على أنغام موسيقى الهارمونيكا.
بقلم: الروائي اللبناني نور غنطوس
متابعة د.عبدالله مباشر رومانيا
إن كنتِ هنا في ليلتي هذه، وإن كان أمري يهمّك بعض الشيء، أرجو وضع سمّاعات الأذن للوصول إلى شعور محبط كنت أحمله قبل الكتابة…
لقد حلّ الصباح أخيرًا، لم تكن ليلة هادئة كما تمنيّتِها لي قبل عام، لم أقم أيضًا على جمل اطمئنان منك، ولا حتى كلمة، أنتِ التي كنت تسألين عن اللّيل والبعد والشقاء..
الهواجس لا تنتهي، فالحب هاجس، واللّيل هاجس، والشتاء هاجس، وشخصيَ المفضل البعيد حد البعد، هاجس لا يزال يرافقني…
إنّ كلّ ما يحدث لنا جميعًا هو معاناة وسطى من فقد قديم يخدش في الذاكرة كلما لُمح طيفه، والأمر الأعظم إن أردنا، هو الوصول إلى الكمال… فنحن نكتمل عندما نجد الحبّ، ونتلاشى كالنّثَر عندما نفقده…
لم أكن أريد الكتابة اليوم، ولكنّ المساء لم يرحم، وقفت على رصيف مبلول دون أن أشعر بمائه، دون أن أكترث لقطرات مطر خالية منك ومن يديك… حتى الموسيقى بدت مزعجة لمسمعي، كلّ الأشياء في غيابك مربكة، محطّمة، كلّ الكلمات والأيّام واللّيالي بعيدة إلى أبعد حدود نتصوّرها…
كلّ الطرقات المليئة بالعابرين تبدو فارغة، أتعلمين ما معنى أن نمشي في زحام اليوم دون أن نرى! أيّ تصوير دقيق يكتب لهذا الوصف المؤلم لكِ ولعودتك، ولشتائنا المرهق، ولكلماتي التي لم تنفذ بعد…