عزوبية للأبد
كتبت: فاطمة عبد العزيز محمد
إن قرار الزواج يصعب على البعض اتخاذه رغم امتلاكهم الكثير من الشهرة والمال والنفوذ، منهم من هرب من فكرة الزواج خوفاً من قيوده ونمط حياته، ومنهم من كان معتقداً أنه من الممكن أن يمنعه الزواج من استكمال مشوار نجوميته وصعوده، ومنهم من أختار العزوبية وفاءاً منه للحبيب وحسرتاً على ضياعه، ويقضى حياة العزوبية باختياره.
لقد أصبحت العزوبة اختيارًا يتبناه الكثيرون الآن، غير مكترثين بالتحديات التي ربما تقابلهم مثل نظرة المجتمع أو الوحدة التي ربما تكون مصيرهم المحتوم يومًا ما.
والمجتمع لا يزال يرسم خطًّا واحدًا للنجاح لا بد للإنسان أن يسير فيه، وأن الزواج هو الشكل المثالي الذي يرضى عنه المجتمع ويتقبل الفرد من خلاله، ولكن من دون أن يتوقف لينظر بعمق داخل هذا الإطار ليرى درجة سعادة ورضا مَن داخله.
في النهاية، أعزب وأفتخر، شعار أصبح يرفعه الكثيرون والكثيرات في تحدٍّ واضح وإصرار على السير في الطريق الذي يجلب لهم السعادة وتجنُّب الطريق التقليدي المعتاد لنيل مباركة الجميع على حساب سعادتهم.
وقد حث القرآن الكريم والسنة النبوية على الزواج كما في قوله تعالى: “فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ” (سورة النساء: الآية 3)، وقوله ” وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ” [البقرة: 235].