ضيق التفكير: بوابة إلى الخطر
كتب / د .م مجدي عبدالله
التفكير هو نعمة ميز الله بها الإنسان، وجعلها أساس التفريق بين الخير والشر، وبين البناء والهدم.
إلا أن هذه النعمة قد تتحول إلى نقمة حين يكون التفكير ضيقًا، خاليًا من العمق والمرونة
فتظهر مشكلات تؤثر على الأفراد والمجتمعات بأكملها.
ضيق التفكير هو القصور عن رؤية الصورة الكاملة، والاكتفاء بوجهة نظر واحدة دون تقبل الآراء الأخرى. إنه الجمود على فكرة بعينها
والتشبث بها كأنها حقيقة مطلقة دون تفكير في صحتها أو عواقبها.
ينشأ هذا النمط من التفكير غالبًا نتيجة للتربية غير المرنة أو ضعف التعليم، أو الانغلاق على الذات.
هنا تظهر مخاطر ضيق التفكير الذي يشكل تهديدًا على عدة مستويات:
1. على الفرد:
يعوق نموه الفكري والعاطفي و يحد من قدرته على حل المشكلات واتخاذالقرارات.
2. على المجتمع:
يؤدي إلى نزاعات اجتماعية بسبب رفض التعددية الفكرية.يزيد من خطر التعصب الديني أو العرقي.
3. على الإنسانية:
يعرقل التقدم العلمي والتكنولوجي نتيجة رفض الأفكار الجديدة و يعزز الجمود الثقافي بدلاً من التطوير والتجديد.
لذلك نحتاج لمواجهة هذه الظاهرة، لعدة سبل منها علي سبيل المثال:
1. تعزيز التعليم النوعي:
نشر ثقافة التفكير النقدي وتعليم الأطفال مهارات التحليل والتفكير الإبداعي.
2. تشجيع الحوار:
فتح قنوات للنقاش الحر البناء بين مختلف الفئات الاجتماعية.
3. التسامح مع الاختلاف:
قبول الآخر وتفهم وجهات نظره دون عداء أو تحامل.
4. تطوير الإعلام والثقافة:
نشر برامج وكتب تعزز قيم الانفتاح والمرونة الفكرية.
ولا ننسي قول الحق تعالى:
“أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا” [محمد: 24].
التدبر والتفكر من أسمى صفات الإنسان العاقل. وإذا أردنا النهوض بأنفسنا ومجتمعاتنا
فعلينا أن نفتح عقولنا لكل جديد، ونحارب ضيق التفكير بسلاح العلم والتسامح.
حينها فقط يمكننا أن نتجنب مكامن الخطر، ونسير نحو مستقبل أكثر إشراقًا.