذكر موقع وزارة السياحة والآثار المصرية أن المعبد حصل علي اسمه
“أبو سمبل”، من الرحالة السويسري يوهان لودفيج بوركهارت، المعروف باسم إبراهيم بوركهارت، الذي اكتشف الموقع عام 1813، حين اصطحبه إليه صبي يدعى “أبو سمبل”، بحسب موقع وزارة السياحة والآثار المصرية.
وخصص المعبد الرئيسي لعبادة كل من المعبودات “آمون رع” و”رع حور آختي” و”بتاح” و”رمسيس الثاني” باعتباره معبوداً. أما المعبد الأصغر الواقع إلى الشمال فقد كان مكرساً لكل من المعبودة “حتحور” والملكة “نفرتاري”.
ويتصدر مدخل المعبد أربعة تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني، وهي من أشهر تماثيل الملك، ويلي المدخل الصالة الرئيسية المؤدية إلى قدس الأقداس، ويصطف على جانبيها تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني على شكل المعبود أوزير.
وتعتبر ظاهرة تعامد الشمس علي وجه الملك رمسيس الثاني
واحدة ضمن 4500 ظاهرة فلكية عرفتها مصر القديمة عبر عصورها المختلفة.. انها براعة القدماء المصريين.