صباح_مصري
أيها المنطق… عذرًا،
بقلم: د. سمير المصري
في أحد الأيام، خرج الحظ برفقة المنطق في إحدى رحلاتهما المعتادة.
ومع دخول الليل، تعطلت بهما السيارة. عندها اتفقا معًا على قضاء الليل حتى الصباح، ليبحثا في اليوم التالي عن مخرج من هذا المأزق. بدأ كل منهما في البحث عن مكان يؤويه حتى طلوع الفجر.
اختار المنطق مكانًا جانب الطريق، آمنًا ومنعزلًا. لكنه التفت إلى الحظ، فوجده ممددًا على قارعة الطريق!
صاح به المنطق متعجبًا:
– ما هذا الذي تفعله؟ أهذا منطق؟ ماذا ستفعل لو مرت حافلة مسرعة ودهستك؟!
لكن الحظ أغلق أذنيه عن نداءات المنطق، مبررًا تصرفه بأنه ينتظر عابرًا يصادفه في الطريق فيُقلهما معه إلى وجهتهما.
حاول المنطق إقناعه، حاوره يمينًا ويسارًا، لكنه لم يجد صدى لكلماته.
فقال له في يأس:
– ليتك تتذكر أنني حذّرتك كثيرًا… أنت وشأنك.
ثم تولى عنه وذهب إلى مكانه.
لم يمضِ وقت طويل، حتى جاءت حافلة مسرعة، يقودها سائق يظن أن الطريق خالٍ تمامًا من العوائق.
فوجئ بالحظ ممددًا أمامه! فاستجمع قواه، وضغط على المكابح، وانحرف بالحافلة محاولًا تفادي دهسه.
قفز من الحافلة غاضبًا، وانهال على الحظ بالسباب والشتائم، ثم سأله:
– ما الذي تفعله هنا؟!
فأجابه الحظ بأن السيارة تعطلت به وبصاحبه، ونام في الطريق لعل عابرًا يراه ويقلّه.
فسأله السائق:
– وأين صاحبك؟
فصاح الحظ:
– يا منطق! يا منطق!
لكن لم يرد عليه أحد.
نظر وبحث، فإذا بالمنطق مدهوسًا تحت عجلات الحافلة.
فما كان من الحظ إلا أن جمع أشلاءه، وبعد أن فرغ من دفنه، استقل الحافلة ومضى في طريقه إلى وجهته.
الخلاصة:
رغم أن الحظ كثيرًا ما يصطدم بالمنطق، إلا أن التوفيق قد يكون أحيانًا في صفه.
قصة رمزية مقتبسة، لا تعبّر عن قاعدة عامة، لكنها تجد في واقع الناس شواهد وصور
إلى لقاء في صباح مصري جديد
د. سمير المصري