(عظماء من زمن فات) مالا تعرفه عن شقراء السينما المصرية “نادية لطفي“
صفاء مصطفى ….
(عظماء من زمن فات) سلسلة أسبوعية نتناول فيها شخصية فنيه من كنوز الزمن الجميل وشخصيتنا هذا الأسبوع من مواليد 3 يناير 1937 في حي عابدين بمحافظة القاهرة، وحمل وجهها ملمح أوروبي ما دفع البعض للاعتقاد بأنها من أصول غير مصرية، وعن هذا قالت: أنا مصرية مائة بالمائة هى الفنانة (بولا محمد مصطفى شفيق) صاحبه المواقف الوطنية والإنسانية الشهيرة ب(نادية لطفي)
فى إحدى اللقاءات التلفزيونية ذكرت الفنانه ناديه لطفي أن الأهم من الشكل والمظهر هو أن تكون مصرية بأحاسسها، والعائلة فيها الكثير من الذين هم من أصل تركي، أما هى بالذات فإنها مصرية الأصل والنسب والإحساس
مرت الفنانة المصرية نادية لطفي بعدد من الظروف التي غيرت مجرى حياتها منذ الصغر، فمن حبها للرسم وممارسة الرياضة، ومشاركتها في الغناء داخل المدرسة، لم تتصور أن يكون التمثيل هو مستقبلها، خاصةً وأنها اكتفت بحب نجوم هذه الفترة.وفي العاشرة من عمرها واجه الجمهور لأول مرة، وحصلت على دبلوم المدرسة الألمانية بمصر عام 1955، ومارست العديد من الهوايات كان أولها الرسم، ثم انتقلت منه إلى التصوير
سبب تسميتها بنادية لطفى
اكتشفها المخرج رمسيس نجيب وهو من قدمها للسينما وهو من اختار لها الاسم الفني (نادية لطفي) اقتباس من شخصية فاتن حمامة (نادية) في فيلم لا انام للكاتب
احسان عبد القدوس
قبل نهاية الخمسينيات من القرن الماضي كانت السينما المصرية على موعد مع استقبال نجمة جديدة ووجه ملائكي يظهر للمرة الأولى أمام جمهور وعشاق الفن، الذين استقبلوها باتصفيق وإعجاب شديد لجمالها الآخاذ الذي خطف الأنظار خلال عرض فيلم سلطان، ليحتل اسم نادية لطفي بعدها أفيشات تترات الأفلام أمام الكبار
نادية لطفي قبل فيلم سلطان لم تكن تتخيل يومًا أن تعمل في مجال التمثيل، ولكنها كانت تمارس أمومتها تجاه ابنها الوحيد، لزواجها في سن صغيرة من أحد الضباط كعادة كثير من العائلات في هذه الفترة الزمنية
وبعد أن اشتهرت باسمها الجديد، تألقت على امتداد السنوات، وقدمت العديد من الشخصيات الفنية المتنوعة في أعمال عدة، ومن أبرز أفلامها “للرجال فقط، والسبع بنات ولا تطفئ الشمس”، وقدمت عملا دراميا واحدا يحمل اسم “ناس ولاد ناس”، وقدمت عملا مسرحيا واحدا هو “بمبة كشر”.
زواجها
تزوجت نادية لطفي ثلاث مرات، كانت الأولى من ابن الجيران وهو ضابط بحري أنجبت منه ابنها الوحيد أحمد، والثانية مطلع السبعينيات من المهندس إبراهيم صادق شفيق، وكانت هذه الزيجة هي الأطول في عمرها، وآخر زيجاتها كانت من محمد صبري.
الجانب الإنساني
الفنانه نادية لطفي كان لها أثرو طابع انسان كبير فى داخل الوسط الفنى
وفى خارجة، وقفت أثناء الحرب عام 1967 مع أسر الشهداء وقامت بزيارتهم ودعمهم معنويا وماديا، وعندما اقتربت حرب أكتوبر عام 1973 كانت على الجبهة مع الجنود في الخنادق.
نادية لطفي لها بصمات و اياد بيضاء كثيرة وكانت تساعد الكثير من الفنانين البائسين في الخفاء، وخصصت صندوق للفنانين غير القادرين لدعمهم من خلاله ماديا، كما عملت ضمن فريق المتطوعات في أعمال التمريض بمستشفى المعادي العسكري بعد حرب أكتوبر، إذ أقامت في قصر العيني وأسعفت الجرحى
وقبل رحيلها وبرغم المرض كانت تسأل علي كل زملائها من الفنانين وأي فنان يتعرض لأزمة صحية أو انتكاسة مادية كانت تسعفه وتدعمه وتطالب الدولة بتكفل رعايته، فكم كانت تلك الفنانة تتمتع بالإنسانية وحب الخير .
وكثيراً ما أكدت الفنانة الراحلة أن الفنان يجب أن يكون له دور وطني ودور في خدمة المجتمع خصوصاً في المواقف الصعبة والمحن.
أوضحت المسيرة الفنية للفنانه ناديه لطفي حيث امتدت لأكثر من 35 عاماً، لم تنفصل الفنانة المصرية الكبيرة عن هموم وطنها، وظهر انتماؤها العربي واضحاً في عدد من المواقف خلال حياتها حتى أن البعض شبهها بدور الفارسة الذي لعبته في فيلم الناصر صلاح الدين للمخرج العالمي يوسف شاهين، والذي يعد واحداً من أبرز أدوارها وكانت تلقب فيه بـ (لويزا الفارسة النبيلة الطيبة).
ولعل أبرز تلك المواقف، إبان العدوان الثلاثي عام 1956، حينما تطوعت في التمريض، ونقلت مقر إقامتها إلى مستشفى قصر العيني في أثناء حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 لتكون بين الجرحى لرعايتهم، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية.
وفي عام 1982 قررت اختراق الحصار الإسرائيلي لمدينة بيروت، ولقوات المقاومة الفلسطينية والرئيس الراحل ياسر عرفات، الذي كرمها أهداها لاحقاً شاله الشهير. وصورت بكاميراتها ما حدث في الحصار ونقلته عنها القنوات العالمية، وقالت حينها: مستعدة أدخل في حيطان ونار مش بس حصار
مرضها
اثناء تواجدها في شقتها بجاردن سيتي وأمام ثلاجتها، سقطت الفنانة نادية لطفي فجأة من شدة الألم، لم تكن تعرف بماذا تمر غابت نادية لطفي عن الوعي، واستدعى ابنها الأطباء يقرروا جميعًا سفرها إلى سويسرا بعد اتصالات تليفونية مع الجراح العالمي يزاجيل فى ذلك الوقت فأمر باعطائها البنج ونقلوها على متن نقالة إلى الطائرة، وخلفها الدعوات و التمنيات تحوطها، ومن مطار زيورخ حملوها إلى مستشفى كانتون
وفى الغرفة رقم 29 بمستشفى كانتون الواقعة بمدينة زيورخ في سويسرا، كانت شاهدة على إجراء الجراحة للفنانة إذ شخص حالتها بـ تمدد في الشريان الأوسط من شرايين المخ ونزيف، ما تسبب لها في حالة من الصداع القاتل، بحسب حديثها:
كانت دماغي عبارة عن ورشة اعصابي أسلاك رفيعة من الزجاج، تقسيمة قابلة للاشتعال كعود الكبريت، عشت كل هذه الآلام، ولو تأخر سفري الذي لم أكن أعلم عنه شيئًا لازداد النزيف وأصبت بالشلل .
وفاتها
توفيت الفنانه ناديه لطفي عن عمر يناهز 83 عاماً عصر يوم 4 فبراير 2020، إثر تدهور حالتها الصحية، إثر إصابتها بنزلة شعبية حادة أدت إلى فقدان وعيها ودخولها العناية المركزة بإحدى المستشفيات المصرية
رحم الله الفنانة واسكنها فسيح جناته