صباح_مصري …..
مسلسل الظلم …..
بقلم د. سمير المصري
مع بداية نشأة البنت تسمع أول ما تسمع كلمات الدعاء عليها بالموت_
حتى ولو بالمزاح والمداعبة _ فإذا ما أرادت شيئًا وألحت في طلبه أفهموها أنها أرخص من أن تعطى ما أرادت
وإذا اختصمت مع أخيها الولد فضربته، ضُرِبَت وأُهِينَت على مسمع ومرأى من الولد حتى يشمت فيها ويرضى
وقد يعاملها إخوتها الذكور بالقسوة والشدة والويل لها كل الويل إذا تأخرت في تلبية أي طلب لهم،
وقد يكون هذا بمساعدة رب الأسرة ، وقد يزوّجها فاسقًا عاصيًا أو يتاجر بها
فبعضهم إذا بلغت ابنته سن الزواج يقطع الأمر دونها من قبل الأب أو الولي، فيرد ذلك ويقبل
ويأخذ ويعطي ويشترط من الشروط ما يشاء، ويطلب من المهر ما يريد، فلا يؤخذ لها رأي
ولا يُعرض عليها أمر، رغم أنه “لا تنكح البكر حتى تستأذن ولا الثيب حتى تستأمر”.
وبالرغم من هذا إلا أن البعض لا يهتم بذلك، ولو حدث وأيدت البنت رأيها بالاعتراض أو الانتقاد على هذا الكلام فإنها تصبح عند ذلك وقحة سيئة الأدب ليس لها الحق
اوحتي تملك خلقًا ولا حياءً ، رغم أن لها الحق في اختيار الزوج المناسب لها؛
إن علينا أن نعلم أن النتيجة المباشرة لهذه المعاملة السيئة
في منتهي الخطورة في المجتمع، فهي بذلك تغرس في نفس البنت شعورًا بالمهانة والضعف
وعندما تصبح اما لن يكون في مقدورها أن تبث في نفوس أبنائها الشعور بالغيرة والاعتداد بالكرامة
وكيف تفعل ذلك وهي تفقد هذا الإحساس من الاصل …أصلاً.
وإذا كنا نعترض على القسوة في تربيةالبنات
فهناك في مقابل ذلك بعض الناس يفرط في تدليلهن والتساهل معهن إلى أقصى حد، فتنشأ الابنة مدللة خليعة لا هم لها إلا نفسها
أو الاهتمام بأخبار الموضات والتقليعات من هنا اوهناك أو إمضاء الساعات الطويلة أمام الهاتف، أو النزول للأسواق بصورة مستمرة لمتابعة كل ما يجد فيها من البضائع وغيرها
ويزداد الأمر سوءًا إذا كانت الأم مشغولة عن تربية البنات بزياراتها وخروجها الدائم من المنزل
والأسوأ من ذلك إذا كانت الأم من هذا النوع المستهتر بالدين والأخلاق، كاللاتي يربين بناتهن على الطريقة الغربية
أو حسب ما يشاهدنه في الأفلام والمسلسلات، فيجنين على أنفسهن وبناتهن.
ان عدم تدريب البنت على أعمال المنزل هو من قبيل التدليل سواء كان طهي وتنظيف اوترتيب
ما يطبع في نفس البنت نفورًا من أعمال المطبخ، وأعمال البيت المختلفة، ويزداد الأمر سوءًا عندما تتزوج البنت، فتذهب إلى منزل زوجها
وهي لا تعرف شيئًا أو تعرف القليل فقط، هنا ينشأ الصراع بينها وبينه ، خصوصا عندما تطلب خادمة لها في البيت
لمساعدتها في اعمال المنزل … عندما تكون حالة الزوج المادية لاتسمح بذلك ، فإذا طلبت خادمة
وكانت حالة الزوج لا تسمح بذلك تبدأ بالتمرد والاستكبار عليه وعلى حقوقه
غدا…صباح مصري جديد …..
د سمير المصري