كتب : فهيم سيداروس
عقلك هو سيد أفعالك تعلم كيف تتجاهل ولا تنتظر أحداً.. يخطىء القلب مره، فيعاقبه العقل سنين، فلا تكن ذلك الشخص الذي نسي قلبه وعاش بعقله، فأصبح قاسٍ على الناس، و بلا مشاعر، ولا تكن ذلك الشخص الذي نسي عقله وعاش بقلبه، فعاش حياته بين الناس مجروحاً، وليكن دوماً قلبك صديق عقلك ، حتى ينبض قلبك بما في عقلك، فتجمع بين الحكمة والقوة، وبين الرقة والطيبة.
لاتضع أولوياتك في شخص ، ولاتعلق قلبك بما يؤلمك، ولا تترك نفسك للأشياء العابرة، عود نفسك على أن تكون قوياً ومرناً ، لا تترك نفسك للعقل فقط، ولا للقلب فقط، بل أسع لأن تكون متوازناً في مشاعرك.
تعلم كيف تتجاهل ولا تنتظر أحداً، ولا تسمح لأحد أن يضعك على الهامش، بل أحرص أن تكون في المقدمة .
إياك والخضوع لضعف عواطفك، كن قاسياً وصلبا لا تفرِط في المشاعر كثيراً.. اتزن بين عقلك وقلبك ، وحافظ على كرامة قلبك من التهميش ، وعلى عقلك من الإستخفاف به ، وعود ذاتّك على الوحدة والصدمات، حتى لا تشعر بإنكسار مرة أخرى، فلا شيء يستحِق تحطمك، ولا أحد يستحق كل هذا الإندفاع.
ستدرك أيضاً أن بعض النهايات كفيلة بإعطائك بداية لم تكن تحلم حتى بإستحضارها في ذهنك، وأن كل خطوه للوراء تدفعك لرؤية مسيرتك بطريقة أوضح، رغم الوقت الذي تخطفه مقابل ذلك ستدرِك أن كل الذي يعتصر قلبك سيمضي بعد أن يزيد ما في عقلك من جمال لا يشترى أو يطلب.
عندما تتخذ القرار الصحيح لا تبال لقلبك ؛ تألم يوم، شهر، بقرار عقلي صحيح.. أفضل من أن تتألم طيلة حياتك ، بقرار خاطئ من قلبك ، عقلك هو سيد أفعالك وقلبك مجرد مستشار، فلا تجعل الأدوار معكوسة.
أرجو أن تعيش حياتك بتوازن ولا تجعل عاطفتك تتحكم فيك ولا تجعل طيبة قلبك نقطة ضعفك بل عود نفسك على توقع كل شيء وتقبل أي وضع حتى لا تشعر بالإنكسار فليس هناك شيء يستحق ان يكسر قلبك ، فستائر النسيان تسدل على عقلك ، بينما قلبك ، يظل يسترق النّظر.
كيف تصالحتِ مع الحياة ؟
بمجرد معرفتي أنها لن تدوم، وأن التفاصيل التي تضرني لا تهمني، وأن أعيشها بشكل بسيط، دون التكلف بفهم معانيها الصعبة ، ويكفيني ألا أضع أحدًا في غير مكانه، أو حتى منح الفرص لاستغلال أحدهم لوقتي الثمين الذي لا يستحقه.
هنا الوسطية بين العقل والقلب لا عاطفة مفطرة تنذر بخذلان، ولا جفاء مفرط ينذر بقطيعه، ثم أختر لقلبك من يشبهه، من يليق به، فالطيور على أشكالها تقع ، ” قد علم كل أناس مشربهم ” .