عروس البحر الأبيض ضد التعصب السلبي
كتب: مراد غيث
عروس البحر الأبيض ضد التعصب السلبي
نظمت اللجنه الثقافيه والفنية بنقابه المعلميين بالإسكندرية بالتعاون مع جمعيه خريجي كليه العلوم جامعه الإسكندرية ندوه توعويه بعنوان “لا للتعصب السلبي”، في إطار سلسلة من الندوات التي تنظمها النقابه تحت شعار ” عروس البحرالأبيض المتوسط ضد الاتجاهات السلبيه”، قدمت فيها النقابة التعصب الأعمى كإتجاه من الاتجاهات السلبيه التي يلفظها المجتمع السكندري بل وترفضها الفطره السليمه.
أدار الندوه الدكتور ” إبراهيم عبدالله” المستشار الإعلامي لبيت العائلة المصريه، حيث بدأ كلمته بتوضيح الهدف من الندوه وأهمية ترسيخ مبدأ نبذ التعصب، وتسليط الضوء على سلبياته ومخاطره على المجتمع.
كما وضح دور بيت العائله المصريه في التصدي لمثل هذه الأفكار الهدامه ودور كل فرد لتفويت الفرصه على من يحاول دب الفُرقه والخلاف بين أفراد المجتمع.
قام بعدها بنقل الكلمه إلى المنسق العام لبيت العائله المصرية بالإسكندرية ” القس يوحنا رمزي”
الذي تناول العلاقات بين عنصري الأمه المصرية بالتحليل والرصد على مدى العقود الماضية، وقال أنه يلمس تحسن ملحوظ في العلاقات بينهما، ونقله فارقه في الوعي والمحبه والتعايش.
وأشار أن الديانه المسيحيه تحث على التعايش ونبذ الفرقه والشقاق وأن الكتاب المقدس ينص على أن “مايجمعه الله لا يفرقه إنسان “، وقد جمعنا الله على حب هذا الوطن الذي قال عنه البابا شنوده ” مصر ليست وطناً نعيش فيه لكنها وطن يعيش فينا”.
وإختتم كلامه بتوجيه التحيه للقائمين على تنظيم الندوه على تطرقهم لهذا الموضوع الشائك والموجع فكم عانى منه المجتمع.
لتنتقل بعدها الكلمه إلى فضيلة الدكتور ” إبراهيم الجمل” مدير عام الفتوى وأمين عام بيت العائله المصريه بالإسكندرية، الذي أشار أن الشخص المتعصب هو إنسان أعمى ضيق الأفق ضحل الثقافة، أداه طيعه في أيدي أعداء الأمه ، التي تقوم خطتهم في تدميرها على سياسه فرق تسد، والتي يستخدمونها ضد الأمه منذ نشأتها.
وضرب على هذا المثل بمحاولات يهود المدينه التي لم تفتر لإيقاع الفرقه والشقاق بين” الأوس والخزرج” عنصري الأمه بالمدينة المنورة في طور نشأتها، بالعمل على إحياء ذكريات بعاث التي نشبت بينهما في الجاهليه ، لإذكاء الفتنه لضرب المجتمع المسلم من داخله، وهي المحاوله التي قام رسول الله بوأدها ونزع فتيلها قبل أن تتداعى من خلفها الخطوب والأحداث.
وذكر أن هذه المحاولات لم تنقطع إلى يومنا الحالي، ولن تنقطع إلى يوم الدين.
وقال إننا ضد التعصب السلبي بمعنى أن هناك تعصب محمود يتمثل في الوقوف إلى جانب الحق- على أن نتأكد من أنه الحق- دون التسرع في إتخاذ موقف يتضح فيما بعد أنه لم يكن الصواب.
وضرب مثلاً بالشهيد الذي يضحي بحياته وأهله ومستقبله في سبيل نصره الحق، هذا النوع من المواقف يعد من التعصب لكن في الجانب الإيجابي.
مختتما كلمته بتلاوه الآيه 46 من سوره الأنفال ” وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين “.
لتنتقل الكلمه بعدها للكاتب الصحفي ” عمرو حافظ” نائب رئيس تحرير جريده الجمهوريه، الذي أشار أن للتعصب صوره مقيته منتشره جدا بين الغالبيه من أفراد المجتمع تتمثل في التعصب الكروي الذي أوقع العداوه والبغضاء بين أفراد الأسره الواحده، وتسبب في العديد من الجرائم والحوادث دون مبرر.
وتعجب، كيف للنزاع أن يندلع بين جمهور فريقين، بينما يتمتع لاعبي الفريقين بعلاقات وطيده، أليس هذا من الحمق والجهل؟
وأشار أن الرياضه تعتبر إحدى أهم روافد القوى الناعمة لأي مجتمع، ويمكن إستغلالها سياسياً لصالح الوطن .
وضرب مثلاً بأحداث عام 1971 التي يطلق عليها ” دبلوماسيه البينج بونج” ،والتي عملت على إذابه جبال من الجليد في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة عن طريق فريقي تنس الطاوله للبلدين.
وسلط خلال كلمته الضوء على أن التعصب الكروي في مصر يمكن حصره في عده أشخاص -يعرفهم الجمهور- دائماً ما تكون البدايه عندهم ثم تنتشر الفتنه من خلال الجهله والغوغاء.
واختتم كلمته بالحث على ضرورة التكاتف للحد من إنتشار التعصب الأعمى.
تخللت كلمات الساده المحاضرين بعض الفقرات الفنيه والمقاطع الشعريه التي حازت على إعجاب الحضور، لتنتهي الندوه بتكريم أعضاء المنصه والمنظمين والمساهمين فنياً و فكرياً.