بقلم الباحث التاريخى/ أحمد ُحزين شقير البصيلى
اليوم الموافق الخميس ١٦-٧-٢٠٢٠
أيام ويدخل علينا شهر رمضان المعظم ولكن يشعر معظم المسلمين بالإشتياق الى المساجد والى الحرم المكى والمدنى الشريف وبحسب جريدة الرياض السعودية أن صلاة التراويح ستقام ولكن مع تعليق حضور المصليين. وكانت وزارة الشؤون الإسلامية السعودية أكدت يوم الجمعة الماضي استمرار تعليق الصلاة في المساجد حتى شهر رمضان وذلك ضمن الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا المستجد. وأعلن مفتي السعودية الجمعة أن صلاة التروايح والعيد ستكون في البيوت إذا استمر فيروس كورونا. من أرشيف وصفحات التاريخ وقفت امام كلمات الملك عبد العزيز آل سعود للكاتب المصرى الراحل فكري باشا أباظة نقيب الصحفيين الاسبق بمناسبة زيارة الملك عبد العزيز رحمة الله لأراضي المملكة المصرية ضمن حديث نشرته الأهرام كاملا يوم الثلاثاء 19 صفر 1365 هجرية – 22 يناير 1946 ميلادية ) يقول الملك عبد العزيز آل سعود : لقد وددت لو طالت إقامتي في مصر . فلقد أحببتها و أحببت أهلها حبا جما لا يعادله الا حبي لجلالة أخي الملك الفاروق و لن أنسى مدى الحياة و لن ينساه آل سعود هذا الإكرام الذي لقيته في مصر الحبيبة و زيارتي لأكثر مرافقها و مدنها لقد كنا نسمع عن مصر كثيرا و لكن الذي رأيناه فيها فاق ما كنا نتصوره عنها و رأينا نهضة ورقيا و تقدما في جميع نواحي الحياة . و رأينا شعبا متقدما في الزراعة و الصناعة و العلوم و الفنون فهو قدوة العرب و موضع آمالهم . إنني أعود الى وطني مفعم القلب بأكرم الذكريات و أحبها إلى نفسي بل و إلي شعبي و بلادي. فما مصر و المملكة العربية السعودية إلا بلد واحد و شعب واحد و إن بعدت بينهم الشقة فقد جمعت بينهم أواصر الأخوة و المحبة و المودة . تلك الأواصر الوثيقة التي لن تنفصم عراها و التي تبقى خالدة تالدة بعون الله تعالى . ولهذا كانت زيارة الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان الاسبق الأولي للمملكة العربية السعودية يوم الأربعاء 9 صفر 1364 هجرية – 24 يناير 1945 ميلادية حيث استقبله الملك عبد العزيز آل سعود في منطقة جبل رضوي الذي يشرف علي مدينة ينبع إحدي مدن الساحل الغربي السعودي ساحل البحر الأحمر التابعة لمنطقة المدينة المنورة . و في سهل منبسط بين شرم ينبع و جبل رضوى يوم 10 صفر 1364 هجرية – 25 يناير 1945 ميلادية أُقيمت خلال ثلاثة أيام مدينة كاملة من الخيام بسرادقات الجلوس و النوم و الفُرش الوثيرة و المقاعد الضخمة الفخمة تتلألأ الأضواء في كل جانب منها حيث قابل الملك عبد العزيز ضيفه الملك فاروق الأول و تفاهم الملكان على أمور كان من جملتها البت في إنشاء الجامعة العربية . في 12 صفر 1364 هجرية – 27 يناير 1945 ميلادية توجه الملك فاروق الأول إلي المدينة المنورة و زار المسجد النبوي الشريف و قال : إنني أشعر بانشراح عظيم للقيام بزيارة النبي الكريم صلي الله عليه و سلم و إنني لأجد نور الله يحيط بنا . ثم عاد في اليوم التالي إلي مخيمه في سفح جبل رضوى ليستأنف محادثاته مع الملك عبد العزيز و التي استمرت حتي منتصف الليل . و انتهت تلك الزيارة يوم 19 صفر 1364 هجرية – 3 فبراير 1945 ميلادية حيث تم تبادل الهدايا و الأوسمة و تبادل العلمين الملكيين المصري و السعودي السعودي في احتفال اشتركت فيه ثلتان من الجيش السعودي و جيش البحرية المصرية رمزاً للصداقة بين البلدين ليغادر الملك فاروق الأول مبحرا إلي المملكة المصرية في مساء ذلك اليوم .