مشاهدات: 96
” طالبان ” كارثة تتجاوز حدود البلاد
عماد نويجى
السياسة لا تعرف عاطفة …. السياسة مصالح ومواءمات ولذلك قررت الولايات المتحدة الأمريكية الإنسحاب من افغانستان … فليس من السهولة ترك هذا المكان الإستراتيجى بتلك البساطة .. هذا ما يبدو لك للوهلة الأولى . ولكن لو وضعت نفسك مكان صانع القرار الأمريكى … ستجد أنه الأجدى والأرخص أن تترك أفغانستان لتعود حركة طالبان مرة أخرى … تعود وتسيطر على كامل أفغانستان …
وهذا ما يحدث الان أن سيطرت الحركة على ثلاث مدن فى الشمال أمس الأحد دفعة واحدة خصوصا مدينة ( قندوز) الاستراتيجية وكل الخيارات مفتوحه أمام الحركة … الإتجاة للشرق ليبرز التهديد المباشر للصين وممرها التجارى للدول الإسلامية فى غرب أسيا أو غربا لمزار شريف .
أو الإتجاه جنوبا حيث العاصمة ( كابل ) لتصعد مرة أخرى النظرية التاريخية ( دائرة التاريخ ) والدول الحاجزة … وتصبح افغانستان بالنسبة لأمريكا دولة حاجزة بينها وبين تمدد الشرق المتمثل فى روسيا والمارد الصينى واليابان ولذلك أبقت على حركة طالبان وسمحت لها بالتمدد لتكون خط المواجهة بينها وبين الشرق(الصين ـ روسيا ـ اليابان) كما لعبت كثيرا وحتى الآن دولة العراق الشقيق هذا الدور كدولة حاجزة بين الفرس والعرب لعقود كبيره … فى كل الحالات … لو استمر الوضع سيتغير كامل المشهد والمستقبل الجيوسياسى لأفغانستان…. وكذلك سترجع مرة أخرى اول حاضنة للإرهاب فى العالم . ليعيد التاريخة نفسه