(عظماء من زمن فات)
كبير الرحيمية اشهر صعيدى فى السينما المصرية !
صفاء مصطفى….
(عظماء من زمن فات) سلسلة أسبوعية نتناول فيها شخصية فنية من كنوز الزمن الجميل وشخصيتنا هذا الأسبوع
عرفه أجيال كثيرة ،هو الذى انتزع البسمات والضحكات ليرسمها على الشفايف لأكثر من نصف قرن ورغم أنه من نجوم الأبيض وأسود ما تزال جملة “تتصرف كيف يا عبدالرحيم – عبدالرحيم بيه كبير الرحمية قبلي”، تستخدم في المواقف الكوميدية سواء بشكل مباشر أو على السوشيال ميديا.
صاحب هذه الجملة هو واحد من أشهر الفنانين الذين لعبوا دور الصعيدي على شاشة السينما المصرية وعندما نشاهده نضحك على حركاته وتعبيراته ولا نعرف سوى ان اسمه كبير الرحيمية قبلي خاصة في فترة الأبيض وأسود، هو الفنان( محمد احمد شرابه التابعى)
الشهير ب محمد التابعي والذي رفضت أسرته في البداية عمله الفني، فقد كان والده حريصًا على حفظه للقرآن منذ صغره.
الفنان محمد أحمد شرابه التابعي، من مواليد محافظة بورسعيد عام 1907، كان والده من أحد أكبر تجار الجلود في المحافظة، وكان يتمنى أن يكمل نجله عمله، لكن النجل كان متمردًا ورفض ذلك، وكان التابعي له يهوى الفن منذ صغره.
استقرت عائلة التابعي في القاهرة وتركت بورسعيد، وبدأ محمد التابعي يبحث عن ضالته مترددًا على مسارح ببا عز الدين وبديعة مصابني في شارع عماد الدين، وحينما علم والده بذلك كان يعاقبه بوده تحت الماء البارد في الشتاء، وكان يغلق باب المنزل ليلًا حتى يمنعه من الخروج، ورغم ذلك لم يتوقف محمد التابعي عن محاولاته وبالفعل استطاع أن يشق طريقه في الفن مع فرقة فوزي منيب ثم فرقة ببا عز الدين ومنها إلى فرقة بديعة مصابني، وكانت هذه البداية ليشق طريقه في السينما من خلال المخرج عباس كامل الذي شاهده في اسكتش الباش تمرجي في فرقة شكوكو فأعجب بأدائه الصعيدي وأسند اليه الشخصية التي ابتكرها على الورق وهي كبير الرحيمية قبلي رغم ان التابعي لم يكن قد زار أيًا من محافظات الصعيد قط.
فقد كان المخرج عباس كامل يبحث عن شخص لدور كبير الرحيمية، وحينما رأى التابعي، عرض عليه الدور، وأعجب به عقب قرأة السيناريو واختار الملابس والأكسسوار وكذلك الشنب، ونجح فيلم لسانك حصانك انتاج عام 1953، نجاح كبير من خلال دوره، رغم بطولة شادية وكارم محمود للفيلم
وأصبحت شخصية عبدالرحيم بيك كبير الرحمية واحدة من أشهر شخصيات السينما في تلك الفترة، بل ووصل الأمر أن واحدة من أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم “نحبها من روحنا ونفتديها بالكبير الأرحمي” كان كبير الرحيمية جزء من تلك الأغنية.
نجاح الشخصية جعل مسئولي الدراما ينقلونها إلي التلفزيون في بدايته بعنوان مغامرات كبير الرحيمية، وأسس فرقة مسرحية خاصة به تحمل نفس الاسم وتنقل بها في العديد من البلدان، وكانت بطلتها الفنانة نعيمة الصغيرة التي شاركت في أداء الاسكتشات الغنائية. كما جعل مسؤولين الدراما ينقلون هذه الشخصية من السينما الى التلفزيون وبالفعل وقعوا عقدا لبطولة حلقات تلفزيونية بعنوان مغامرات كبير الرحيمية
وشارك بالتمثيل مع نجوم كبار أمثال كمال الشناوي – شادية- منير مراد – اسماعيل ياسين- السيد بدير – عمر الجيزاوي – ماري منيب.
كما قام بتأليف بعض الأعمال الفنية:
1) نورا (1967)
2) عندما نحب (1967)
3) عدو المرأة (1966)
4) صوت من الماضي (1956)
5) مصري في لبنان (1952)
وشارك في تمثيل:
1) هاء 3 (1961)
2) رحمة من السماء (1958)
3) كابتن مصر (1955)
4) كدبة أبريل (1954)
5) بنت البلد (1954)
6) ابن ذوات (1953)…عبد الرحيم كبير الرحيمية قبلى
7) أنا وحبيبي (1953)
8) لسانك حصانك (1953)
9) عشرة بلدي (1952)
10) عايزة أتجوز (1952)
11) السبع أفندي (1951)
12) أنا بنت ناس (1951)
13) خبر أبيض (1951)
14) خد الجميل (1951)
15) المليونير (1950)
حياته الشخصية
كان التابعي في البيت دائما يغني ام كلثوم له طقوس خاصة في يوم حفلها كان يشتري كميات من اللب والسوداني والمشروبات لقضاء السهرة بجانب ام كلثوم يسمعها.. كذلك كان زملكاوي متعصبا جدًا وعند فوزه يقوم بتوزيع صندوق مياه غازية على الشارع كله في العجوزة.. وكان عاشقا للسفر وله أصدقاء في كل بلد يسافر اليها وكذلك الطهي فكان عندما يعود للمنزل يدخل الى المطبخ ليطهو الطعام لانه كان طباخا ماهرا وتعلم الطبخ من صديق له عمل طباخ للملك فاروق، وكان يصنع الحلويات وأستاذ في ام على، المحشي، البامية يجعل زوجته تقف بجواره لا يعلمها كيف تصنع الطعام
كان التابعى زوجا وفيًا يعشق أسرته يقدرها وبعد وفاته ترك لهم معاش 75 جنيها لم يكن يكفي الأسرة فاشتغلت زوجته في كورال الاذاعة لأنها صاحبة صوت جميل ثم انتقلت الى كورال فرقة رضا وظلت بالفرقة حتى سن المعاش
وفاته
جاءت نهاية كبير الرحيمية مليئة بالألم، فلقد كان انسانا رقيق الحس يتأثر بكل من حوله وعندما توفت والدته حزن وتوفي بعدها بسبعة شهور وآخر عمل قدمه هو فيلم دكتور بالعافية بطولة كمال الشناوي وعبدالعزيز محمود.
وكان في أيامه الأخيرة مرتبطا بعقد مع الفنانة صفية حلمي التي علمت بأنه يجهز للسفر مع فايز حلاوة وتحية كاريوكا في رحلة للبلاد العربية، فطلبت منه دفع قيمة الشرط الجزائي
فأصيب بحزن وعاد للوقوف على المسرح وأصيب وهو واقف بجلطة في المخ انتقل على أثرها الى مستشفى القصر العيني وظل هناك 11 يوما، وتوفى التابعي في العام1964 في 11 ديسمبر
بعد ان زاره كل أصدقائه في الوسط الفني خاصة الفنان عبدالعزيز محمود الذي كان من اخلص أصدقائه وكان يسأل عنه باستمرار أثناء فترة مرضه وكذلك الفنانة تحية كاريوكا الا صفية حلمي الأمر الذي احزننا جميعًا.